mercredi 30 novembre 2011

قنوات التطرف والعرى وجهان لعملة واحدة: «الدربكة».. و«التت».. احتجاج على المتشددين

40

من رحم التشدد يولد التطرف سواء التطرف الدينى أو الاجتماعى أو الفكرى.. منذ فترة حاصرت المشاهدين مئات القنوات الدينية على النايل سات وأغلبها تحمل أفكاراً متشددة وأحياناً متعصبة وقانون الحياة يقول «إن لكل فعل له رد فعل مساوٍ له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه»، لهذا هبت علينا موجة أخرى من التشدد والتطرف.. ولكن هذه المرة على النقيض قنوات رقص وعرى.. وابتذال
بالإضافة إلى عودة الشعارات الدينية سواء من السلفيين والإخوان المسلمين ودعواتهم على النقاب والحجاب ظهرت «علياء المهدى» تنشر صورها الفاضحة على مواقع التواصل الاجتماعى.. ومن هنا أصبح المجتمع يعانى من الانفصام فى الشخصية بعد أن ضاعت الوسطية والاعتدال..!!
متابعة!!

هوجة من القنوات الفضائية على النايل سات دينية ورقص وغناء مبتذل، ففى متابعة لـ «صباح الخير» لاحظنا الكم الهائل من القنوات مثل شعبيات ودربكة، فعلى الرغم من تشابه المضمون المعروض إلا أن هناك تنافساً شديداً بينهما، ثم تأتى قنوات «التت» و«الفرح» و«المصراوية» لتتربع على العرش وتطيح بباقى القنوات إلى الخلف لأنها تعرض على مدار الـ 24 ساعة رقصاً متواصلاً والملاحظ أنه يتم تسجيله من أحد المسارح، فضلاً إلى قناة المولد التى تعرض أغانى لجميع المطربين الشعبيين سواء القديم أو الحديث فكل هذه القنوات عليها اقبال شديد من جانب المواطنين وفى المقابل نجد الكم الهائل من القنوات الدينية سواء الإسلامية أو القبطية والتى تتعمد فرض حالة التشدد والتطرف، فعلى سبيل المثال قناة الحقيقة الإسلامية التى تبث أفكاراً دينية خاطئة ولم تكتف بذلك بل تعرض طرق العلاج بالقرآن والبعد عن أهل الطب، وكذلك قناة «المجد»، و«الرحمة» و«الناس» و«الفجر» و«الرسالة» و«الأمة الثقافية» التى تنشر ثقافة الإسلام المتشدد والذى يفرض قوانين مغلوطة وأيضاً القنوات القبطية مثل قناة «الطريق»، «أغابى»، «سات 7» ومعجزة «نور سات»، والتى تعرض على مدار اليوم آراء دينية تبتعد تماماً على روح السلام والتسامح فى جميع الأديان.
الانفلات!!

أكدت الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر أننا نعيش فترة تتسم بانفلات قيمى وأخلاقى ودينى يحمل مفاهيم خاطئة تتصادم مع شعائرنا سواء الدينية أو الاجتماعية فهى فترة اختلطت فيها الأوراق فى ظل الاهتزاز الوطنى وكأنها فرصة لكل من لديه أجندة أو رغبة صعب عليه تنفيذها فى وقت الأيدى الحديدية، بالإضافة إلى أن أصحاب الرغبات المثلية أصبحوا فى لحظة عدم الخجل من أنفسهم على الرغم من أن هذه القيم المثلية ترفضها جميع الأديان سواء الإسلامية أو المسيحية، وأضافت د. آمنة أن ما يحدث الآن عبر القنوات الفضائية فرصة لضعف الدولة وغياب القيادة الحقيقية، وكل هذه الأصناف والأنواع من البشر تشعر وكأنها تعيش فى ميدان عام يمتلئ بكل ألوان الطيف، فضلاً عن أنها انتهازية من كل الأطراف حتى يحقق ما يريده من أجل تحقيق أجندته المرضية دون الاهتمام بالوطن والمستقبل وأن نسعى جميعاً إلى السير بالوطن إلى الطريق السليم.
وأشارت د/ آمنة أنه خلال المرحلة المقبلة لابد من عدم الخروج عن إطار ملتزم وأخلاقى بعيداً عن فرص الانتهازية ووضع ضوابط قانونية للخروج من هذا المأزق المرضى.
الثقافة!!

يرى الدكتور على ليلة خبير علم الاجتماع وأستاذ النظرية الاجتماعية أن هناك ثقافتين متقابلتين سواء الدينية أو الرقص والأغانى فكل ثقافة تستخدم أساليبها لنشر ثقافة معينة متمثلة فى هذه القنوات الفضائية المنتشرة، وتبث قيماً ثقافية بشكل عام فنجد أن الثقافة الدينية فى تارة والقنوات الأخرى فى تارة أخرى ورغم كل ذلك إلا أن المجتمع المصرى بطبعه يتسم بالوسطية فهو لا يقبل التطرف أو التشدد فى جميع نواحى الحياة، بل إنه يخلق نوعاً من التوازن ليعلن أمام الجميع أنه لا يقبل أى شىء يفرض عليه بل يقبل الحرية الصحيحة.
وأضاف د. ليلة أنه بعد فترة وليست طويلة يكتشف كل منهما ، أن هذه القنوات سواء الدينية أو الرقص والغناء يبث قيماً غير متلاصقة مع ثقافة المجتمع وأفكاره وآرائه وذلك لأن الوسط صفة تتمثل فى كل مصرى على أرض الواقع.
الوسطية!!
ومن جانبها تؤكد الدكتورة عزة كريم خبيرة البحوث الاجتماعية أن ما يحدث فى الغزو الإعلامى هو وضع عادى فى ظل مجتمع مفتوح يتبنى فكرة التوازن فى جميع المجالات فى حياتنا اليومية، فالمجتمع المصرى رغم كل المشاكل والصعاب التى يمر بها إلا أنه مازال يرفض لفظ التطرف والتشدد سواء فى الدين أو الأخلاق.
فنجده يرفض حكم المتطرفين فى المقابل يرفض أيضا نشر القيم غير الصحيحة المتحررة بشكل خاطئ، ففى كل الأحيان نجد الوسطية تفرض نفسها وبشدة فى المجتمع المصرى سواء الوسطية الدينية أو وسطية التحرر لأنه من الصعب أن تفرض قيوداً على شعب يقدر معنى حرية الأفكار والآراء والعقول.
الاستبداد!!
بينما يشير الدكتور محمود خليل أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن المشهد الإعلامى حاليا جزء من المشهد العام فى مصر.
ففى ظل الفوضى والاستقطاب ماذا تنتظر؟!
فالقنوات التى ظهرت بعد أحداث 25 يناير تتضمن نوعاً من التشابه المزعج سواء فى المضامين أو حتى الضيوف التى تقدمها هذه القنوات، فهناك حالة من الفوضى العارمة متمثلة فى قنوات دينية سواء مسيحية أو إسلامية أو غناء ورقص كل هذا يدل على أن هناك حالة من الاستقطاب الفكرى التى تحكم هذه القنوات، فنجد أنها إما أن يغلب عليها جانب التعصب الدينى والأخرى يغلب عليها العرى الملاحظ ونجد أيضا مواضع أخرى يتشدد فيها الاحتجاج العنيف.
وأضاف د. محمود أن هذه القنوات المختلفة على الفضائيات هى تعبير عن احتجاج جموع المجتمع المصرى الدينى، فالتيارات الدينية التى تؤكد على التشدد لابد أن يقابلها هذا العرى والرقص والغناء الصاخب، فالعقل المصرى شهد حالة من الاستسلام لمدى 30 عاما إلى التخريب الممنهج على الفكر السياسى والثقافى والاجتماعى مما أدى إلى الاستقطاب السياسى الذى نعيشه فى هذه المرحلة.
أكد د. محمود أن ما يقدم فى الإعلام فكر يدافع عن أفكار قطعية ترفع شعار (أن الكل باطل ونحن فقط نمتلك الحقيقية)، وهذا يعبر عن حالة الأزمة التى اقترنت بسنوات الاستبداد والتى عانت من حرمان الفرصة فى التعبير السليم عن الرأى والفكر، بالإضافة إلى أنه خطاب يتسم بالمرض الذى يعانى منه كل هذه الفئات فيخرج به من خلال هذه القنوات سواء الدينية أو الإباحية.
الإيجابية

وتضيف الدكتورة منى الحديدى عميد كلية الإعلام سابقا أن التطرف والتشدد فى جميع المجالات غير إيجابى سواء على من يمارسه ثم على المجتمع لأنه ينتج عن مجتمع يفقد التوازنات فى المجتمع وعدم وفرة الذات الثقافى والفكرى وفضلا عن غياب قيادات الرأى المؤثرة والفعالة وينتشر على الساحة من يدعى التطرف والتشدد فى ظل وجود فرصة لنشر أفكار آراء غير صحيحة لا تتناسب مع العصر الذى نعيشه والمرحلة التى تمر بها البلاد سياسيا واجتماعيا وثقافيا.
وأضافت د. منى أن هذه القنوات نتاجر بغرائز الناس وتبعد بقصد عن مستقبل الشباب الذى هم أمل المجتمع خاصة أن المجتمع المصرى 70% من شعبه شباب، لذلك هذه القنوات تنشر آراء وأفكاراً مرضية تحت تحقيق بنود مدفوعة الأجر لخراب المجتمع ودفعه إلى الوراء.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire