vendredi 6 janvier 2012

معصرة الديمقراطية

105

المتهم برئ حتي تثبت إدانته ، أو حتي يعيش الديمقراطية ، هذا ما أثبته السياسيون في مصر المضطهدين و المظلومين عقود من الزمن ، دائماً ماكنا نري الإخوان المسلمين في مصر أنهم رافعي راية الحق في وجه فرعون ، كان لهم دوماً التصفيق و التحية و الحب و التهليل من البسطاء و السياسيون الشجعان أو حتي الصامتون منهم ، كانوا حشو السجون و معارك الإنتخابات ضد الحوت الأزرق الذي لا تخلو صناديق الإنتخابات من التسبيح برموزه ، كانوا يرفعون دوماً شعار الإسلام هو الحل ، الإسلام القيم و المبادئ ، كنت أراهم في الثوب الملائكي علي الدوام ، كنت أراهم معصومين من الخطأ و أنهم ككيان مجتمع كالنوع الواحد لايقبل التهجين ، هذا لأني كنت أجلس في مقاعد البسطاء ؛ الدرجة التالتة في مدرجات كرة القدم ، أشاهد المشهد من علي بعد ولا أستطيع الحكم لأن الحقيقة لا تتضح أمامي جلية ، كلنا كنا في طوابير العيش ، كلنا كنا في نفس المدارس و نفس الجامعات ، كلنا في نفس المجالس ، كلنا في نفس المواصلات ، لكنهم حين يجتمعوا تراهم ملائكيين ! ، تجرعنا كشعب واحد كمضطهدين و مظلومين من حاشية فرعون كل ألوان العذاب ، كدنا ننسي معني آدميتنا أو أقصد كدت أنسي ولا أدري أنسوا الآدمية أم لا ؟!!!

هذا أنا و الإخوان قبل الثورة

..........

وعندما تري النور يشع في الوجوه و رضي الله في علامة صلاة علي الجبين ختم إيمان مشهود ، تستجب لكل نداء و كل صرخة و كل حث علي الخير ، شيوخ و أئمة الدعوة السلفية قبل الثورة ( قبل الثورة لم أكن أفكر في السياسة ) فكانوا أداة لمعرفة الخالق وفقط ، كانوا دوماً يصلون بك للرجل الضعيف كانوا يثبطونك عن التفكير و قول الحق ، كانوا يدعونك للسكينة للظلم و الرضوخ للبطش و القهر و الإكتفاء بالدعاء ، كانوا دائماً يقولون اللهم أرفع عنا البلاء و الغلاء ولم تقم دعوة واحدة للبحث عن سبب البلاء و الغلاء ، قالوا إبدأوا بنفوسكم فماذا أفعل لو كنت بنفس نقية ؟!! القبول بالظلم هو الإجابة و الإحتساب عند الله ، أين الأخذ بالأسباب ؟!! لكنك تجدهم في الصعيد الآخر حين يروا شباب و رجال و نساء أنقياء القلوب و أشجع من الأسود زئيراً يطالبون بحقوقهم إذا بهم ينهروا فعلهم بالقول و الدعاء و يستهزئون بهم كأنهم خارجين عن شرع الله !!! بأي منطق هذا ؟!!! جعلوا حياتنا هي التفكير في الشهوات و الزهد في الدنيا عن كل شئ !
لنرضي بفقرنا مع أن الله أعطي أسباباً للفقر و أسباباً للغني و لك أن تطلب الحق في أن تعش حراً كريماً لا عبداً للنقود ، ألم يعش منهم من لم يملك المال ليداوي أهل بيته و يمحو ألم الجوع من بطونهم ؟!!! ألم يعلموا سبب الزنا و أطفال الشوارع و السرقات و الرشوة و الربا ؟!!
لسان لا ينطق بالحق و ينسيك الحق و يجعلك المؤمن الضعيف !!!

هذا أنا و شيوخ السلفية قبل الثورة

...........

وعندما تري الصامتون الصامتون الصامتون
لا تري سوي الأحزاب التي كانت تبات في غيوم من التهديد المستمر ، حتي باتت ألسنتهم مصابة بالشلل و إن كسبوا الجرأة في الكلام كان علي إستحياء ، قلة من كان لهم صوت عالي ، قلة من كانوا الحق يؤرق نومهم ، قلة من كانوا يصرخون في باطن الأيدي الباطشة ، فإما قطعت ألسنتهم أو تركوا حياتنا الدنيا و ذهبوا للخلاق أو بقوا معنا ليومنا هذا و الحق راية تتحرك كالدابة تتبع أراضيهم ، لكن صور لنا النظام أبطالاً ، كنا نظنهم لا يخشون لومة لائم ولا سوط ظالم  ولكن إذا بهم من المتلونون و الكاذبون و لا تخفي عليكم أسمائهم فهي جلية و تتضح في كتاب الجيش والثورة الذي يتم توزيعه علي المجندين و في آخرين من قيادات الأحزاب صاحبة الأسامي اللامعة و الأفعال الوهمية ( بلا إنجاز و يكتفوا بالتصفيق و التاريخ  واللون الأخضر )

............

تجمعوا معاً في ثوب الثورة !!!!!!

و نزل شبابهم و رجالهم و شيوخهم و نسائهم و أطفالهم منذ يوم 28 يناير 2011 ( الشعب يريد إسقاط النظام )
بدأ مبارك بالمماطلة و التشويه و التفرقة و المفاوضة ، بدأت تعلوا صيحات من البعض بالتهدئة و بدأت تظهر نوايا التراجع أطفأتها جموع الشعب الغفيرة البسيطة فقادت المتراجعين ورائهم ، لعلنا نسينا هذا التراجع ، تنحي مبارك و قفزت المؤسسة العسكرية علي الثورة بعقد زواج عرفي منجبة عشرات الأحزاب المولودة من أصل الذئب الجريح كأنها لعنة في أحد أفلام الرعب ،  و كلها تضم الشباب ( المدعي الثورية ) ، ثورة شباب إذاً فهي أحزاب شبابية لنقنع الجميع أن هؤلاء هم الثورة ، هؤاء هم سماء الحرية و أمل المستقبل ، لم يعلم الشعب أن الأسود رجعت إلي عرينها و تركت أشبالها الضالة ترتع في ساحة ثورتنا كأنها لهم و ليست لنا نحن الشعب ، المجلس العسكري ذو الجيش الأقوي في العرب قوة وهمية تجعل إسرائيل تتكلم بثقة في كل وقت و في كل حين أنها قادرة علي أن ترد علي أي إعتداء الصاع صاعين و أنه لا يمثل لها أي من البلدان المجاورة أي تهديد لأنهم يعرفون أن الجيش قد أثقلت بطونهم المكرونة و المياه المعدنية و الأسلحة العيرة الموجودة للتصوير فقط و مناطحة الجوار في الجرائد فقط !!! ، وقفنا بإعتراض لم نقل سوي الشعب يريد إسقاط النظام و أكثر صور النظام تشويهاً للدولة هي الجيش فكيف تقنعوني أنه المؤسسة الوحيدة الشريفة في الدولة؟! بدأ مسلسل التراجع و التشويه و المجاملة و الهجوم و إغماض العيون و قتل و سحل و تعرية و بات مسلسل يومي كأنه مسلسل مهند و نور التركي و يكتفي السياسيين بتعليقاتهم الساخرة من الشعب حيناً و من الثوار حيناً آخر و للمجلس بعض المعاتبة من التراخي في الضرب بأيد من حديد . علت صيحاتهم لإسلامية و لم تعل لقول الحق . علت صيحاتهم لتسليم السلطة و لم تعل لدم الشهيد ، علت صيحاتهم لعيد الثورة و الإنتخابات و لم تعل لعرض بنات وطنهم !!!!
هذا أنا و السابقون و اللاحقون

..................

وضعنا أملنا في إنتخابات مجلس الشعب كما طالبونا بالصبر من أجل إعلاء الحق فإذا بالنفس الخبيثة تظهر نواياها و يظهر كيف يمكن أن يفرط إنسان في دم أهله و عرض بيته من أجل الكراسي !!! و تظهر دعوات للعفو عن المجلس العسكري و المسامحة و الدية !!!!
لو أملك أقبح وجه في الأرض و وقفت إلي جانبهم أمام المرايا لوجدني الناس أكثرهم حسناً و أكبروا مني عظمة وإجلالاً و أنا بلا كلمة
ولكني لا أفرط في عرضي و كرامتي و دم أهلي

وعندما أفتح كتاب التوقعات المرئية
أجد الإخوان المسلمين تتجه لحصة من ميزانية الدولة

شيوخ السلفية تتجه لجعل الجماعة السلفية ذات سلطة و سوط و سيط
أجد الليبراليين المصطنعين و الإشتراكيين المدعين هم كلاب لمن معه سوط السلطة
أجد الليبراليين و الإشتراكيين و الحركات الثورية و المراكز الحقوقية هم أهل السجون في المرحلة القادمة
وأجد المجلس العسكري متربعاً في جيشه و ممتلئة بطونه بدماء الشهداء
وأري إسرائيل تستعد لسحق الجيش المصري في أول دعوة لتحرير قطاع غزة بجيش وهمي إسمه الجيش المصري
سنكتفي بقتل 2 مليون مصري و تدمير بقايا الأسلحة الأمريكية و سنترك لكم خردة الحرب العالمية الأولي

........................

لا تصالح و لا تسامح

106

أنس القلا

6 يناير 2012

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire