تقرير طبي يفيد بإصابة شاب بالرصاص الحي في أحداث سفارة إسرائيل
كان يرقد عاطف يحيى إبراهيم في مستشفى قصر العيني في حالة حرجة بعد أن استخرج الأطباء من رأسه فجر الأربعاء رصاصة أصيب بها في الأحداث التي اندلعت أمام السفارة الإسرائيلية مساء الأحد، على الرغم من تأكيدات وزارة الداخلية بأن الضباط الذين فضوا الاعتصام الذي أعلنه نشطاء أمام السفارة لم يكونوا مسلحين بالرصاص الحي.
وقال التقرير الطبي الذي صدر عن مستشفى قصر العيني باللغة الإنجليزية، ولدى «المصري اليوم» نسخة منه، ما ترجمته «المريض في غيبوبة، لا يستجيب للصوت ولا يفتح عينيه ولا يؤتي حركات تلقائية. إصابة واحدة في الرأس بطلق ناري. جرح متهتك في الجبهة مع تهتك مركب للجمجمة والجلد وبروز نسيج دماغي (المخ) وارتشاح حول العينين. الأشعة المقطعية: نزيف دماغي في الفص الأمامي الأيسر ونزيف تحت الجافية. يحتاج الى تدخل جراحي سريع ودخول الرعاية المركزة».
ويتناقض هذا التقرير الطبي الرسمي مع رواية وزارة الداخلية للأحداث التي وقعت ليل الأحد، إذ قال مسؤولون في الوزارة إن قوات الشرطة التي كانت مسؤولة عن تأمين المظاهرة لم تطلق الرصاص على الإطلاق، وأن تفريق المظاهرة بدأ عندما هدد المعتصمون باقتحام السفارة، وباستخدام القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي.
غير أن شهادات من شاركوا في المظاهرة والاعتصام تؤكد أن تفريق المظاهرة تم ليلاً وباستخدام الرصاص الحي.
وأمام البوابة الخلفية لمستشفى قصر العيني، يقف نحو 8 من أصدقاء عاطف «ضحكة الدنيا» كما وصفه أحدهم. الذي يسرد وقائع ما حدث «في هذا اليوم كنا نتمشى على الكورنيش ففوجئنا بالضرب، حاول عاطف أن يساعد سيدة وابنتها على عبور الشارع والهرب من قنابل الغاز والرصاص المتطاير، ليصاب برصاصة في رأسه ويسقط على الأرض».
يضيف محمد عودة «ذهبنا به إلى مستشفى أم المصريين، حرروا لنا تقريرًا طبيًا بحالته يؤكد أنه مصاب برصاصة في الرأس، وطلبوا أشعة (إكس راي)، قال طبيب إنها تبين وجود رصاصة وشظايا داخل الجمجمة، وطلب منا سرعة نقله إلى مستشفى قصر العيني لأن أم المصريين لا تتوفر بها الإمكانيات الطبية اللازمة لإجراء جراحة بهذه الدقة».
التقط أحمد زايد طرف الحديث ليكمل «وصلنا قصر العيني قرب الفجر، أخذوا تقرير أم المصريين وصور الأشعة وأجروا له أشعة مقطعية. الطبيب قال لي بوضوح إن الرصاصة في مكان آمن ويمكن استخراجها بجراحة». لكنه أوضح أن حالته بعد العملية لن تعود إلى طبيعتها، ولكنه يضيف «بعد قليل جاء الطبيب وقال إن الأشعة المقطعية لا توضح بشكل كامل ما إذا كانت الإصابة ناجمة عن رصاصة أو لا، لن نستطيع ذكر الرصاصة في التقرير الطبي».
وقال «الطبيب هددنا بشكل واضح أنه لن يتمكن من إجراء العملية إلا إذا تجاهل التقرير الطبي تمامًا موضوع الرصاصة المستقرة في رأسه».
في تلك الليلة كان عاطف دخل إلى حجرة العمليات لتوّه، بعد أن نجحت الضغوط في إصدار التقرير السابق ذكره. أحد الأصدقاء الذين كانوا افترشوا الرصيف المواجه لباب المستشفى الخلفي طلب منهم أداء ركعتين والدعاء لصديقهم.
ويضيف «عندما ذهبت لتحرير محضر في قسم شرطة الجيزة لإثبات حالة أن عاطف مصاب بطلق ناري في رأسه. رفض الضباط تحرير المحضر أول ما سمعوا إنه مصاب عند السفارة الإسرائيلية».
المصرى اليوم
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire