mardi 24 janvier 2012

أحمد عيد: بعض أعضاء "العسكري" ضد الثورة ونازل الميدان لأنه فرصتنا الأخيرة لإسقاط النظام

416

أكد الفنان أحمد عيد مشاركته اليوم في ثورة مصر الثانية ،مؤكدا أنه سيتوجه للميدان تأكيداً على المطالبة بالديمقراطية وتحقيق باقي مطالب الثورة مشيراً إلى أن اليوم هو الفرصة الأخيرة لسقوط النظام القديم الذى يحاول الوقيعة بين الشعب وبعضه أو بين الشعب والجيش.
ويروي الفنان أحمد عيد في هذا الحوار رؤيته للمشهد المتوقع حدوثه اليوم في ميداني التحرير والعباسية، ويتذكر اللحظات التى عاشها من قبل في الأيام الأولى للثورة وكيف انه كان ينزل متخفياً حتى لايعرفه أحد. كما يكشف عن موافقته بأن تكون مصر دولة إسلامية شرط أن تكون وسطية، ويطالب بضرورة الرقابة والمحاسبة من قبل البرلمان على الجيش المصري لأن ميزانيته تأتى من الدولة... والسطور التالية تحمل تفاصيل الحوار .
- بصفتك واحد من الذين نزلوا ميدان التحرير وشاركوا في ثورة يناير منذ قيامها..ماهو السيناريو المتوقع حدوثه اليوم من وجهة نظرك، وكيف سيكون المشهد بين ميدان التحرير والعباسية؟
في الحقيقة هناك ناس كتير حاولت تشويه صورة هذا اليوم في الفترة الماضية ، وتوهم الناس أنه سيحصل شغب وتخريب لكن أنا بقولهم النهارده هيبقي يوم حلو مش أكتر من تظاهر سلمي من الشباب وبالتأكيد الهتافات ضد حكم العسكر ستظل مستمرة لأنه باختصار هذه هى الفرصة الأخيرة لسقوط النظام القديم الذى يحاول بكل الطرق الوقيعة بين الشعب وبعضه أو بين الشعب والجيش.
واتمنى ألا ينساق الشباب وراء أى شغب يحصل وبالنسبة لميدان العباسية بالتأكيد هيكون فيه ناس بتحب مصر رغم اختلافي معهم فكرياً لكن بطلب منهم أنهم يقدروا الموقف وألا يتطاولوا على الآخرين.
- هل ستشارك اليوم بالنزول إلى ميدان التحرير، وما هى هتافاتك التى ستنادى بها؟
طبعاً نازل التحرير، وانا زى الناس كلها ضد إجهاض الثورة أو يتم التشكيك في الثوار ويقال عنهم أنهم بيقبضوا خاصة وأن في ناس شغالة بتحاول تبوظ في البلد علشان خاطر النظام القديم، وهتافاتى بالتأكيد هتكون نحو المطالبة بالديمقراطية التى نتمناها جميعاً.
- ماذا تتذكر من يوم 25 يناير الماضي ..ولماذا قررت النزول؟
أنا للأسف منزلتش يوم 25 الماضي نظراً لتواجدى خارج مصر لكن منذ تاريخ 28 يناير أصبحت ملازماً للميدان ، وفاكر أن في اليوم ده الشعب المصري كله كان في البلكونات وفي الشارع "في انتفاضة واحدة رافضين استمرار التخلف والفوضي واحتكار السلطة" لكن مع الأسف كانت الثورة بدأت تشوه من قبل الاعلام حتى قبل تنحى الرئيس لأن الكل كان بدأ يركب على الموجة، والحقيقة أنا نزلت علشان حال البلد المايل يعنى محدش بيلاقي أكل نظيف،ومفيش مواصلات ،والبنات مشعارفة تتجوز،والاعلام كله مسيس اضافة الى سيطرة الديكتاتور على الحكم رغم أن الديكتاتورية انتهت من العالم كله بإستثناء بعض البلاد في أمريكا اللاتينية وروسيا.
- ماذا تقصد بعبارة أن الثورة شوهت حتى قبل لحظة التنحى؟
المشكلة أن الثورة دى ليس لها قائد، ولما الناس وثقت أن البلد هتمشي صح أصبح هناك اختلاف على المبادىء التى قامت عليها الثورة وبدأنا ندخل في مرحلة تشويهها.
- هل ساهم المجلس العسكرى في تشويه صورة الثورة؟
بالتأكيد فهناك بعض أعضاء المجلس العسكرى يكرهون وجود الثورة من الأساس "لأن اللى تم الاطاحة به ده كان القائد الأعلى لهم في يوم من الأيام ..يعنى نوع من الولاء للرئيس السابق".
- تعتقد أن المجلس العسكري يحاول شغل الشعب بتشويه صورة الثورة حتى لايأتى يوم ويطالب البعض محاسبته؟
لايجوز أن يكون هناك في دولة داخل الدولة ،صحيح الجيش له خصوصية في طبيعة عمله ولكن لابد أن يكون هناك مراقبة ومحاسبة له من قبل البرلمان لأنه ميزانيته تأتى من داخل الدولة.
- طوال الفترة الماضية كنت ملازماً النزول إلى التحرير..
وما الذى تغير الآن في الميدان،وهل صحيح مايقال عن أن الوجوه الموجودة هناك حالياً ليست هى التى شاركت خلال الثورة؟
الناس اللى نزلت في ثورة يناير هما نفسهم اللى بينزلوا طول الفترة الماضية لكن ظهر عليهم ناس جديدة مثل الباعة الجائلين بالاضافة الى أن آمن الدولة بدأ يدخل ناس تعمل مشاكل "منهم مجموعات بتشرب حشيش وماشابه"، وبصفة عامة انتى مش هتقدرى تمنعى حد أنه ينزل الميدان يعنى أى حد عاوز يدخل هيدخل.
- من الذى كسب من وراء الثورة ..الإخوان والسلفيون أم القوى السياسية؟
الثورة دى قام بها ناس ، وناس تانية خالص كسبت من وراها بمعنى أن الأخوان والسلفيين لما كانوا موجودين في الميدان كانوا بيقولوا "طوع الحاكم حرام" لكنهم الآن أصبحوا بيحكموا وبالتالى هتكون مصالحهم أهم من مبادئهم في بعض الأحيان، وبالنسبة للقوى السياسية فقد انشغلت بالظهور الاعلامى وهما كمان كانوا بيدوروا على مصالحهم ولابد أن يتفق الجميع الآن على شىء واحد وهو اكتمال الثورة.
- ما أكثر الأشياء التى كانت تعجبك في الميدان..وكيف كنت تقضي يومك هناك دون أن يآخذ أحد باله منك؟
أكثر حاجة كانت بتلفت نظرى في الميدان أن الناس كلها كانت على قلب رجل واحد يعنى كان فيه "روح ربانية كده" رغم أن حالة الميدان كانت غير مستقرة خصوصاً في فترة المساء، والحقيقة أنا لما كنت بنزل الميدان كنت بنزل متخفي ولابس كوفيه على وشى وبغطيه خالص علشان محدش يعرفنى وأكون على طبيعتى واحياناً كنت بنزل لوحدى وأوقات مع بعض أصدقائي من خارج الوسط الفنى.
- باعتبارك شاركت في كثير من المليونيات التى حدثت بعد انتهاء الثورة..هل كنت مؤيد لها جميعاً؟
هناك مليونيات كنت أؤيديها وآخرى لا، يعنى مثلاً كان بيبقي فيه مليونيات من أجل حل الحزب الوطنى والمحليات وهذه كنت معها بشدة لكن فيه أحداث آخرى مكنتش ببقي فاهم تفاصيلها مثل "محمد محمود" فتساؤلات كثيرة كانت في ذهنى منها هل فعلاً كان هناك بلطجية بالميدان ، هل الداخلية كانت مصرة على الدخول الى الميدان والمتظاهرين كانوا بيحاولوا يدخلوا الشارع علشان يحموا الميدان ويمنعوا دخول الشرطة فيه.
- بعد صعود التيار الدينى ، ودخول ثلاثة من المرشحيين الإسلاميين في منافسة على منصب رئيس الجمهورية وهم العوا وأبو الفتوح وحازم أبو اسماعيل..هل ممكن أن تتحول مصر إلى حكم اسلامى؟
لا اعتقد أن هذا ممكن أن يحدث في مصر، وحتى عندما حكمها الفاطميين والانجليز مثلاً لم يستطيع أحد فرض سيطرته عليها. وما المانع إذا تحولت مصر إلى دولة اسلامية ولكن بشرط أن تكون "دولة اسلامية وسطية" تعرف حق المواطنة مع الأقباط ، والاسلام عمره ما اضطهد حد لأن الديمقراطية والليبرالية لاتتعارض مع الاسلام واتذكر أن الشاعر أحمد شوقي قال في احد ابياته "الاشتراكيون انت أمامهم"، ودعينى اضرب لك مثلاً بالإسلام في العهد العباسي والذى ازدهر فيه علم الفلك والفيزياء والموسيقي وغيرها.
- لكن البعض يعترض على فكرة أن تصبح مصر دولة اسلامية ويقولون نريدها مدنية؟
احنا دولة اسلامية لأننا مسلمين ، والمهم تكون بعيدة عن شكل الاسلام التقليدى المختزل في عقول البعض "جلباب ولحية".
- هل من الممكن أن يكون مرشحك القادم للرئاسة شخص من الإسلاميين؟
انا مرشحى الوحيد كان الدكتور البرادعى ولكن بعد انسحابه ممكن أكون ميال فعلاً لـ أبو الفتوح رغم انى حاسس انه مظلوم وليس لديه تدعيم جيد.
- هل هناك تخاوفت من تصاعد التيار الدينى على الوسط الفنى مستقبلاً؟
انا ممكن أكون متفائل شوية منهم ،وأعتقد انهم لديهم خبرة في التعامل في مثل هذه الأمور لأنهم ببساطة عايزين يكسبوا ود الناس مش يعادوها وبالتالى عمرهم ماهيكونوا عقبة في الوسط الفنى.
- لإذا كنت متفائل بقدر ما بوجود الأخوان ..إذن لماذا انضمت مؤخراً لـ "جبهة الدفاع عن حرية الابداع" والتى تأسست في الاساس كنوع من الحماية للفن من سيطرة هذا التيار عليه؟
مشاركتى في الجبهة تأكيد على مطلبنا في الحرية والابداع الهادف غير المسف والخارج عن حده ، وهذه الجبهة تؤكد أنه لن يستطيع أن يجور أحد على حقوق الابداع والفكر.
- نعود الى الميدان واسألك عن زملائك الفنانين الذين كانوا ضد الثورة وفجأة تحولوا وأصبحوا معها ..بأى عين كنت تنظر الى وجودهم في الميدان ،وهل يمكنك العمل معهم؟
كثير من هؤلاء الفنانين كانوا بيراهنوا على النظام السابق، وعلشان كده لما بدأ النظام يتهاوى للسقوط نزلوا الميدان وركبوا الموجة انهم مع الثورة ،والحقيقة انى كنت بنظر اليهم عادى مثلهم مثل كثيرون كانوا لايؤمنون بالثورة "وخدى بالك برضوا أننا كفنانين ثائرين الكثير يكره وجودنا" وبصفة عامة أنا معنديش مشكلة اشتغل مع الفنانين دول لأنى في الآخر "مش هناسبهم".
- ماحقيقة انك تعرضت للمضايقات من قبل ابناء مبارك اثناء تصويرك لفيلمك الجديد "حظ سعيد"؟
الموضوع كله يتلخص في إننا لما كنا بنروح نعاين أماكن التصوير في ميدان مصطفي محمود قبل بدأ التصوير تعرضنا لكثير من المضايقات لأن انصار مبارك كانوا بيتعاملوا بمنتهى "قلة الأدب والبلطجة" وبيعتبروا الميدان ملكهم لذلك غيرنا مكان التصوير وابتعدنا عن هذه المنطقة نهائياً.
- لكن تردد مؤخراً أنك تعرضت لرسائل تهديد بالقتل من قبل أنصار مبارك؟
هناك لبس في الموضوع، فالرسائل كلها كانت موجهة للمنتج وليست لشخصي وحملت تهديدات بقتله.
- بماذا تفسر حدوث هذا الأمر، وهل أنت متخوف من ارسال مثل هذه الرسائل اليك بعد فترة؟
اطلاقاً انا مبخفش من حاجة، واعتقد أن الايام القادمة هيكون فيه قانون يقدر يعاقب الناس دى ، والحقيقة انا مستغرب من اللى بيحصل ده لأن اصلاً الناس دى مش مفروض تبقي موجودة لكن نرجع تانى ونسأل مين اللى اعطى لهؤلاء فرصة للظهور على الساحة،ومن اعطاهم الحق للجلوس في مصطفي محمود.
- لماذا قررت تقديم عمل عن الثورة رغم تحفظك الشديد على هذا الأمر حتى لايفهم انك تتاجر بالثورة؟
فيلم "حظ سعيد" لايدور حول احداث الثورة بشكل مباشر ، فهو يرصد حياة مواطن عادى يعمل بائعاً في مجال السياحة ويجد نفسه فجأة توقف رزقه بعد قيام الثورة في حين ان لديه عدة التزامات من بينها تجهيزه لعش الزوجية خلال شهر، وهنا نناقش تأثير الثورة عليه في إطار كوميدى ونكشف عن قناعاته القديمة والجديدة في السياسة.
-هل تفكر في الانضمام لأى حزب أو ائتلاف سياسي في المرحلة المقبلة؟
إطلاقاً أنا إما فنان أو سياسي.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire