vendredi 28 décembre 2012

لميس الحديدي : مذيعة خرجت من قلب مصر

 لميس الحديدي : مذيعة خرجت من قلب مصر
استطاعت الإعلامية لميس الحديدي أن تجذب الأضواء إليها بعد ثورة 25 يناير لتظهر نفسها ضحية النظام السابق بعد توقف برنامجها "من قلب مصر" ، متهمة الدكتور سامي الشريف بأنه سيقضي علي مقدمي البرامج المتميزة بماسبيرو من أجل مصلحته، إلا أن كلامها لم يقتنع به الكثيرين حيث اعتبرها البعض محسوبة على النظام السابق وأحد أركانه ممن ساهموا في خلق حالة الخداع المرسومة على الشعب المصري طوال السنوات السابقة.

لا ينكر أحد أن لميس الحديدي استطاعت أن تجذب جمهورا عريضا لبرنامجها لما تتميز به من براعة مهنية وقدره على تبسيط الأحداث ونقلها بطريقة مفهومة وبأسلوب ساخر، ما جعلها تحقق العديد من الإنفرادات الإعلامية ورغم ذلك كان لها سقطات إعلامية ستظل نقط سوداء في تاريخها المهني.


, تعد لميس الحديدي أحد المدللين في ماسبيرو نظرا للعلاقة الوثيقة التي كانت تربط بينها وبين وزير الإعلام السابق أنس الفقي الذي كان يفرض لها مساحة عريضة بدءا من الميزانية المفتوحة لبرنامجها والتي تتضمن أجرها الكبير إلي جانب الصلاحيات الواسعة التي تمتلكها.

واجهت لميس احتجاجات على بقائها في ماسبيرو بعد الثورة نظرا لأن أجور فريق العمل بالبرنامج كانت تتجاوز الحدود المعروفة لسقف الأجور في التليفزيون المصري حيث بلغت تكلفته 9 ملايين جنيه من ميزانية الدولة وتتقاضي لميس منهم 3 مليون ونصف حسبما تردد، الأمر الذي استفز عدد كبير من العاملين في التليفزيون حيث تقدموا بطلب لإيقاف لميس الحديدي عن الظهور لاعتراضهم على الشكل الذي تقدم به البرنامج بعد سقوط النظام السابق.

سارعت لميس إلي استضافة كبار الشخصيات واتخذوا برنامجها وسيلة لتجميل صورتهم وخير دليل علي ذلك عندما نجحت الحديدي في استضافة رجل الأعمال إيهاب طلعت في برنامجها الرمضاني دوام الحال " فقد ظل إيهاب خلال الحلقة يدافع عن نفسه حول أزماته مع التلفزيون ووكالة الأهرام للإعلان، وتكمل الدفاع عنه بقولها " لم يكن إيهاب طلعت الوحيد "صاحب مديونيات" .

رصدت تقارير إدارة المتابعة في التلفزيون المصري مؤخرا أخطاء مذيعي ومقدمي البرامج - وهي تقارير تصدر عن ثمانية مختصين طوال ثلاثة أشهر - وبالنسبة للإعلامية لميس الحديدي جاء في تقرير الرصد أنها "تتعالى على ضيوفها وترفع الكلفة بينها وبينهم مستخدمة كلمة "أنت" بكثرة.. كما رأى التقرير "إنها عصبية في الحديث وكثيرة الحركة بيديها وتقاطع ضيوفها أثناء الحديث"!

ولم يقتصر الأمر علي ذلك بل أطلق معارضي لميس الحديدي عليها لقب مذيعة العصا والنظارة نظرا لأنها كانت تتعامل مع المشاهدين بطريقة متعالية، فهي تتسلل وتتسلق وتتملق وتستخدم الذراع والكتف وتستغل غضب الجمهور وتنافقه وتصعد فوق الكرسي لتمارس التأليب والتحريض والتهييج لتحصل في النهاية علي ما تريده بعد أن يتلبسها الغضب المصطنع وروح التحريض و"سب الحكومة " لإرضاء المواطن الغاضب، بالإضافة إلي أن صوتها عال يرتفع فوق طبقة أي ضيف وتسير مع التيار حيثما كان، وإن كان الأمر يستدعي الهجوم علي "المسئول " المخطئ أوسعته ضربا أمام الناس حتى يشفق عليه المشاهد.

لميس الحديدي من الشخصيات ذات المواقف المتغيرة ، حيث يتغير موقفها عندما يشن أحد هجوما عليها في موقف ما ولعل أبرز تلك المواقف علي ذلك عندما شنت هجوما علي الكابتن حسن شحاتة أثناء مباراة منتخب مصر في نيجيريا ، حيث اتهمته بأن مصاب بهواجس وأنه يعاني من فوبيا التهيؤات، وأنهت حديثها بمقولة "عموما اتغلبنا مايهمناش" "وبلاش بقي نغلط" ، إلا أنه سرعان ما خرج الكابتن حسن شحاتة ليصف الهجوم والنقد الشديد الذي تعرض له بالفوضى، وهاجم شحاتة الحديدي معترضا على ما قالته ضده، لنفاجأ بعدها بلميس تؤكد على احترامها لشحاتة وأنها لم تقل هذا الكلام، ولكن شحاتة قال لها إنه سمعها بنفسه مشيراً إلي أنه لا يقبل تجريح ولكن يمكنها أن تقدم له نصائح فقالت له إنها لا تلعب كرة ولا تملك تقديم النصائح، وقامت باستضافة شحاتة في محاولة لمصالحته. .

تضمنت القائمة السوداء لمعارضي الثورة اسم لميس الحديدي وجاء ذلك بعد أن منعها المحتجون في ميدان التحرير من الدخول وأجبروها على العودة متهمين التلفزيون الحكومي بأنه تسبب في تضليل الشعب المصري وإيقاع مزيد من الضحايا ببث معلومات مغلوطة عن المظاهرات ومن نظموها وشاركوا فيها.

كما انتقدها عدد من المتظاهرين الذين أكدوا أنها تسلمت إدارة الحملة الإعلامية للرئيس مبارك في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وظهرت في برامج بالتليفزيون الحكومي كمعارضة لتلميع وتسويق جمال مبارك والدفاع عن النظام مقابل الهجوم علي الحكومة.

وغادرت لميس الحديدي ميدان التحرير بوابل من الهتافات بعدما رفض المعتصمون الاستماع إليها أو وجودها بينهم ، ورغم ما تعرضت له إلا أنها لم تذكر أي معلومة عما حدث لها.

أعلن رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون الدكتور سامي الشريف عن تغيير مقدمي بعض البرامج بالإضافة إلي وقف بعضها وأهمها برنامج " من قلب مصر " وهو أول برنامج يتم إيقافه بعد الثورة لتصبح الحديدي خارج دائرة مقدمي برامج ماسبيرو، الأمر الذي أثار استياءها منتقدة القرار بشدة.

ولم يقتصر الأمر علي ذلك بل تعدت أصول المهنة الإعلامية بعدما وصفت دور سامي الشريف بدور "رابسو" الذي سينظف الوزارة من أجل مصلحته ، حيث سيسعي لهدم الكثير من المشروعات المتميزة الموجودة بحجة أنها من عهد النظام، على حد قولها .

المصدر: محيط

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire