dimanche 28 août 2011

روبرت فيسك: هل ستدفع ليبيا ثمنًا للغرب مقابل التدخل العسكري؟

47
رأى الكاتب البريطانى البارز روبرت فيسك أن كل قائد عربى غير منتخب أو أى زعيم في المنطقة تم انتخابه بالتزوير يجب عليه أن يفكر طويلاً فى صوت محمد القذافى، النجل الأكبر للديكتاتور الليبى فى حديثه الهاتفى لقناة الجزيرة وصوته المرتعش قائلا: "إننا نفتقر إلى الحكمة والبصيرة". 
وقال فيسك، فى مقاله بصحيفة الإندبندنت، إن الحكمة هى الشىء الذى يفتقده الشرق الأوسط، والبصيرة هى المهارة التى يهملها الغرب والعرب على حدى سواء. 
وأضاف: "لقد بات الشرق والغرب يفتقدان القدرة على التفكير فى المستقبل، فأصبح نطاق ما يشغل تفكيرهم هو الـ24 ساعة المقبلة.
وأردف فيسك: "يجب على هؤلاء الذين ينشغلون بما يحدث فى الساعات القادمة وما سيندلع من مظاهرات أو ما سيقوله أوباما أو غيره من قادة العالم أن يدركوا جيدًا أن الثورات العربية لن تنتهى فى خريف 2011، فالربيع العربى سيستمر لسنوات، وعلى هؤلاء أن يتأكدوا أنه ليس هناك نهاية للتاريخ".
وتابع روبرت فيسك: "الربيع والصيف والخريف العربى أثبتوا أنه ليس فقط
الحدود الاستعمارية القديمة التى لا يمكن انتهاك حرمتها، فلكل ثورة خصائصها المميزة لها، وإذا كانت الإنتفاضات العربية جميعا خلفت أعدادا لا يستهان بها من الشهداء، فإن هناك بعض الثورات التى كانت أكثر عنفا كثيرًا منها".
وتوقع الكاتب الصحافي البريطاني البارز أن تصبح ليبيا قوة عظمى فى الشرق الأوسط، لكن بشرط ألا يفرض عليها الغرب احتلالاً اقتصاديًا كمقابل لحملة الناتو التى ساعدت فى تحرير البلاد من الطاغية الوحشى، وفق تعبيره.
وقال: "لن تعود طرابلس لتنتمى لهويتها الأفريقية، بعد أن اختفى هاجس القذافى بوسط وجنوب أفريقيا، وقد تؤثر ثورة الشعب الليبى على حرية جيرانهم فى الجزائر والمغرب".
وأضاف فيسك: "دول الخليج ستسعد بانتصار الشعب الليبى، لأن معظم القادة العرب يعتبرون القذافى مختلا عقليا ومؤذيا، لكن بشكل عام، فإن لعبة الإطاحة بالحكام المستبدين تمثل خطورة عندما ينضم لها قادة لم يتم انتخابهم".
ودعا الغرب إلى توفير دروس فى الديمقراطية لليبيا الجديدة، لتجنب الفوضى التى أصابت العراق عقب الإطاحة بصدام على يد الغرب أيضًا. 
وأدان الكاتب البريطاني موقف "إسرائيل" من الربيع العربى قائلاً: "إسرائيل التى كانت منحرفة وغير ناضجة فى ردها على الصحوة العربية لم يرحب قادتها بالثورة المصرية، ولم تشجع شعبًا أراد الديمقراطية التى تفتخر دائمًا هى بها، وبدلا من ذلك أطلقت نيرانها على الجنود المصريين، وهو الموقف الذى يحتاج لتفكير طويلاً".
مفكرة لاسلام 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire