mardi 30 octobre 2012

«عبده موتة».. فن ازدراء الأديان - هانى صلاح الدين

 

لا يختلف اثنان على أهمية الفن وخطورته فى تشكيل المزاج العام للمجتمع، لأنه يتصل بشكل مباشر بوجدان الشعوب، ويعمل على تكوين ميولها وأذواقها واتجاهاتها النفسية، وذلك لتنوع أدواته وألوانه، لذا وجدناه عبر التاريخ الإنسانى يمثل ترمومتر ارتفاع أو انخفاض الذوق العام، ولعل ما وصف به العلامة الشيخ القرضاوى الفن خير دليل على أهميته، حيث قال «إذا كان روح الفن هو الشعور بالجمال والتعبير عنه، فالإسلام أعظم دين غرس حب الجمال والشعور به فى أعماق كل مسلم».
وبعد قيام الثورة تطلعنا جميعا لفن راق بعيد عن لغة الجسد، ومترفع عن العرى والفساد الإخلاقى، ومعزز لقيم المجتمع، وساع لتقديم ما يحض على الفضيلة، ومنير لشبابنا من أجل بناء مصر الجديدة، وذلك بخلاف احترامه للأديان السماوية، ورموز اأمتنا، وكنا نتطلع لفن يحدد المشاكل ويناقشها بواقعية، ويضع لها الحلول.
لكن للأسف ما نراه اليوم من أفلام وأعمال فنية، نجدها تغرق فى إثارة الغرائز، فلا يخلو فيلم أو مسلسل من الكلمات الخادشة للحياء، واللقطات الساخنة التى أصبحت تحض على الرذيلة، ووصل الأمر فى بعض أفلام العيد إلى أنها تحولت إلى دعارة فنية، وتعتمد مشاهدها فى على الجنس الفاضح.
وليت الأمر وقف عند هذا الحد، بل وصل الأمر بهذه الأعمال الفنية الهابطة الفاسدة، إلى ازدراء الأديان والنيل من رموز أمتنا، ولعل ما حملته مشاهد فيلم «عبده موتة» خير دليل على ذلك، فالراقصة دينا صاحبة فضيحة «فيديو أبوالفتوح»، والتى تسببت بسبب مشاهدها اللاأخلاقية فى أحد أفلامها «على الطرب بالثلاثة» عام 2006، فى قضية التحرش الجماعى فى نصف البلد، منذ بضع سنوات، وأيضا فيلمها الفاضح «شارع الهرم» الذى تسبب أيضا فى تحرش جماعى، وجدناها تظهر علينا فى «عبده موتة» وهى تتراقص شبه عارية، على أنغام أغنية عن السيدة الزهراء فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، وابنيها الحسن والحسين، ضاربة بقيمنا الدينية والمجتمعية عرض الحائط، ومتحدية مشاعر عامة الشعب، ولا أدرى كيف للرقابة أن تسمح بمثل هذه الجرائم، التى تثير غضب المصريين والمسلمين فى العالم، وأين نقابات الفنية التى ملأت الدنيا ضجيجا عندما صدر حكم ضد أحد الفنانين، أليس من واجبها أن تقف ضد هذه الأعمال الهابطة، الفاسدة للأخلاق العام والمثيرة لغرائز شبابنا.
ومن هنا أدعو جميع الكتاب والفنانين والنقاد، أن يتصدوا لمثل هذه الأعمال الفاسدة، وأن يشاركوا فى التأسيس لفن راق، يبنى ولا يهدم، يدفع شبابنا للأمام ويعزز لديهم قيم الانتماء للوطن، ويحمى المجتمع من الفن المثير للغرائز، فهذه مسؤوليتهم أمام الله والشعب.

«عبده موتة».. فن ازدراء الأديان - هانى صلاح الدين
قسم الأخبار
Tue, 30 Oct 2012 12:30:00 GMT

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire