على الرغم من أنه كان من المفترض أن تكون جماعة الإخوان المسلمين في ذروة نشاطها الآن، إلا إنها ولأول مرة في تاريخها الممتد منذ 84 عامًا، أصبحت منقسمة بشدة، وتتأرجح «على حافة القوة»، وتقترب من مواجهة كبيرة أمام المجلس العسكري، هذا هو ما رأته شبكة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
وقالت، «بي بي سي»، إن الجماعة الآن أمامها لحظة اختبار جادة، أو ما يطلق عليه «لحظة الحقيقة»، مشيرة إلى اجتماع الشورى الإخواني، الثلاثاء، الذي لم يجب هو الآخر عن سؤال ما إذا كانت الجماعة ستقدم مرشحًا رئاسيًا بعينه في الانتخابات المقبلة.
وأضافت أن تأجيل اتخاذ القرار لا يعني سوى انقسام الجماعة، وتلك ليست إلا مشكلة واحدة من المشاكل الخطيرة التي تواجهها.
وأشارت إلى أنه منذ فترة قصيرة، «كان يبدو أن الإخوان هم أكبر المستفيدين من الثورة التي شهدتها مصر لعام الماضي، وهي حقيقة خاصة مع استحواذهم على أغلبية مقاعد البرلمان، إلا أن الصراعات الأخيرة على تشكيل الحكومة، وعدم ضغط الإخوان لتحقيق الإصلاحات التي وعدوا بها، خاصة في مجال عمل وزارة الداخلية، والصراع على الترشح للرئاسة، كل ذلك صعب الأمور أمام الجماعة».
وأوضحت أن الجماعة التي وعدت العام الماضي أنها لن تتقدم بمرشح للرئاسة، «في خطوة بدت هادفة لتطمين المعارضين للإخوان داخل وخارج مصر، عادت الآن لتطرح التكهنات حول تراجعها عن ذلك، وعندما أعلن عبد المنعم أبو الفتوح نيته الترشح للرئاسة، خلافا لقرار شورى الجماعة، تم فصله فورًا من الإخوان، ومنذ وقتها وهو يجني دعما كبيرًا، خاصة من شباب الإخوان».
ورأت أن كل تلك العوامل تضع سلطة الإخوان في خطر، كما تقوض «أسطورة الطاعة» داخل الجماعة، ونقلت ما قاله مأمون فندي في صحيفة الشرق الأوسط أن «الجماعة تريد جني المكاسب دون دفع الثمن، والإخوان يفضلون مقاعد المعارضة لاكتساب شعبية أكبر بدلا من حمل المسؤوليات السياسية والاجتماعية التي تأتي مع منصب الرئاسة».
وقالت إنه بوجود عدة مرشحين للرئاسة، «تصبح فرص المرشح الإخواني المحتمل ضعيفة»، وهو ما يمكن أن يكون «مهينًا» بالنسبة لقوة سياسية بهذا الحجم. «ورغم ذلك، دافعت الجماعة عن تحركاتها الأخيرة وهاجمت منتقديها، كما تركت كل الخيارات مفتوحة أمام الدفع بمرشح للرئاسة من الإخوان المسلمين»، على حد قول «بي بي سي».
وأوضحت أن الدفع بمرشح من الإخوان، بالإضافة للضغط لسحب الثقة من الحكومة، يضع الجماعة في مواجهة مع العسكري، وإذا كان الأمر كما يعتقد معظم المصريين أنه يتضمن صفقة بين الجيش والإخوان، فيبدو أن تلك الصفقة تواجه وقتًا عصيبًا الآن.
واختتمت تقريرها بأن السياسة المصرية ربما تشهد مواجهة محتملة بين الجانبين، ولكن على عكس الثورة، هذه المرة يصعب التنبؤ بمعرفة وقت المواجهة وتفاصيلها.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire