سورية تشهد يوما دمويا: قرابة مئة قتيل بينهم اطفال وهجوم طائفي يهز حمص وروسيا ترفض تنحي الاسد
جثث منتشرة بشوارع حماة .. وقذائف ار بي جي وسيارات مفخخة في هجمات ضد الجيش
2012-01-27
بيروت ـ دمشق ـ نيقوسيا ـ وكالات: شهدت سورية الجمعة يوما دمويا لم تشهده البلاد منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية منذ عشرة اشهر، حيث بلغ عدد القتلى بين مدني وعسكري ومنشق حوالي مئة قتيل من بينهم عائلة سنية مكونة من 14 شخصا قتلت في حمص في واحدة من أبشع الهجمات الطائفية في البلد، في حين اكدت روسيا انها ستحبط اي محاولة في مجلس الامن، الذي سيبحث الوضع السوري، لدعوة الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي.
وبلغت حصيلة الضحايا في 'جمعة الدفاع عن النفس' 46 قتيلا، بينهم 34 مدنيا برصاص قوات الامن، كما قال نشطاء ان دبابات الجيش السوري اقتحمت الجمعة مدينة حماة، محور مظاهرات المعارضة ضد الحكومة، مما اسفر عن مقتل ما لا يقل عن 44 شخصا بينهم نساء وأطفال.
وقال ناشط سوري يقيم على اطراف حماة، يدعى أبوعمر وهو اسم مستعار، لوكالة الأنباء الألمانية عبر الهاتف، إن الدبابات تهاجم المدينة من أربعة اتجاهات وتطلق نيران آلياتها الثقيلة بشكل عشوائي.
وأضاف الناشط الذي يقطن في ريف حماة إن قذائف الدبابات تسقط بمعدل ست قذائف في الدقيقة داخل وحول منطقة شمالي حماة. وقال إن عشرات الأشخاص أصيبوا أيضا وأن معظم مستشفيات المحافظة تعاني من نقص أكياس الدم والمستلزمات الطبية الاخرى. وأشار الى'أن الجثث منتشرة بالشوارع دون أن تجد من يرفعها وتوقع أن تزيد حصيلة القتلى.
وقبيل ساعات من انعقاد جلسة مجلس الامن التشاورية حول سورية كثفت قوات الامن السورية هجماتها على العديد من مدن البلاد للقضاء على الحركة الاحتجاجية، فيما طالبت المعارضة بصدور قرار دولي يدين 'جرائم النظام'.
وأعلنت هيئة الثورة السورية مساء الجمعة وصول حصيلة القتلى برصاص الأمن إلى 96 قتيلاً، أغلبهم في حماة، في تصعيد جديد للجيش السوري.
كذلك تصاعدت وتيرة الهجمات التي تستهدف قوات الامن السورية حيث قتل 12 عنصر امن في هجومين منفصلين استهدف اولهما بسيارة مفخخة حاجزا امنيا في شمال البلاد ما اسفر عن مقتل ستة عناصر، في حين استهدف الاخر بقذائف صاروخية حافلتين لقوات الامن مسفرا عن مقتل ستة عناصر ايضا، كما افاد مصدر حقوقي.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس 'انفجرت سيارة مفخخة بحاجز امني على مدخل مدينة ادلب (شمال) مما ادى الى مقتل عناصر الحاجز اجمعين وعددهم ستة'.
وفي جنوب البلاد في بلدة المزيريب 'قتل ستة عناصر امن واصيب خمسة آخرون بجروح عندما استهدف منشقون عن الجيش السوري بواسطة قذائف ار بي جي حافلتين كانتا تقلهم امام قسم شرطة البلدة' الواقعة في محافظة درعا، مهد الحركة الاحتجاجية.
وتأكيدا على تزايد وتيرة العنف اعلن رئيس بعثة المراقبين العرب في سورية محمد الدابي الجمعة ان معدلات العنف في سورية 'تصاعدت بشكل كبير' خلال الايام الثلاثة الاخيرة.
وقال الدابي في بيان صدر في مقر الجامعة في القاهرة ان 'معدلات العنف في سوريا تصاعدت بشكل كبير في الفترة من 24 إلى 27 كانون الثاني/يناير الجاري وخاصة في مناطق حمص وحماة وإدلب'.
وطالب الدابي 'بوقف العنف فورا حفاظا على ارواح ابناء الشعب السوري وإفساح المجال أمام الحلول السلمية'، مشيرا الى ان بعثة المراقبين 'ستواصل مهامها حتى الآن رغم هذه الظروف'.
ومن المتوقع ان يتوجه الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني السبت الى الامم المتحدة لعرض الخطة العربية على مجلس الامن.
وحث الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مجلس الامن الجمعة على الحديث بصوت موحد بشأن سورية، داعيا دمشق للاصغاء الى تطلعات شعبها. ولكن روسيا توعدت بإحباط المسعى العربي ـ الاوروبي.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الجمعة ان موسكو لن تدعم اي مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يدعو الاسد الى التنحي، بحسب ما نقلت عنه وكالة انباء انترفاكس.
وفي هذا السياق دعا المجلس الوطني السوري، الذي يجمع غالبية اطياف المعارضة السورية، في بيان الجمعة الى 'التحرك الفوري والجاد على مستوى مجلس الأمن لاصدار قرار دولي يدين جرائم النظام ويتعهد بمعاقبة القتلة والمجرمين من أركانه'.
وفي خطوة ستحمل دلالات كبيرة اذا ما تحققت، نقلت صحيفة 'الرأي' الكويتية الجمعة عن احمد رمضان العضو في المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري ان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ابلغ وفد المجلس الذي التقاه في القاهرة الاسبوع الماضي وكان هو في عداده 'ان المملكة ستعترف بالمجلس الوطني السوري كممثل رسمي للشعب السوري'.
ولم يوضح رمضان متى ستقوم السعودية بهذه الخطوة ولا اذا كان الاعضاء الخمسة الاخرون في مجلس التعاون الخليجي سيحذون حذوها في الاعتراف بهذا المجلس الذي بدأت في العاصمة الفرنسية الاستعدادات لانتخاب قيادة جديدة له.
القدس
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire