الراهب رافائيل افامينا
يُعد الراهب رافائيل أفامينا أبرز المرشحين الحاليين للوصول إلى القرعة الهيكلية يوم 4 نوفمبر القادم، كما أنه الأوفر حظاً فى الحصول على لقب البابا 118 للكنيسة الأرثوذكسية، حيث إنه تلميذ البابا كيرلس السادس، اسمه الحقيقى رافائيل صبحى توفيق، من مواليد روض الفرج بالقاهرة، فى 8 سبتمبر 1942، ولكنه قُيد فى شهادة الميلاد فى 18 أكتوبر، وهو حاصل على ليسانس الحقوق بجامعة عين شمس سنة 1964، وتعود أُصول عائلته إلى أبنوب الحمام، ولقب العائلة يعود إلى الشهيد القديس ميلص، وقد تمت رهبنته فى دير مارمينا فى 7 أغسطس 1969م، ورُسم قساً فى اليوم التالى مباشــرة، وخدم بمقـر الدير والطاحونة بالقاهرة فى الفترة من 1986م إلى 1994، وسيم قمصاً فى 2001م.
«بركة البركات أو أسد الصحراء» هكذا يسميه أحباؤه وتلاميذه، له 25 كتاباً، تنوعت بين كتب روحية وكنسية وطقسية وتفسير وسير شهداء وقديسين، يتمنى كثيرون وصوله للكرسى البابوى، لما يتمتع به من حب من قبَل الرهبان والشعب القبطى، إلا أنهم يخشون من أن كبر سنِّه سيجعل الكنيسة فريسة لصراع القوى داخلها، وسيطرة الحرس القديم على مجريات الأمور بداخلها، كما أنه سيزيد من نفوذ الأنبا أرميا سكرتير البابا الراحل شنودة الثالث، والذى يتمتع بعلاقات جيدة جداً مع جماعة الإخوان المسلمين، مما يخشى معه كثير من الأقباط رضوخ الكنيسة لسلطة الدولة وتحكُّم الجماعة فى مصيرهم.
انصب عمل الراهب رافائيل أفامينا داخل الدير على خدمة إقامة القداسات، وكان أب اعتراف الرهبان وتسليم طقس القداس، فى حين عمل خارج الدير فى إقامة القداسات بدير «أبى سفيت» للراهبات بسيدى كرير.
ويدعمه فى الوصول للمنصب البابوى معظم الأساقفة الذين خرجوا من دير مارمينا، وهم الأنبا بطرس، أسقف شبين القناطر، والأنبا قزمان، أسقف شمال سيناء، والأنبا مينا، أسقف مصر القديمة، والأنبا أرميا، الأسقف العام، والأنبا ديمتريوس، أسقف ملوى، والأنبا ثيؤدوسيوس، أسقف عام الجيزة.
ويقف بقوة خلف ترشحه ويعمل على حشد الدعم له الأنبا أرميا، الذى حصل معه فى نفس اليوم على القمصية داخل الكنيسة على يد البابا الراحل شنودة الثالث، وذلك كما يظهر فى الصور النادرة التى حصلت «الوطن» على نسخة منها، ويصفه الأنبا ميخائيل، مطران أسيوط، بأنه الملاك رافائيل مفرح القلوب الذى يتميز برقته وذوقه وإخلاصه وتواضعه ومحبته.
بدأت علاقة الراهب رافائيل أفامينا بالكنيسة عن طريق مدارس الأحد بجزيرة بدران بمنطقة شبرا بالقاهرة، التى تعتبر معقل المسيحيين فى مصر، وهو من مؤسسى دير مارمينا، ويرى أن قرارات الكنيسة لا يمكن أن يتخذها فرد لوحده ولكن عبر قرارات جماعية، ويرى ضرورة توطيد العلاقة بين الكنيسة والأزهر الشريف ووجود قنوات اتصال مع الدولة وبين جميع الطوائف الداخلية والخارجية وأن يكون الاتصال مع البابا نفسه أو المحيطين به مثل سكرتير المجمع المقدس بحيث يعملون بتوجيهات صارمة ولا يعتدون على هذه القنوات، ويرى أن مصلحة المسيحيين والمسلمين أن تكون هناك محبة وسلام ومشاركة.
ويرى أفامينا أنه فى حال فوزه بالمقعد البابوى، سيترك أمره لله، وينفذ ما يريده. وأنه سيطرح كل مشاكل ومطالب الأقباط على المجمع المقدس للكنيسة والمجلس الملى العام وهيئة الأوقاف القبطية، وأنه سيتعامل مع الرئاسة وجماعة الإخوان المسلمين وكل طوائف المجتمع لما فى ذلك مصلحة الكنيسة والوطن عبر سياسة «نكبرهم ويكبروننا»، على حد قوله.
المقربون من الراهب رافائيل أفامينا يصفونه بأنه شخصٌ فى غاية الحكمة والمحبة وهو يتمتع بخبرة السنين وبخبرة تلمذته للبابا كيرلس السادس وأنه ليس بالشخص التصادمى، ولا هو شخصٌ بسيط يخضع لأحد، ولا يستعمل طرق الوعود أو التهديد، بل هو يعتمد الحسم والحزم بالروح الوديع الهادئ والحب والتفاهم، وأنه يتميز بوضوح منهجه كامتداد حى للبابا كيرلس السادس، وحياته الكنسية؛ إذ هو مرجع فى طقوس الكنيسة، وكاتب ذو صبغة روحيــة وفكرية خاصة، ويحظى بحب جارف بين رجال الإكليروس والرهبان والأراخنة ومختلف فئات الشعب فى مصر كلها والخارج، ويتميز أيضاً بمعرفته الفكرية الواسعة، ومطلع على كافة المتغيرات على الساحة المصريــة والإقليمية والدولية، وله نظرة منفتحة ومحبة عميقة لجميع الطوائف المسيحية، كما يأتى إليه كثير من المفكرين ورجال المجتمع من غير المسيحيين، والأجانب لما يجدون لديه من سعة الأفـق، وروح مسيحية حقيقية.
بينما يكشف المدون القبطى إيهاب شنودة، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، عن أن الراهب رافائيل أفامينا كان سكرتيراً علمانياً للبابا كيرلس السادس، وأنه كان سبب المشاكل بين البابا كيرلس والبابا الراحل شنودة الثالث قبل أن يتولى الكرسى البابوى، وذلك لأن رافائيل كان ينقل للبابا كيرلس بعض تصريحات ومواقف البابا شنودة الثالث، ولذلك عند وفاة رئيس دير مارمينا لم يختره البابا شنودة لرئاسته، وذلك لسببين؛ الأول هو تدنى مهاراته الإدارية والثانى غضب البابا شنودة منه لدوره فى الخلافات بينه وبين البابا كيرلس وقتها.
وطن
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire