vendredi 25 janvier 2013

شهيدات ثورة يناير.. قدمن أرواحهن من أجل الوطن وجسدن نضال المرأة المصرية

زهرة الإسكندرية و"جان دارك" الصعيد.. فازتا بالشهادة وجسدتا نضال المرأة

كتبت - كاريمان أحمد
استشهدن كي تحصل مصر على حريتها، ويحصل المواطن المصري على كرامته، والكلمات عن سيدات وفتيات شاركن في ثورة 25 يناير، وقدمن حياتهن فداء لهذا الوطن، ورغم الحزن على فراقهن إلا أن أسرهن وجدن العزم والصلابة النابعة من إيمانهن ويقينهن بأن فلذات أكبادهن فزن بالشهادة التي يحلم بها الجميع ، أكثر من ٣٠ شهيدة نعرف بعضهن وأخريات مجهولات لم يتم التعرف عليهن أو الكشف عن أسمائهن.

البداية بسالي زهران بنت الصعيد وزهرة الجنوب "جان دارك" الثورة المصرية، كما وصفتها ريشة الفنان حلمي التوني وصاحبة الوجه الأشهر بين شهداء ثورة ‏25‏ يناير؛ حيث عرفها الجميع في مصر وخارجها من خلال صورتها التي تحمل ابتسامة أمل ونظرة معبرة محبة إلى الحياة.

‏سالي التي قررت بلدية رام الله، إطلاق اسمها على شارع في مدينة رام الله، ولدت في السادس عشر من أكتوبر لعام 1987، وحينما استهدت في الثامن والعشرين من يناير عام 2011، كانت لا تزال طالبة بالفرقة الثالثة بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة سوهاج، حيث تعيش مع أسرتها، وعن استشهادها تقول والدتها: "مع بداية الثورة علمت سالي من صديقاتها بسوهاج عن المظاهرات التي اندلعت ضد النظام السابق، فارتدت ملابسها وقالت لي "نفسي أشارك بأي شيء لمصر، أنا ذاهبة للمشاركة في المظاهرات"، لم أتمكن من منعها لحماسها الشديد، وبعد عودتها للمنزل في نفس اليوم كانت في حالة مزرية، وملابسها مبللة ووجهها أصفر شاحب وتشعر باختناق شديد من تأثير القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه، لكنها لم تأتِ للمنزل للراحة، جاءت فقط لتبديل ملابسها والنزول مرة أخرى لاستئناف رحلتها إلى الحرية وتحرير مصر، عندما وجدتها في هذه الحالة الصعبة، منعتها من النزول مرة أخرى، وحكمتني مشاعر الأمومة وقلت لها يكفي ما قمتِ به، ولكن نصيحتي لها أصابتها بثورة كبيرة جدًا وقالت لي "حرام سيبيني يا ماما أعمل حاجة للبلد، مش ليا لأخواتي" وبدأت تجري هنا وهناك، مؤكدة أني إذا لم أسمح لها بالنزول ستنزل إلى المظاهرات من "البلكونة".

وتضيف والدة الشهيدة وهي تبكي: "أثناء الحديث والشد والجذب اتجهت سالي إلى غرفتها وجلست على سور شرفة غرفتها، بينما كنت أقف عند باب الغرفة، فيما كانت سالي تهدد بأنها ستخرج من البلكونة إذا لم أتركها تمضي لتطالب بحريتها وتواجه نفس مصير الثوار، وفي هذه الأثناء كانت تقول "افتحي لي الباب من فضلك يا أمي"، وفي هذه الأثناء اختل توازنها وسقطت سالي من الشرفة وماتت في الحال.

وتختتم الأم كلماتها فتقول: سالي كانت مهمومة بأحوال البلد مثلها مثل الكثير من أصدقائها من فتيات وشباب فجروا ثورة مصر، وتضيف: "ما أحلم به أن يلهمني الله الصبر، ويتم تنفيذ حكم القصاص العادل في القتلة ممن سفكوا دماء أولادنا، فهؤلاء لا صلح معهم ولا غفران".

ومن سالي إلى أميرة سمير السيد، فتاة صغيرة في عمر الزهور، حيث لم تكن تتجاوز الستة عشر عامًا، طالبة لثانوية العامة المتفوقة في دراستها، شاء قدرها أن تلقى وجه ربها شهيدة، رغم أنها لم تشارك في المظاهرات التي اندلعت وقتها في الإسكندرية حيث تعيش مع أسرتها، إلا أن الرصاصات الغادرة طالتها وهي تقف في شرفة منزلها.

حدث ذلك يوم جمعة الغضب، حينما استيقظت أميرة الساعة الثامنة صباحا، أدت صلاة الصبح ورتبت غرفتها ثم أدت صلاة الظهر، بعدها توجهت إلى صديقتها هدى في المنزل المجاور لمراجعة دروسها مع صديقتها، حدث ذلك في الوقت الذي كانت فيه المظاهرات العارمة تشتعل في الإسكندرية ورصاص الشرطة لا يفرق بين مشارك ومشاهد، كما يقول والدها سمير السيد، ويضيف: "في ذلك الوقت توجهت المظاهرات إلى قسم شرطة ثان الرمل، وفجأة بدأ من بداخله إطلاق الرصاص بعشوائية من على سطح القسم لتصيب إحداها ابنتي وهي واقفة مع صديقتها في الشرفة، ويضيف: "أية جريمة ارتكبتها ابنتي الصغيرة هي وغيرها من الشهداء ليلقوا مصرعهم غدرا ومايحزنني أنه حتى الآن لم يقتص من قتلتهم".

وتعليقًا على ما سبق، تقول د.إيمان بيبرس الناشطة الحقوقية والموثقة للسير الذاتية لشهيدات الثورة المصرية: "لا يسعني سوى تقديم تحيات عطرة للشهيدات وأمهاتهن، وأؤكد لهن أن دماء فلذات الأكباد لن تذهب هدرا"، مشيرة أن هؤلاء الشهيدات يعدن أبلغ رد على الهجمة الشرسة على كل ما يتعلق بالمرأة وقضاياها بعد ثورة 25 يناير، قائلة إنه على الرغم من اشتراك المرأة في الثورة والمشاركة فيها منذ بدايتها حتى نهايتها، إلا أننا وجدنا أصواتًا خرجت بقوة تهاجم كل المكتسبات التي حصلت عليها المرأة، كما ظهرت بعض الآراء المتشددة التي تنادي بعودة المرأة إلى المنزل، بالإضافة لظهور الأصوات التي تنادي بإلغاء قوانين المرأة بحجة أنها تنتمي لقوانين النظام السابق، وكأن الرجال نسوا فجأة كل ما قامت به المرأة أثناء الثورة، ووقوفها بجانب الرجل ودفاعها عن حقنا جميعًا في الحصول على حريتنا.

هذا الموضوع في قسم:

محلى

البوم صور:

شهيدات ثورة يناير.. قدمن أرواحهن من أجل الوطن وجسدن نضال المرأة المصرية
hoqook1
Fri, 25 Jan 2013 10:24:43 GMT

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire