أكدت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية أن من وصفته بأنه ' أبرز منشق عسكري سوري ' يقول إن مفتاح التحول السياسي في البلاد يكمن في توفير ' شبكة أمان ' تقنع العلويين بأنهم لن يُذَبَّحوا إذا ما انشقوا عن الرئيس بشار الأسد .
و نقلت الصحيفة عن مناف طلاس , و هو الجنرال السابق في الجيش السوري و صديق بشار الأسد الشخصي و الذي غادر البلاد في يوليو ولاذ بالفرار الى فرنسا , قوله إن ' همي الرئيسي هو إقناع العلويين بأنهم لن يُضطروا للانتحار مع النظام ' .
و أشارت الصحيفة إلي أن حديث طلاس كان أول حوار تفصيلي منذ انشقاقه عن الأسد الذي كان صديقه المقرب .
و شدد طلاس على أنه قبل أن يكون هناك تحول سياسي يجب أن يكون هناك أولا قناة ثقة بين الجيش السوري الحر المعارض و أفراد الجيش الذين يمكن التصالح معهم و الذين هم علي استعداد للانشقاق عن الأسد كما فعل هو , و بدون هذه الارتباطات , كما قال طلاس , فإن الإطاحة بالأسد ستقحم البلاد في فترة من العنف الفوضوي و يصبح من الممكن الحصول علي أسلحة سوريا الكيميائية .
و أضاف ' كثير من العلويين الآن غير سعداء بما يحدث علي الأرض , لكن أين هي المنطقة الآمنة لهم ؟ العلويون بحاجة لأن يعرفوا أن هناك جانبا قويا سيضمن أمنهم إذا انشقوا ' .
و لفتت الصحيفة إلي أنه رغم أن طلاس مسلم سني فإنه كان يقود وحدة من الحرس الجمهوري الخاص 80 في المائة منها كانت من الأقلية العلوية التي ينحدر منها الأسد و حاشيته .
و أكدت أن طلاس , البالغ 49 سنة من العمر , تحدث بتأثر عن انشقاقه عن الأسد الذي قال عنه إنه لطخ اسمه بالدماء للدرجة التي لن يتمكن معها من حكم سوريا فعليا مرة أخري أبدا , و حذر طلاس الاسد عند بداية الأحداث من أن ' هذه ثورة الآباء عبر الأبناء ' مشيرا إلي أن هذا الصراع سيكون مستحيلا الفوز فيه بالقوة ' .
و يقول طلاس إنه بحلول شهر مايو 2011 تم تجاهل خطته للتقارب و ألقي القبض علي الأشخاص الذين كانوا علي اتصال به بعد لقائه بهم , و كانت هذه هي القضية حتي في الرستن , و هي مدينة في وسط سوريا حيث ولد أبوه .
و بعد أن حاول طلاس إصلاح ذات البين هناك و بخه حافظ مخلوف ابن عم الأسد فتوقف طلاس عن قيادة وحدته بعد ذلك و عاد الى منزله .
و ذكرت الصحيفة أن انقطاع العلاقة بين طلاس و الأسد كانت في يوليو 2011 عندما استدعي الأسد طلاس و سأله عن سبب عدم قيادته لقواته , و أكد طلاس إنه رد علي ذلك بأن الرئيس و رجاله كانوا غير مخلصين بشأن التوصل إلي تفاهم , و اضاف ' أنتم تجعلون مني كاذبا , و أنت و سوريا تنتحران ' , و رد الأسد بأن ' هذه الخطة كانت تافهة و أنه سيلجأ إلي الخيار الأمني ' .
و قال طلاس في آخر ذاك اللقاء ' أنتم تحملون حملا ثقيلا و إذا أردتم أن تطيروا عليكم أن تسقطوا هذا الحمل عن كاهلكم ' , و أكمل ' لكن يبدو هذا الحمل الثقيل , الأسرة و الأقارب , هو الذي فاز ' .
و يقول طلاس إنه فكر في البداية في أنه يمكن أن يبقي في دمشق في معارضة صامتة للسياسات المتشددة , لكن العنف بلغ حد المجازر في أنحاء البلاد ' و لم يعد ضميري يستطيع تحمل أكثر من ذلك ' , و بدأ يفكر مع نهاية العام في كيفية الهرب .
و تشير الصحيفة إلي أن الجنرال السابق ما زال يتمتع بالملامح المميزة له التي جعلت منه قائدا عسكريا صاحب شخصية كاريزمية , و هو الأمر الذي جعل البعض يتكهن بأنه قد يلعب دورا في المرحلة الانتقالية السورية , لكن طلاس يقول إنه لا يرغب في أي منصب في حكومة مستقبلية و إنه يركز فقط علي خريطة الطريق التي اعتمدها لتفادي النزاع الطائفي .
صديق الأسد المنشق مناف طلاس يكشف عن اسرار الأشهر الأولى من الثورة و يدعو لإعطاء ضمانات للطائفة العلوية
قسم الأخبار
Thu, 30 Aug 2012 12:27:00 GMT
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire