قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، إنها تأكدت من قرب سقوط النظام السابق في فبراير الماضي، عندما أدركت أن مبارك ودائرته الأقرب إليه لن يستطيعوا إدراك حقيقة ما حدث وأنهم ـ فقدوا الاتصال بالواقع، وكان ذلك يتضح مرارا وتكرارا، مشيرة إلى أنها تحدثت معهم كثيرا تماما كما فعل مسئولون آخرون في الإدارة، وأكدت أنه لم يكن هناك تواصل برغم إرسالنا رسائل شديدة المباشرة.
وأضافت كلينتون "فوجئت كما فوجئ الجميع بما يحدث كنا نعلم أن شيئا ما قادم في المستقبل لكني لم اتوقعه بهذه الصورة .. تحدثت قبل أسابيع في الدوحة وقلت إن أسس هذه النظم الشمولية تغرق في الرمال، ثم رأينا ما حدث في تونس ثم مصر ثم ليبيا وكيف انطلق طموح الناس. لقد حاولنا كثيرا.. تواصل العسكريون من جانبنا مع العسكريين من جانبكم وتواصلنا مع مسئولين مصريين في الحكومة".
وأعربت كلينتون عن استعداد واشنطن للتعامل مع حكومة مصرية بها وزراء من الإخوان المسلمين، أو أي حركات إسلامية أخرى يلتزمون بعدم اللجوء للعنف، ويلتزمون بحقوق الإنسان، والديمقراطية، "التي أظن أنكم طالبتم بها في ميدان التحرير، والتي تعني احترام الأقباط، والمرأة، وأصحاب الآراء المختلفة ضمن إطار الإسلام"، مشيرة إلى توقعها أن تصل الديمقراطية الوليدة في مصر لما وصل إليه الأمريكيون.
وأوضحت كلينتون في حوارها مع برنامج "الحياة اليوم"، الذي أذيع الليلة على قناة الحياة، أن هناك دعائم أساسية للديمقراطية من بينها الصحافة الحرة، وحرية التعبير، والسلطة القضائية المستقلة، وحماية حقوق الأقليات، وحقوق الإنسان.
وفي ذات السياق، أوضحت كلينتون أنه في فترات الانتقال الديمقراطي يكون هناك كثيرون من الراغبين في العمل السياسي ولا يعلمون كيف يتم تسجيل الناخبين، وكيفية تشكيل الأحزاب ، لأن تلك الأمور لم تكن جزءا من خبراتهم السابقة أو حياتهم اليومية كمصريين، وأنهم- أى الأمريكيين- لديهم مؤسسات عملت في أرجاء العالم المختلفة، لنقل هذه الخبرات دون اتخاذ أي مواقف ضد أو مع أى فرد أو حزب .
وأوضحت أن تقديم المساعدات، التى تقدمها واشنطن، للمجتمع المدني ومكاتب المؤسسات الدولية في مصر سيكون عملها في إطار القانون المصري، مؤكدة أن الرئيس السابق حسنى مبارك كان يرفض أن تعمل المنظمات الدولية مع الناس مباشرة.
وأشارت إلى أن مصر دولة قوية وبها ما يكفي من الوعي بضرورة أن يكون هناك تشريع جيد قادرا علي السماح للمنظمات الدولية بالعمل عندما تستهدف تحقيق النفع لمصر، موضحة أنها قالت لوزير الخارجية المصري: "أنتم تعلمون أننا موجودون علي الأرض، وأننا نرغب في المساعدة في تعليم الناس كيف يديرون الانتخابات ، ونعلم أن هناك دولا ومجموعات تغدق المال داخل مصر ، و لا أحد يعلم عنها شيئا ، بينما أنتم تعلمون ما نفعل ، وسنكون علي أعلي قدر من الشفافية".
وحول مسألة المعونات الأمريكية لمصر، قالت كلينتون "أؤيد بشدة استمرار المعونة الأمريكية لمصر سواء مدنية أو عسكرية، التي تعود لعقود طويلة ، ومن خلال الحزبين الجمهوري والديمقراطي." مشيرة إلى إيمانها بأهمية الدعم والمعونة العسكرية التي تقدمها واشنطن لمصر بدون أي شروط من اي نوع، "وهو ما حرصت على إيضاحه وتأكيده في حديثى مع وزير الخارجية السيد محمد كامل عمرو."
وعبرت وزيرة الخارجية الأمريكية بوضوح عن رفض إدارة الرئيس أوباما ورفضها الشخصي لأي مساس بالمعونة المقدمة لمصر، وقالت إنه ليس من اللائق ( المساس بهذه المعونات ).
وحول الانتخابات المصرية المقبلة، قالت كلينتون:"سيكون الأمر بين الشعب بالأساس ولكن لابد أيضا من أن أشير إلي أنه لو هناك حزب إسلامي قوي ومنظم، و40 حزبا آخر، وجميعهم يتشاركون الأصوات ، فسيكون هناك حزب مؤثر، وقد تحدثت خلال زيارتي للقاهرة قبل شهور مع كثير من النشطاء الشباب ، وسفارتنا في القاهرة أيضا تتطلع للعمل مع الجميع.
وتابعت:" أعني أنه من الصعب التحول من متظاهرين من أجل الحرية إلي سياسيين مؤهلين، لذلك نريد أن نساعد الناس علي تنظيم أنفسهم، وأن يكونوا قادرين علي المشاركة الفاعلة، ومرة أخري بشرط الالتزام بعدم العنف".
samedi 1 octobre 2011
كلينتون: تأكدت من سقوط مبارك عندما أدركت أنه ودائرته الأقرب فقدوا الاتصال بالواقع
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire