jeudi 24 janvier 2013

صفحات مضيئة .. فى ثورة يناير ..

بعد مرور عامان على ثورة 25 يناير ..دخلت مصر في مرحلة حراك وتحول سياسي كبير.. وانطلق قطار التغيير ولن يعود إلى محطته السابقة .

ولاشك ان التحدي الأكبر الذي يجابه مصر حالياً هو البحث عن الطريقة المثلى للتحول من حالة الزخم الثوري إلى ديمقراطية آمنة، تكرس تحقيق الأهداف والمبادىء التي قامت من أجلها ثورة الخامس والعشرين من يناير ، والتي قدم شباب مصر وشيوخها أرواحهم فداء تحقيق هذه الأهداف والطموحات لتعتلي مصر من جديد منصة الحضارة والتقدم..

وفى هذا الملف نحاول رصد عددا من المحاور تتضمن ما تحقق من نجاحات ومكاسب بفضل الثورة المصرية - داخليا وخارجيا- وما ترتب عليها من نقلة نوعية في مجالات ومناحي الحياة على أرض مصر، وما أنتجته الصورة الحضارية للثورة من إعادة إنتاج صورة مصر في الخارج ، حيث استحوذت ثورة الخامس والعشرين من يناير على اهتمام العالم كله ، باعتبار أن مصر دولة محورية لها ثقلها الإقليمي ودورها على الساحة الدولية في قضايا ذات تأثير حيوي .

 

نجاحات ومكاسب ..

رغم الغيوم التى قد تعترى نجاح الثورة الا انه لاشك اننا يمكن ان نرصد بعض المكاسب والنجاحات التي واكبت ثورة الخامس والعشرين من يناير والتي قامت أساساً لتكريس مفاهيم الحرية والعدالة الاجتماعية وسيادة دولة القانون وتدعيم قيم المواطنة الحقيقية، وهو ما تحقق بدرجة كبيرة خلال العامين المنقضيين، الذي شهدنا خلالهما أحداثاً جساماً وأموراً بالغة الأهمية، وتطورات مثيرة.

ويمكن إبراز أهم النجاحات التي تحققت بفضل ثورة الشعب المصري في الآتي:

 

اسقاط النظام الفاسد ..

على مدى ما يزيد عن الثلاثين عاماً ظل النظام السابق وحزبه متصدرا للمشهد السياسي المصري، متكئاً في هذا الصدد على دعم أدواته الأمنية، ما كان له عظيم الأثر في إضعاف الحياة الحزبية وإفساد الحياة السياسية وتجفيف منابع المشاركة المجتمعية. كان ذلك هو المسوغ أمام القضاء المصري لإصدار حكمه التاريخي في شهر أبريل 2011 بحل الحزب الوطني الديمقراطي.

 

محاكمة رموز النظام السابق ..

يضاف إلى مكاسب الثورة تقديم الرئيس السابق ونجليه إلى المحاكمة بتهم تتعلق بقتل المتظاهرين والتربح والفساد، كما تم أيضًا تقديم العديد من رموز النظام السابق، إلى المحاكمة بتهم الفساد، والرشوة، واستغلال النفوذ، وتسهيل الاستيلاء على المال العام، وقتل المتظاهرين السلميين.

 

أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير..

والتى اسفرت عن فوز الدكتور محمد مرسي بمنصب الرئيس وليكون أول رئيس مدني منتخب لمصر بنسبة

51.73% بنزاهة وشفافية وحرية شهدها العالم أجمع . وأدى الرئيس مرسي اليمين الدستورية في 30/6/2012

الدستور ..

اجراء مؤتمرات الحوار الوطني بمشاركة ممثلي مختلف الأحزاب والقوى السياسية وشباب الثورة والمفكرين والشخصيات العامة وصولاً إلى انتخاب جمعية تأسيسية وضعت الدستور .

• ثم جاء الاستفتاء على الدستور ليسطر مرحلة جديدة في تاريخ مصر، بعد أن قال الشعب كلمته في دستوره الذي حظى بأغلبية قالت نعم للدستور بلغت نسبتها 63.8%

 

انتخاب برلمان الثورة ..

بدخول مصر مرحلة جديدة من العمل السياسي في أعقاب ثورة 25 يناير ، جاءت الانتخابات البرلمانية في نوفمبر

2011/يناير 2012 لتعكس درجة التحول المجتمعي والتطور الديمقراطي الذي تمر به مصر الثورة ، وأنها اكتسبت أهميتها لكونها أول انتخابات تشريعية تجرى بعد قيام ثورة يناير

و أثبت شعب مصر عبر ثلاث مراحل انتخابية، وجولات الإعادة بها، بالإضافة إلى أربع مراحل تكميلية، أنه قادر

على المضي قُدماً في بناء دولة ديمقراطية حقيقية تعلو فيها كلمة القانون.

حيث تضمن المشهد الانتخابي منذ يومه الأول، في الثامن والعشرين من نوفمبر 2011، وحتى التاسع عشر من يناير، العديد من الملامح منها:

- إقبال غير مسبوق على التصويت، بمعدلات قياسية لم تعرف مصر مثيلاً له في تاريخها السياسي الحديث.

- تصويت المصريين في الخارج ... إيماناً بوجوب مشاركتهم في رسم مستقبل وطنهم.

- الطابع السلمي ... الذي ساهم في مواصلة سير العملية الانتخابية دون تأجيل أو إلغاء.

- الإشادات الدولية .. الرسمية والإعلامية والحقوقية بسير العملية الانتخابية ومدى الشفافية والنزاهة التي تمتعت بها.

- سيادة القانون ... من خلال إصرار أعضاء اللجنة القضائية العليا المشرفة على العملية الانتخابية بتنفيذ كافة أحكام القضاء مهما واجهوا من صعوبات.

واحترامًا لحكم المحكمة الدستورية العليا في يونيو 2012 تم حل مجلس الشعب ، لتستعد البلاد لانتخابات برلمانية جديدة خلال ستين يومًا من بدء العمل بالدستور الجديد.

 

تجديد الخطاب الإعلامي

لم ترتبط نتائج ثورة 25 يناير بحدود التغيير السياسي فقط، بل تخطت تلك الحدود لتؤثر على خريطة الإعلام المصري وإعادة رسمها، سواء كان ذلك على مستوى الإعلاميين أنفسهم ومواقعهم، أو مكانة الوسائل نفسها. والأهم هو حدود الحرية الممنوحة للإعلام بعد الثورة وغياب العديد من المحاذير والضغوط التي مورست في الفترات السابقة على الإعلام.

ويشهد الإعلام الرسمي حاليا وعلى رأسه الإعلام الحكومي والصحف القومية، اختلافا في المحتوى، حيث تعمل هذه الوسائل لكى تخطو نحو أداء إعلامي متحرر ومعظم للقيم المهنية في ظل محاولات لإصلاح السياسات الإعلامية والهياكل المالية بها.

فخريطة الإعلام أخذت في التغيير، ليس بسبب المنافسة التي تفرض تقديم خدمة إعلامية متميزة فقط، وإنما لأن مساحة الحرية في مصر باتت أكبر بعد ثورة 25 يناير، حيث تشهد الساحة الإعلامية المصرية ظهور كيانات جديدة تعبر عن تيارات سياسية وفكرية مختلفة لم يكن لها منابر إعلامية للتعبير عنها، وكذلك ظهرت مشاريع عديدة لقنوات تعبر عن الأحزاب السياسية المختلفة، وتزايد المساحة المتاحة للمناقشات السياسية والمجتمعية الجادة بشكل مضطرد بالنسبة لقنوات عديدة أخرى ظهرت قبل ثورة يناير، وكذلك رفع القيود الأمنية والإدارية التي كانت تقف عائقا أمام إصدار الصحف في كثير من الأحيان .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire