الدكتور محمد مرسي
افتتح الدكتور أحمد فهمي، رئيس مجلس الشورى، الجلسة أمام مجلس الشورى، وقال في حضور الرئيس محمد مرسي، في تاريخ الأمم والشعوب لحظات فارقة تشهد فيها تحولات تاريخية تتجلى فيها إرادة الشعوب، واليوم تتجلى هذه اللحظة بحضور رئيس اختاره الشعب قائدا لمسيرة العمل الوطني في أول انتخابات رئاسية نزيهة.
وأضاف فهمي: صوت الشعب وإرادة الأمة قررا المصير، ويأتي لقاؤنا اليوم بالسيد الرئيس ومصر تحتفل بمسيرة نضال الشعب من أجل حريته.
وتابع رئيس مجلس الشورى، نرحب بكم يا سيادة الرئيس ونحن على أعتاب دورة برلمانية جديدة للمجلس في مرحلة فاصلة بعد قراركم بتعيين 90 عضوا بالمجلس، مضيفا تحية إجلال لشهداء ثورة يناير وعلينا القصاص لهم.
كما عاهد الشعب أن يكون المجلس للحوار الحر البناء، لكافة الطوائف دون تمييز أو إقصاء، مستطردا: مجلس الشورى الذي أولاه الشعب ثقته سوف يكون عند حسن ظن هذا الشعب ولن نصدر أي تشريع إلا بعد أن يطمئن الشعب أن هذا التشريع سوف يصب في مصلحته.
من جانبه، بدأ الرئيس محمد مرسي كلمته أمام أعضاء مجلس الشورى، بقوله، بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى كافة الأنبياء والمرسلين، نعمة كبيرة من الله أن نجتمع في هذا المكان، وأن نتوجه جميعا بجلستنا وأقوالنا وأفعالنا إلى شعب مصر العظيم، هذه نعمة من الله علينا نرجو أن تدوم.
وقال: أيها السيدات والسادة أيها المصريين جميعا. منذ فجر التاريخ ونحن أمة تصنع الحضارة وتقدم شواهد ملهمة في تاريخ الإنسانية كلها، أمة توحد الله منذ نشأتها وتفجر طاقات الإنسان في كل مناحي الإبداع.
ثم وجه كلمته إلى شهداء مصر الأبرار وقال، عرفت مصر منذ قدمها عصور الشهداء، منذ آلاف السنين واستمرت هذه المسيرة على اختلاف مراحلها حتى كانت ثورة 25 يناير؛ حيث سقط الشهداء الأبرار في هذه الثورة وما بعدها إلى يومنا هذا، فنحن أمة الحضارة وأمة الشهداء وأمة العطاء والتضحية والنهضة وانبعاث المفاهيم الراقية فتحية إلى أرواح الشهداء الأطهار الأبرار وتحية واجبة إلى أهليهم وذويهم وإلى المصابين من إخواننا وأبنائنا في هذه الثورة العظيمة.
وقال مرسي إن مصر لجميع المواطنين على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية ومعتقداتهم، فإن مصر لكل المصريين وإن الحرية لكل أبناء الشعب دون استثناء.
وتابع مرسي، أن بناء دولة عصرية بعد سنوات طويلة من الاستبداد والفساد والديكتاتورية والسلطة المطلقة، فبناء هذه السلطة لا يمكن القيام به إلا بتكاتف جميع القوى، إننا نحتفي بالدستور الجديد ننطلق إلى بناء دولة المؤسسات.
وهنأ الرئيس محمد مرسي، أعضاء مجلس الشورى، وقال أيها السيدات والسادة أعضاء مجلس الشورى الموقر إنكم وباكتمال تشكيل مجلسكم المحترم، أصبحتم بالدستور وبإرادة الشعب المصري لا مِنة من أحد تتولون سلطة التشريع كاملة ذلك حتى انعقاد مجلس النواب الجديد.
كما دعاهم إلى العمل الجاد والتعامل مع الحكومة والحوار مع كافة الأحزاب والقوى السياسية. إن مجلسكم الموقر أصبح لأول مرة يقوم بالتشريع كاملا وبعد أن يتم انتخاب مجلس النواب الجديد يشارك حينئذ مجلس الشورى في التشريع.
وتطرق الرئيس محمد مرسي إلى الحالة الاقتصادية، قائلا إن الدولة الحديثة لا يمكن لها توطيد أركانها وسط حالة اقتصادية صعبة وموازين مختلة نتجت عن زمن ساده الفساد وسادت فيه سياسات اقتصادية غير عادلة، لذلك فمنذ أول انعقاد للحكومة وإلى بداية أغسطس الماضي كانت خطواتي واضحة لخطة مكافحة الفقر وسد منابع الفساد.
وأفرد مرسي مساحة واسعة عن الحالة الاقتصادية، وأضاف أن معدل الاستثمار بلغ 50 مليار جنية بمعدل للاستثمار بلغ 11%، ونجح الاقتصاد المصري خلال الربع الاول من عام 2012 في تحقيق نمو يصل نحو 2.6% ، وتابع وصل معدلات التضخم لأدنى مستوياتها على الرغم من التحديات الضخمة التي تواجه الاقتصاد، وأن صافي الاحتياطي الأجنبي وصل إلى 15.5 مليار دولار بزيادة نحو مليار دولار.
وقال الرئيس إن السياحة سجلت 4 ملايين سائح خلال 4 أشهر، وهو ضعف ما سلجته خلال الـ6 أشهر من العام الماضي وارتفعت عوائد قناة السويس بزيادة ملياري دولار في ربع عام، وإن من يتحدث عن إفلاس مصر فهو المفلس، فمصر لن تركع طالما لديها القدرة على الإنتاج.
وتابع: أود تذكير الشعب المصري أننا نعرف معنى الإيمان "مسلمين وأقباط" نحن جميعا نؤمن بالله ونعرف ما قاله الله "وفي السماء رزقكم وما توعدون"، ولكن لا نقلق على الرزق ولكن نحرص على العمل والإنتاج.
وأضاف الرئيس، في كلمته، ندرك متطلبات المرحلة وهي الالتفاف إلى الإنتاج ونبذ الخلاف السياسي، ونرفض العنف من أي جهة جاءت سواء من أفراد أو جماعات أو مؤسسات أو من الدولة والحكومة هذا مرفوضا، ولذلك علينا أن نمضي إلى حيث ينبغي، وأن نكون أمة صاحبة إرادة ووعي، وأن سبب تخفيض التصنيف الائتماني لمصر هو عدم الاستقرار السياسي.
وأعلن الرئيس أنه سيستمر العمل بمشروع إقليم قناة السويس كمركز خدمات، والذي يعد أحد أهم المشاريع لنهضة مصر لمضاعفة عائد القناة لـ20 ضعف والأخذ في الاعتبار "تنمية سيناء"، مضيفا أن مصر طرحت مساحة من الأفدنة من أجل الاستثمار في المجال الزراعي والدواجني هناك زيادة المساحة المزروعة من القمح إلى 300 ألف فدان بزيادة 204 ألف فدان عن العام الماضي وتم توفير 20 ألف فرصة عمل في القطاع الصناعي.
وقال الرئيس قررت إنشاء مجلس التنمية الاقتصادية كمؤسسة فاعلة لدعم طموحات المصريين في تحقيق إنجاز حقيقي، وإن تعظيم مصر الاقتصادية وبناء النظام الديمقراطي وتحقيق التماسك الاجتماعي سيؤدي إلى أن تعود مصر وتكون فيما تستحقه من مكانة دولية، وأن تقوم بدورها المرجو لها.
وأضاف أن منظومة العمل الدولي التي تقوم على التوازن بين القوى المختلفة تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الأوضاع المختلفة للدولة، وتؤكد على التزام الدولة المصرية بالمعاهدات أو الاتفاقيات واحترام القوانين الدولية. إننا نتحرك نحو الأشقاء العرب في العالم العربي واتخذنا خطوات جادة لتطوير علاقاتنا مع دول الشرق.
وقال إننا لم نعادي أحدا، وإن الشعب المصري الذي جاء برسالة سلام ولا يسمح لأحد بالتدخل في شؤونه ولا نقبل أن نتدخل في شؤون أحد.
أما عن ملف الأمن، قال الرئيس محمد مرسي، في كلمته إلى الأمن، أن أمن مصر لا يقف عند حدودها إنما يمتد لما هو أبعد من ذلك.
وبدأ الحديث عن القضية الفلسطينية، قائلا: إن القضية الفلسطينية في بؤرة اهتمامنا ولن ندخر وسعا في دعم حق الشعب الفلسطيني لتحقيق المصالحة الوطنية بإرادته هو، وليحصل على حقه بتقرير مصيره.
وتابع: أن أمن الخليج مسؤولية قومية، وسيقف العرب جميعا صفا واحدا لحماية أمنهم القومي العربي.
أما عن الشعب السوري، أعلن مرسي عن دعمه للثورة السورية، وقال: إن الثورة السورية ستمضي بإذن الله ونحن ندعمها، وستمضي إلى تحقيق أهدافها في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، سوريا هي جناحنا في الشرق التي نطير به مع باقي الأشقاء، وستكون سوريا موحدة وحرة مستقلة لكل أبنائها.
وأضاف: أعلن أمام الجميع أن أولوياتنا في سوريا في هذه المرحلة تقوم على وقف نزيف الدم السوري، ودعم عودة اللاجئين السوريين حتى يعودوا إلى وطنهم الأم.
وغادر الرئيس محمد مرسي قاعة مجلس الشورى عقب الانتهاء من كلمته وسط حراسة أمنية مشددة.
"الوطن" تنشر النص الكامل لكلمة الرئيس مرسي أمام مجلس الشورى
Sat, 29 Dec 2012 12:57:08 GMT
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire