ذكر موقع "جلوبال بوست" الأمريكي أن المتظاهرين المصريين هذه المرة نقضوا عهوداً طالماً كانوا يحافظون عليها حول الالتزام بمبادئ السلمية، ولجأوا هذه المرة إلى العنف، وهو ما يتناقض مع السلمية التي كانت عليها ثورة 25 يناير.
وأضاف الموقع أن شبابا صغيرا هو من يمسك راية تحدي السلطات تحت شعار مستقبل ديمقراطي لمصر، لكنه يستخدم العنف لتحقيق مأربه، بما يغاير الصورة التي كان عليها ميدان التحرير الذي كان البعض يشبهه بـ "يوتوبيا" أو المدينة الفاضلة التي دعا إليها أفلاطون الفيلسوف الشهير.
ومضى التقرير :"التركيز الآن للثورة ينصب على الاعتداءات والتدمير وشن هجمات على مؤسسات الدولة"، مشيراً إلى ما أقدم عليه بعض المحتجين في مدينة السويس من إحراق وهجوم على قسم شرطة السبت الماضي، وتحرير عشرات المساجين، بالإضافة إلى حرق مقرات الحرية والعدالة في بعض محافظات مصر ونهب محتوياتها، واقتحام للوزارات وغيرها من الأعمال التخريبية.
وأورد التقرير تصريحات لزياد عقل الباحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية حيث قال : "هنالك بالتأكيد موجة من العنف داخل معسكر الثورة".
واعتبر الموقع الأمريكي حركة "بلاك بلوك" التي لها فروع كثيرة حول العالم، والتي يتميز أعضاؤها بارتداء أقنعة سوداء، مرتبطة بأعمال التخريب، ويلجأ أعضاؤها إلى حرق إطارات السيارات، وقطع الطرق.
وأردف الموقع أن ما أقدم عليه البعض في بورسعيد من استخدام البنادق الآلية وقتل رجلي شرطة في أعقاب حكم السبت الماضي بإحالة أوراق 21 من مواطني بورسعيد إلى المفتي لتورطهم في مذبحة الاستاد، يعد خرقا واضحا لمبادئ الثورة التي كانت ترفع شعار السلمية دائما، وهو ما ولد موجة عنف أزهقت أرواح الكثير من الضحايا في تلك المدينة التجارية.
وتابع أن موجة العنف الأخيرة في مصر والتي خلفت ما يزيد عن 50 قتيلا منذ الجمعة الماضية تزامنت مع الذكرى الثانية للثورة المصرية، حيث يطمح بعض المناهضين لحكم الرئيس مرسي في بعث الثورة من مرقدها مجددا.
ولفت إلى أن هنالك شعورا ينتاب معارضي النظام المصري يتمثل في أن ثورة 25 يناير قد تم إجهاضها مرتين متتاليتين على أيدي العسكر ثم الإخوان المسلمين المهيمنين على السلطة في شخص الرئيس محمد مرسي.
واختتم التقرير بأن هذا العنف لا ينفي الأخطاء البشعة التي لا تزال ترتكبها القوات الأمنية في مصر، وانتهاكها لحقوق الإنسان، مما استدعى منظمتي "هيومان رايتس ووتش" و " العفو الدولية" إلى تقريع الحكومة المصرية لفشلها في ضبط الانتهاكات الأمنية التي كانت سببا مباشرا في الإطاحة بنظام مبارك.
المصدر:
التغيير - وائل عبد الحميد
جلوبال بوست: ميدان التحرير لم يعد "المدينة الفاضلة"
صحيفة التغيير
Tue, 29 Jan 2013 06:07:00 GMT
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire