بقلم: بثينة سالم
ما الذي يحدث في مصر؟ كيف تغيرت مصر بهذه السرعة لم تكن الفوضي أبدا مصر, ولم تكن أبدا مصر فوضي , مصر التى عشنا فيها أعمارنا كلها لم نر طيلة حياتنا فيها كل هذا العنف وكل هذه الأسلحة وكل حوادث الإغتصاب والتحرش والسرقات التى تحدث حاليا والتى أصبحت تحدث في وضح النهار وليس ليلا فقط وكأنما يتفاخر من يقومون بهذه السرقات والبلطجة أو كأنهم يقولون إنها دولتنا نحن ونحن الذين نعيش فيها وحدنا ولا يهمنا أحد وانتشر البلطجية ومارسوا أعمالهم الإجرامية أمام أنظار الجميع وربما أمام أنظار رجال الشرطة الذين من المؤكد أنهم يعرفونهم ويعرفون كل صغيرة وكبيرة تحدث لكنهم يفضلون السلامة أو لازالو يترنحون بعد الهزة العنيفة التى أصابتهم عقب أحداث ثورة 25 يناير ونظرات العدائية الشديدة من الشعب لرجال الشرطة , ولازال السؤال يبدوا بدون إجابة حتى لحظتنا الحالية : من فتح المعتقلات والسجون وأفرج عن هؤلاء البلطجية وأطلقهم ليبثوا الرعب في الشارع ؟ إنه ملف غامض كعشرات الملفات التى فجرتها أحداث ثورة 25 يناير ولازالت تفاصيلها غامضة علينا حتى الأن وكأننا نعيش في دولة أخري أو زمن أخر
والمثير أن البلطجية معرفون بالإسم ومعروف أين يمارسون نشاطهم الإجرامى بل إن حملات الشرطة الأخيرة والتى استهدفت القضاء على بعضهم أثبتت وبما لا يدع مجالا للشك أن الشرطة المصرية لازالت هى الأقوى من أقوى مسجل خطر أيا كان ولو ساعدها الشعب قليلا وأعطاها الثقة مرة أخرى كى تعود لرسالتها بحفظ الأمن والأمان ولكن بدون تجاوزات سابقة لعاد الهدوء والأمن للشارع ولانتهت تماما كل حوادث العنف واستعمال الأسلحة
لكن دعونا نسأل أنفسنا كيف استطاع بلطجى واحد أن يكوّن ثروة هائلة بالملايين وعقارات وصالة ديسكو وسيارات وفيلات وثعابين وأسود ونمور بينما الأرانب تجري أمامه مهرولة وخائفة ومرعوبة على أرواحها ورزقها وأولادها, وكيف يأمن المواطنون العاديون على أنفسهم فلا يستطيع أحد أيا كان حمايتهم في دولة السيد " نخنوخ" ؟
أيا كانت الظروف التى صنعت هذا البلطجى وغيره مئات وربما ألاف قالمؤكد أن " نخنوخ " لا يمثل ظاهرة شاذه أو فريدة بل إنه يوجد مئات إن لم يكن ألاف من أمثال السيد " نخنوخ " لا يعرف أحد من صنعهم ومن أغدق عليهم الأموال ولصالح من يعملون ومتى ستنتهى البلطجة والعنف أساسا من حياتنا ..
المؤشرات تقول أن كمية الأسلحة التى دخلت مصر بعد ثورة 25 يناير لم تحدث في التاريخ وفي أقل مشاجرة عادية تحدث في الشارع بين طفلين سترى بعينك ما لم تره من قبل من نوعيات أسلحة وكأن كل فرد أصبح جيشا والغريب حينما تسأله يرد عليك بأن الدنيا لم تعد أمان وأن السلاح لزوم التأمين وخوفا من البلطجية وبدلا من أن نعطى الثقة للشرطة مرة أخرى يريد كل فرد أن يقتص لنفسه بما يريد وكأنها غابة كبرى
وبرغم كمية المسدسات والأسلحة الآلية التى دخلت بيوتنا لا تندهشوا فلم يعد باقيا سوى أن يشترى كل مواطن دبابة ويضعها أمام بيته لزوم الحراسة الشخصية ضد البلطجة وربما يستعين البعض بطائرة لمتشيط منطقة منزله والبحث عن الحرامية.. وكل هذا لم يعد غريبا ولا مضحكا طالما أننا نعيش في دولة السيد " نخنوخ "
دولة السيد " نخنوخ "
omar.kareem_2008@yahoo.com (omar)
Thu, 30 Aug 2012 12:46:06 GMT
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire