samedi 5 janvier 2013

أحمد منصور يكتب : تفكك جبهة الإنقاذ

 

بدأت جبهة الإنقاذ، التى أسستها القوى المعارضة للرئيس محمد مرسى والإخوان المسلمين، بالتفكك لأن الأسس التى قامت عليها، وأهمها: المعارضة من أجل المعارضة والكراهية الشخصية والنفسية للإخوان المسلمين، والصراع على المناصب والكراسى وتحالف الفلول مع بقايا النظام السابق مع أشباه الثوار مع بعض الثوار، جعلت شكلها ضبابيا وكشف عن حقائق ومطامع ومطالب الكثير من أطرافها، مما أكد للمخلصين فيها أنهم كانوا مستدرجين إلى مستنقع كبير؛ فكثير من المحللين، ومنهم محللون غربيون، لاحظوا من البداية أن نسيج الجبهة غير متجانس وليس به أى قدر من التوافق على شىء سوى المعارضة للرئيس محمد مرسى ومن ورائه جماعة الإخوان المسلمين، وقد ساعدهم على هذا أخطاء الرئيس مرسى التى تراكمت الواحد بعد الآخر بعد قراره الأول بإقالة النائب العام ثم تراجعه عن القرار، ثم توالت الأخطاء والتراجعات التى شجعت معارضيه على أن يجتمعوا مستغلين حماس الشباب وكثيرا من البلطجية الذين قبض على بعضهم بالتحرك من أجل اقتحام قصر الاتحادية وإسقاط الرئيس مرسى، وأفصح بعضهم عن ذلك وقال لمن دعوه للحوار صراحة: أى حوار؟ إن النظام سوف يسقط خلال ساعات، لكن النظام لم يسقط وفشلت المؤامرة واكتمل الدستور وصوّت ما يقرب من ثلثى المشاركين عليه فى الاستفتاء بنعم، ورغم أن الرئيس مرسى ومن حوله لم يستطيعوا حتى الآن توظيف كثير من المكتسبات التى حققها لهم الشعب، لصالح تصحيح أخطائهم واكتساب فئات كثيرة من الشعب تأثرت بالحملات الإعلامية والإعلانية الكبيرة التى شنتها جبهة الإنقاذ ضدهم، إلا أن وعى الشعب المصرى وإصراره على أن يعطى فرصة للرئيس كى يصحح أخطاءه ويحدد مساره وفق رؤية واضحة للخروج بمصر من هذا المأزق جعلا كثيرا من أعضاء جبهة الإنقاذ التى قامت على المطامع يفكر فى المشاركة فى جزء من كعكة السلطة قبل أن تنتهى فى ظل قانون الانتخابات الجديد الذى لن يسمح لأى حزب فى الوجود فى المجلس إلا بعد الحصول على نسبة 5% من أصوات الناخبين حتى يدلل على أنه ليس حزبا ورقيا وإنما له وجود وحضور بين الناس، وهذه ليست بدعة؛ فقد طبقت فى مصر من قبل وتطبق فى تركيا ودول أخرى كثيرة بنسب تصل إلى 12%، من ثم فقد تحركت بعض أطراف جبهة الإنقاذ للمشاركة فى الحوار الوطنى ومحاولة الدخول فى تحالفات مع أطراف قوية للوجود على قوائمها، وقد أكد لى بعض القائمين على إدارة الحوار الوطنى ذلك، كما أكدت لى مصادر مسئولة داخل جماعة الإخوان المسلمين أنهم يتلقون كل يوم طلبات من أطراف فى الجبهة كل على حدة يريدون الجلوس والنقاش والبحث عن نقاط للالتقاء والتوافق، وهناك أطراف من الجبهة وسطت أطرافا خارجية هى على صلة بها من أجل عقد جلسات للحوار، لكن الثقة شبه المنعدمة بين الإخوان وهذه الأطراف أجلت كثيرا من هذه الطلبات، أما الأطراف التى تدرك أنها خاسرة لا محالة فإنها تسعى لتشكيل قائمة واحدة، لكن أنى لهم أن يتفقوا والوجود على رؤوس القوائم هو مربط الفرس، ولن يقبل أى منهم إلا أن يكون على رأس القائمة هو أو من يمثله من حزبه، من ثم فإن معالم التفكك أصبحت تضرب أركان الجبهة من كل جانب، وسوف تكشف الأيام المقبلة المزيد من معالم التفكك، لكن أنى للطرف الآخر أن يتقن فن إدارة اللعبة السياسية والقدرة على الاستقطاب والتنازل حتى تتجاوز مصر مرحلة عنق الزجاجة التى تمر بها.

أحمد منصور يكتب : تفكك جبهة الإنقاذ
قسم الأخبار
Sat, 05 Jan 2013 09:16:00 GMT

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire