mardi 29 novembre 2011

فيسك: الانتخابات المصرية تجعل أى دولة أوروبية تشعر بالخذي

187

وصف الكاتب البريطانى، روبرت فيسك، المشهد الانتخابى فى مصر بأنه "لمعان من بريق ديمقراطية حقيقية"، لكن تبدو الصورة أقرب للخيال منها للحقيقة، فرجال الشرطة والجيش نزلوا للشوارع، لكن المصريين تجاهلوهم وهم يصطفون في طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع.
استهل فيسك مقاله بصحيفة الاندبندنت البريطانية اليوم الثلاثاء تعليقًا على الانتخابات الديمقراطية التاريخية التى تشهدها مصر، بمقولة الشاعر وليام ووردث إبان الثورة الفرنسية "وكأن النعيم فى أن الفجر على قيد الحياة".
أضاف الكاتب أنه "رغم المطر الذى ظل طوال ليل الأحد فى القاهرة فإنه بمجرد بزوغ شمس الشتاء المصرية الشاحبة بدأ تدفق الحشود مصطفين أمام مراكز الاقتراع بصبر وحماسة يمكنها أن تجعل أى دولة أوروبية تشعر بالخذي"، ولم يكن هناك ضباط شرطة لتخويف أو ترهيب الرجال والنساء الذين وصلوا إلى اللجان الانتخابية لاختيار مرشحيهم ولم يكن هناك اي شخص لإلقاء الاوراق، وتابع" لقد لاحظت أن أطوال طوابير الناخبين وصلت الى حوالى نصف او ثلاثة أرباع الميل، ووجدت أن جميع مظاهر التصويت التى اتسمت بالفساد على مدار نصف القرن الماضى قد اختفت".
وحول تحليله للمشهد الانتخابى فى مصر قال الكاتب إن "الآمال التي كونتها الثورة المصرية تحولت إلى تشاؤم، فالاخوان المسلمون يصطفون مع القوات المسلحة التي تعتقد، بشكل غير معقول، أنها قادرة على إدارة البلاد كأنها إقطاعية، فالبرلمان الذي خرج المصريون لانتخابه لن يستطيع تشكيل حكومة او اختيار وزراء، فهل هذا هو التحول".
قال الكاتب إن الذي لا شك فيه أن البرلمان سيكون برلمان الاخوان المسلمين، وحتى إن سموا أنفسهم حزب الحرية والعدالة، سيحتاجون إلى ائتلاف من أجل أن يحكموا، هذا إذا لم يكن الجيش هو الحاكم الحقيقي.
ويخلص فيسك إلى أن مصر العلمانية ربما ماتت بعد الثورة، لكن الثورة لاتزال قائمة حتى وان كانت بين صفوف المحتجين في ميدان التحرير، الذين تراجعت اعدادهم، ووضعت صور قتلى نوفمبر في أماكن أقل ظهورًا، وتلاشت الأصوات المطالبة بمقاطعة الانتخابات.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire