وكأنه مكتوب على ثورة 25 يناير أن تعود بثوارها إلى المربع رقم صفر مجددا .. فاليوم احتشد ما يقرب من 7 آلاف شاب من شباب الثورة فى ميدان التحرير مرددين نفس الهتافات التى خرجوا بها يوم الخامس والعشرين من يناير (عيش، حرية، عدالة اجتماعية).
مسيرات كبيرة أتت إلى الميدان من مسجد الفتح برمسيس ومسجد الاستقامة بالجيزة ومسجد مصطفى محمود بجامعة الدول العربية، ومساجد أخرى للمشاركة فى جمعة استرداد الثورة بعد مرور 6 أشهر على تولى المجلس العسكرى إدارة شئون البلاد. المتظاهرون فى التحرير اليوم أكدوا أن الثورة لم تكتمل وأنه لم يتحقق من مطالبها سوى التنحى وقرأ الثوار البيان الأول للثورة الذى تمت صياغته قبيل التنحى ليؤكدوا أن المطالب الرئيسية للثورة لم يتحقق منها سوى القليل.
هانى حنا عضو لجنة صياغة قرارات الثورة أكد أن جمعة اليوم هى بمثابة جرس إنذار وإلا ستعود الثورة للميدان مرة أخرى وتلى البيان رقم (1) للثورة والذى تمت كتابته يوم الحادى عشر من فبراير وكأنه بيان جمعة استرداد الثورة وقال فيه "باسم جماهير ثورة 25 يناير.. نحن جماهير شعب مصر صاحب السيادة على أرضه ومصيره ومقدراته التى استردها كاملة باندلاع الثورة الشعبية المدنية الديمقراطية نعلن استمرار هذه الثورة السلمية حتى النصر لتحقيق المطالب الآتية:
- إلغاء حالة الطوارىء فورا.
- إنشاء مجلس حكم رئاسى انتقالى يضم 5 أعضاء من بينهم شخصية عسكرية و4 من رموز الوطن دون أن يكون لهم جميعا حق الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة.
- تشكيل حكومة انتقالية بدلا من الحكومة الحالية التى يرأسها واحد من أعضاء أمانة السياسات بالحزب المنحل.
- تشكيل لجنة تأسيسية لوضع دستور ديمقراطى .
وفى سياق متصل أعلنت بعض الحركات والقوى الثورية عن بدء اعتصام مفتوح فى الجزيرة الوسطى بميدان التحرير وأقامت بعض الخيام حتى تتحقق تلك المطالب مؤكدين أن حكم العسكر قد انتهى دون أن يحقق آمال الثورة وأنه المطلوب الآن حكم مدنى يستجيب لمطالب الثورة. كما ردد المتظاهرون هتافات منددة بالمجلس العسكرى وسياسة الصمت التى يتبعها ضد بعض مطالبهم.
وكانت خطبة الجمعة اليوم حماسية للغاية حيث أكد الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم أمام جموع المصلين فى الميدان أن شباب الثورة لا يطمحون فى السلطة وإنما يسعون أولا وأخيرا لتحقيق مصلحة مصر والعبور بها للأمام ومن يريد السلطة فالسلطة زائلة ومن يريد مصالح الوطن فالوطن هو الباقى ولابد ألا نتفرق بعد اليوم. ونحن نقول وسنظل نقول أن الثورة مستمرة ولن تنتهى حتى تتحق كافة مطالبها الباقية والآن ونحن مقبلون على الانتخابات القادمة نطالب بل نأمر بتفعيل قانون الغدر ولن نقبل بأن يكون هناك وجه واحد تحت قبة البرلمان من الوجوه السابقة الفاسدة ولو رأينا وجها واحدا بالبرلمان المنتخب سننادى بحل البرلمان مرة أخرى لأن طريق الحق واحد لا يقبل الالتفاف عليه والشعب الذى حل البرلمان المزيف الماضى قادر على أن يحل البرلمان القادم ولهذا ننادى بل أن الثورة تأمر أن يتم تفعيل قانون الغدر على هؤلاء الفاسدين حتى يتم عزلهم عن الحياة السياسية 10 أعوام على الأقل وذلك حتى نضمن أن يأتى برلمان حقيقى يؤسس لدولة جديدة ودستور يحقق آمال الأمة أيضا لابد من تطهير المؤسسات من بقايا النظام الفاسد ولابد أيضا من تطهير الإعلام الذى يقود الثورة المضادة ويهاجم الثورة ويتهمها بالفوضى والانفلات ولهذا سنحل وزارة الإعلام إذا استمرت فى مهاجمة الشرفاء فلابد من وقف هذه المهزلة وإلا ستعود الثورة ضدكم .
وأضاف الشيخ مظهر فى خطبته : أحذر السفيرة الأمريكية فمصر ليست باكستان ولا أفغانسان ونحذر الفلول الذين يستأجرون البلطجية لضرب الثورة والذين يقفون أمام محاكمة مبارك ويرفعون صوره .. ليس هذا فحسب فالثورة قامت ضد الفساد ولهذا يجب أن يتم فتح ملفات الخصخصة والشركات التى تم بيعها بأبخس الأثمان فلابد أن تعود مجددا للشعب.
وعاد الشيخ مظهر لصيغة التحذير مجددا ضد من سماهم بعلماء السلطان أصحاب الفتاوى ذات البلاوى من الذين كانوا يداعبون النظام السابق وقد خرج بعضهم اليوم بفتوى تقول أن من يقتل فى الميدان فهو منتحل وليس شهيدا فياعلماء مصر اتقوا الله فى شعب مصر ومادام الأزهر موجود فالحق موجود .. أيضا الثورة طالبت منذ أن قامت بتطهير المؤسسات من رجال الفساد ولايزال حتى الآن فاسدون فى مناصبهم فى الإعلام والرياضة والشركات.
وخصص الشيخ مظهر الخطبة الثانية للتعريض بموقف التيارات الإسلامية المعادى لاستكمال الثورة حسب وصفه والذى قبل الدخول فى صفقات تحقق مصالحه وتساءل قائلا: أين الذين كانوا ينادون بالجهاد أين الذين كانوا يتحدثون عن الحاكم الفاسد أين من يطلقون على انفسهم كبار المشائخ .. هم الآن قرروا أن يبقوا فى بيوتهم يعافثون الأزواج .. فلا نامت أعين الجبناء.
وفى ختام كلمته لخص الشيخ مظهر شاهين مطالب الثورة فى الآتى:
- تفعيل قانون الغدر السياسى.
- تعديل قانونى مجلسى الشعب والشورى.
- نهاية العمل بقانون الطوارىء
- التطهير الكامل للمؤسسات.
- عودة المصانع والشركات والأراضى المنهوبة للشعب
- المحاكمة العادلة لرموز الفساد
- التطهير الشامل
وخلال الخطبة ردد المصلون قسم الولاء للثورة قائلين" أقسم بالله العظيم أن أحافظ على ثورتنا وعلى أهداف ثورتنا وعلى مطالب ثورتنا .. نعيش من أجلها ونموت من أجلها .. الله أكبر الله أكبر "
وقد عادت مشاهد الثورة فى أيامها الأولى للميدان اليوم فقد رفع المتظاهرون صور الشهداء وأقاموا عددا من المنصات منها منصة لحزب الوسط وأخرى للحركات الثورية وهددوا بغلق الميدان مالم يستجب المجلس العسكرى لمطالبهم.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire