«خرطوش في الرأس».. «مات إكلينيكا».. «استشهد»، ربما استخدم مهند سمير، طالب الثانوي، هذه الكلمات لوصف حالة رفيقيه، أحمد نجيب وجابر جيكا، اللذين استشهدا في أحداث إحياء ذكرى محمد محمود الأخيرة، أو لوصف حالة الصحفي الحسيني أبو ضيف، الذي استشهد في أحداث الاتحادية، قبل أن تتداول الأخبار الأوصاف نفسها لوصف حالة «مهند» الذي هاجمه مجهولون، الإثنين، بطلق خرطوش في الرأس ليدخل في حالة موت إكلينيكي في مستشفى أحمد ماهر.
«مهند» كغيره من أبناء هذا الجيل، جيل الثورة، كان على موعد طوال العامين الماضيين مع إما الموت أو الإصابة أو السجن، أو جميعها، ففي ديسمبر من العام الماضي، أصيب مهند بطلق ناري خلال معركة مجلس الوزراء، وبعدها بأيام قليلة ذهب إلى مديرية أمن القاهرة ليدلي بشهادته ضد أحد ضباط الشرطة المتهم بقتل شاب خلال الأحداث، إلا أنه وجد نفسه متهما، ليخرج من المديرية إلى السجن، الذي ظل فيه حتى الإفراج عنه بموجب عفو رئاسي.
يبدو أن الإصابة والسجن وحداثة السن لم تصب عزيمة مهند في شيء، فواصل مع الثوار عقب خروجه من السجن قبل شهرين احتجاجاتهم ضد «الإعلان الدستوري» الذي أعلنه الرئيس محمد مرسي في نوفمبر الماضي، واشترك في «معركة محمد محمود الأخيرة»، وأحداث الاتحادية، وربما يكون قد حمد الله على نجاته من الموت خلال هذه المعارك، بعد أن استقر مع زملائه في اعتصام ميدان التحرير للمطالبة بإلغاء قرارات مرسي، وربما أيضا لم يتوقع أن الرصاصة التي طالت رأس «أبوضيف» في معركة الاتحادية، ستقضي عليه وسط الميدان.
في يناير الماضي ناشدت والدة «مهند»، في حوار مع «المصري اليوم»، النائب العام ووزير الداخلية وقطاع السجون لرؤية نجلها والاطمئنان على حالته الصحية، حيث كانت قدمه مهددة بالبتر لخطورة الإصابة، لكن هذه المرة لم يعد أمام الأم الثكلى إلا الدعاء لابنها، وهي تعلم أنها ربما تكون أيام أو ساعات معدودة وتفقده للأبد، وبدلا من أن تنتظر حصوله على شهادة الثانوية، وتحلم بالشهادة العليا، تنتظر شهادة وفاته.
ربما يعتقد من اعتدوا على «مهند»، كما اعتقد من قتلوا سابقيه، أنهم تخلصوا منه للأبد، لكن واقع الأمر على مدار العامين الماضيين يقول عكس ذلك، فسيكتب الثوار اسمه في قائمة لا ينساها التاريخ.. قائمة الشهداء، وستتحول صورته إلى علم جديد، يلهب مشاعر المتظاهرين والمحتجين ضد أعداء الثورة، وستتحول روحه إلى جرافيتي، يملأ حوائط مصر، فيحيا للأبد.
مهند سمير.. طالب الثانوي ينتظر «الشهادة» (بروفايل)
هيثم جبر
Mon, 31 Dec 2012 15:13:53 GMT
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire