عمَّال أدور عليك وأتاريك هنا جنبى.. بتعرف تعوم؟.. فى صالون الحلاق كانت لنا أيام وقد جاء العيد فجأة وخارج التوقعات مثل الثورة، وإذا كانت الثورة المفاجئة ظلمت المثقفين فإن العيد المفاجئ ظلم الحلاقين الذين كان من المقرر أن نتجمع عندهم ليلاً فى وقفة الحلاقة، ولأنه جاء فجأة تعالوا نتذكر حلاقة كل عيد.. أعطيت ''الحلاق'' التحاليل المعملية التى طلبها منى قبل إجراء ''الحلاقة'' وراح يراجعها بدقة وكان فى المرة السابقة قد طلب منى أن أظبَّط السكر والدهون الثلاثية قبل أن أحضر إليه ثم ربطنى بالفوطة وربط مساعده الفوطة بالمقعد وراح يتفاوض معى على الأسعار:
- عشرين جنيه شعر وعشرة جنيه ذقن وأنت اللى تنفض الشعر وكمان الكولونيا والبودرة عليك وسوف تخرج فى يومها.. رد شاب مدمن يداعب أنفه:
- صحيح يا حاج عندك ''بودرة''؟
طلبت من الحلاق أن يمهلنى مدة للتفكير لكنه رفض وبدأ يحرك المقص عشرين مرة فى الهواء ومرة واحدة فى رأسى..
وراح عجوز يراجع فى المجلة جدول الدورى وكوتة المرأة الملغاة ثم قال:
- أريد أن أقدم أوراق ابنى بعد العيد فى الانتخابات لأنه مش نافع فى المدارس.
فقال الشاب:
- الحكومة بتقبل من سن (5) سنين و(9) شهور والميزة إن عندها أتوبيسات.
فرد العجوز:
- مش مهم أتوبيسات أنا كنت هأوصله المجلس وأستناه أروحه.
قال الحلاق:
- خلاص خليه للسنة الجاية.. هوه عنده كام سنة؟
فرد العجوز:
- (48) سنة و(3) شهور.
قال الشاب:
- يا عم لسه بدرى إنت مستعجل على إيه.. وديه نادى أو سلمه فى الإصلاحية علشان يدخل المجلس متأسس.
همس لى الحلاق:
- مش قلت لك تجينى صايم.. ثم نظر وقال ''قفاك عريض حاول أن تخفيه عند الكمين''.. ثم راح يشوح بالموس معترضاً على بيع ''شيكابالا'' وقال ''إنه يفضل أن يحوله إلى شركة مساهمة''.. فجرحنى بالموس فى أذنى، وراح الحلاق يفحص الجرح ويحاول أن يوقف النزيف ثم قال لى:
- الحساب هيعدى الخمسين جنيه، فسألته عن السبب فقال:
- أصلك هتحتاج نقل دم.. إنت فصيلتك إيه؟
- من فصيلة الثدييات العليا آكلى الفول.. فبدا عليه عدم الاقتناع واستمر فى تحريك المقص فى الهواء بينما العجوز يسأل الشاب:
- ما تعرفش حد يدخل إبنى المجلس ويأخد أى مبلغ؟
فقال الشاب:
فردى أم قائمة؟ فصرخ الحلاق:
- تقصد شعر ولا دقن.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire