lundi 2 janvier 2012

خطأ الثورة عدم انتخاب مجلس ثورى يتولى الحكم قبل ترك ميدان التحرير

19

دائما ثائرة وتسعى نحو مجتمع مختلف، الدكتورة نوال السعداوى فى حالة صدام مستمر مع المجتمع بأفكارها المتحررة اليوم تعيد إحياء فكرة جمعية تضامن المرأة العربية التى بدأتها منذ الثمانينيات عقب خروجها من السجن وأحلتها الحكومة المصرية فى 1991 حين وقفت ضد حرب الخليج وذهبت للعراق وطالبت بوقف الحرب وعودة الجيش المصرى الذى كان يحارب العراق تحت قيادة الجيش الأمريكى مما دعا مبارك لحل الجمعية، وتضيف أيضًا: من وقتها مورس ضدى نوع من الاضطهاد فطالما كنت مثار جدل وقلق للحكومة والنظام، لذا بعد سقوط النظام قررت إحياء الفكرة باسم اتحاد نسائى مصرى لأبدأ بعمل محلى على مستوى المرأة المصرية، حتى هذا الاتحاد كنت قد بدأت فيه 1991 وكانت وزيرة الشئون الاجتماعية ميرفت التلاوى متحمسة جدا للاتحاد وشجعته لكنه توقف بأمر من سوزان مبارك وقتها وأخبرتنى فرخندة حسن بأنها بصدد إنشاء المجلس القومى للمرأة بالتالى لا تريد أى منافسة رغم أننى أكتب فى قضية المرأة منذ الأربعينيات!!
وتقول نوال السعداوى فى حوارها مع «روزاليوسف»: لكن سوزان مبارك تسببت فى تفتيت الحركة النسائية بكل هذا الكم من الجمعيات والمراكز والمنظمات التى لم تفد المرأة بشىء، الاتحاد يضم مجموعة من الشباب وتقريبًا نصفهم من الرجال وقمنا بتنظيم مسيرة 8 مارس وإلى نص الحوار.
■ هل فى خطتك أن تنزلى إلى القرى وتذهبى للمرأة أينما كانت لتوعيتها؟

ـــ نحن الآن بصدد تكوين اللجان وإعداد الخطط التى سنعمل عليها، لكن أنا فى النهاية أمثل الأم الروحية للاتحاد لأنه من الصعب على أن أنزل وأجوب المحافظات فأنا الآن عمرى ثمانون عاما إضافة إلى أننى مشغولة بكتاباتى ورواياتى التى تأخذ من وقتى الكثير، لكن الشباب هم الفاعلون الحقيقيون.
■ وماذا عن تمويل الاتحاد؟

ــ الحقيقة أن الاتحاد قرر بشكل جماعى أنه لن يكون هناك تمويل خارجى مطلقا وسنعتمد على الاشتراكات وتمويل رجال الأعمال الوطنيين.
■ هل من الممكن أن يكون هناك تعاون ما بين الاتحاد النسائى ومنظمات أو جمعيات دولية أخرى؟

ــ بالتأكيد سيحدث ذلك لأن الهدف واحد وهو محاربة المجتمع الذكورى والسلطة الأبوية والأنظمة الديكتاتورية.
■ ما تعليقك على الاتهامات الموجهة دوما نحو منظمات المجتمع المدنى والحقوقية بالتمويل الأجنبى وتنفيذ أجندات خارجية للتخريب والمداهمات التى حدثت مؤخرًا؟

ــ هذه شائعات من النظام السابق لاتزال مستمرة، حتى مجموعة 6 إبريل المتهمة بالتمويل وهم لا يملكون شيئا البتة قيل عنهم إنهم ينفذون أجندة أمريكا وإسرائيل! أنا أطالب المجلس العسكرى بالكشف عن هؤلاء فورًا وما يتقاضونه والجهات التى تمولهم وليس هذا التعامل الجزافى الذى يعد نوعا من الإرهاب.
■ هل توجهات المرأة السياسية بدأت تتكاثف أكثر؟

ــ بالتأكيد فالمرأة التونسية مشاركة فى كل المجالات، لكن للأسف المجلس العسكرى المصرى والتيارات الدينية أقصت دور المرأة المصرية وعزلتها، لكن مع هذا لا تزال المرأة مثابرة ومناضلة من أجل الوصول لحقها، والاتحاد النسائى المصرى أحد أشكال هذا النضال والإصرار.
■ إذن ما هو تأثير المرأة على الثورات العربية؟

ــ المرأة العربية كانت مشاركة وهى التى صنعت هذا الربيع فالمرأة هى نصف الثورة، فالمرأة استشهدت وسحلت وتعرت وفقدت عينها أيضا.
■ المرأة العربية تعانى الكثير من المشاكل فهل الأمل لحل هذه المشاكل فى الربيع العربى؟

ــ المرأة كفيلة بحل مشاكلها بنفسها فهى نصف المجتمع، فلابد أولا من توحيد المرأة العربية لتكون قادرة على التأثير الفعال وحل مشاكلها فعليا، فقوة الملايين وتوحيد كلمتها أسقطت النظام.
■ ما هى تطلعات المرأة من الثورات العربية؟

ــ مازال الطريق أمامنا طويلاً لكن يكفى سقوط النظام الديكتاتورى لكن لابد من التجمع والتضامن والوعى والسعى نحو المشاركة فى الحكم.
■ بعد ظهور التيارات الدينية واكتساحها للبرلمان هل سيحجم ذلك من وجود المرأة ودورها؟

ــ طبيعى.. فمن الذى أتى بهذه التيارات الدينية؟! متى سمعنا عن التيارات السلفية فى مصر؟.. دعينا نضع النقاط على الحروف.. هؤلاء السلفيون ممولون من السعودية وقطر، فهذه الجماعات الدينية جميعها تنفذ مخططًا واضحًا لإجهاض الثورة المصرية من السعودية وإسرائيل وأمريكا وقطر ونظام مبارك والمجلس العسكري.
■ ماذا عن رؤيتك للأحداث الحالية وقرب نهاية الانتخابات التى لم تحظ فيها المرأة بتمثيل برلمانى فعال؟

ــ هذه النتيجة المؤسفة لغياب المرأة عن البرلمان بسبب عدم توحيد النساء والمراكز والمنظمات وعمل خطة انتخابية ومشروع متكامل لنزول المرأة ومخاطبة الناخبين بأسلوب يدعوهم لانتخابها والإيمان بها، لكن للأسف نزول المرأة كان مفككا ولم تقدم صورة واضحة تفرض حضورها ورؤيتها أمام الناخب
■ كيف ترين دور الحركة النسائية الآن فى هذه المرحلة التى تعيشها مصر ما الذى يتوجب عليها فعله الآن؟

ــ عليها أن توحد قواها وتزيد من وعيها السياسى والاجتماعى.
■ هناك فجوة بين الأجيال نلحظها بشدة هل هذه الفجوة إيجابية أم سلبية ؟

ــ بالتأكيد هى سلبية جدا فلابد من الاستفادة من طاقة الشباب وأفكارهم والحيوية الذهنية التى يقدمها الشباب على مدار التاريخ بمنحهم مزيداً من الثقة، وهذا هو دور الإعلام والمثقفين والمفكرين فى تقديم هؤلاء الشباب وأفكارهم.
■ عملت لسنوات عديدة خارج مصر بسبب نظامى السادات ومبارك، كيف استقبل الخارج أفكارك وأنشطتك الفكرية المختلفة؟

ــ كان مرحبًا بها لأقصى درجة من الأوساط الثقافية والفكرية، فأنا أسعى دوما نحو تقديم الأفكار للإنسانية ككل وليس المصريون فقط أو العرب، فعلى المثقف أن يكون فاعلاً للإنسانية كلها وليس جزءاً معيناً منها، لهذا فى الخارج رحبوا بأفكارى واستوعبوها فأنا أرى نفسى أنتمى للعالم كله بمختلف ثقافاته واتجاهاته فلا أؤمن بالجنسيات أو النوع.. كلنا إنسان، لكن هناك حكومات تهاجمنى مثل الحكومات السعودية والقطرية والسويدية والنرويجية والإيرانية حتى المصرية!
■ ألا يزعجك أو يقلقك هجوم السلطة عليك؟

ــ بالتأكيد هو مقلق ولكن يكفينى أن الناس معى وهم القوة الحقيقية التى أحتمى بها حتى حركة «احتلوا وول ستريت» كلهم أصدقائى ويراسلوننى باستمرار فلقد درّست هناك بنيويورك ونيوجيرسى ودائما ما تأتينى الدعوات لإلقاء محاضرات إنما أحيانا ما تمنع ذلك الحكومات!
■ نقترب من الذكرى الأولى لثورة "25يناير" هناك رؤيتان لهذا اليوم رؤية احتفالية وأخرى تدعو لثورة جديدة، مع أى رأى تتفقين؟

ــ أنا مع الثورة على طول الطريق، فأنا مع الشرعية الثورية وضد الشرعية الدستورية، فالخطأ الكبير الذى ارتكبناه أنه كان يجب قبل مغادرة الميدان انتخاب مجلس ثورى يتولى الحكم بعد مبارك وليس المجلس العسكري.
■ هل انكسر «تابو» الحاكم الأب بسقوط «مبارك»؟

ــ طبعًا، انكسر المفهوم الأبوى للدولة وأرجو أن ينكسر أيضا للأسرة، فمجتمعنا الأبوى ومفهومه الذكورى أضاع وأهدر الكثير من طاقاته.
■ رغم تحرك المرأة دفاعا عن الفتاة التى تمت تعريتها، لكنها توارت وقت الانتخابات البرلمانية مما أدى لفشلها الذريع؟

ــ الحقيقة أن من تحرك كانوا رجالا أيضا دفاعا عن شرف المرأة المصرية لأنه شرفه هو الآخر، فقلد انتهى عصر «الدكر» نحن الآن بعصر الإنسان الواحد، كما أن معظم هؤلاء النساء هن مواطنات لا علاقة لهن بالمنظمات أو الأحزاب بل خرجن بشكل شعبي، إضافة إلى أن هذه الانتخابات أراها مزورة وغير صحيحة.
■ ماهى دلالتك على تزويرها؟

ــ التزوير أنواع، فلقد استخدم سلاح الدين بقوة فى الانتخابات كذلك فرض الغرامة 500 جنيه على الممتنع عن الانتخاب، كل هذا نوع من التزوير.
■ ترشحت من قبل للرئاسة فى 2005 أمام مبارك ولم تترشحى اليوم، لماذا؟

ــ لأننى لست انتهازية.
■ ولماذا ترينها نوعا من الانتهازية؟

ــ لأن المترشحين لديهم رؤية انتهازية ورغبة فى السلطة، فلقد رشحت نفسى فى 2005 رغم تأكدى أننى لن أنجح وسيمنعوننى.
■ لكن نحن الآن نسعى لنظام برلمانى أى أن سلطات الرئيس ستكون متقلصة إلى حد كبير، فأين الانتهازية إذن؟

ــ صحيح، لكن دعينى أسألك..هل فتح باب الترشح بعد للرئاسة؟!..إذن كل هؤلاء المترشحين غير قانونيين، لكن حين يفتح الباب وطلبنى الناس سوف أقدم نفسى وأقدم برنامجى الانتخابي، كما أن هؤلاء المترشحين أين برامجهم؟! لم أر بعد أى برنامج مقنع.
■ فى رأيك من هو الرئيس المقبل لمصر؟

ــ أولاً يكون له تاريخ معروف تحديدا فى مصر والأهم صاحب مشروع لمصر وبرنامج انتخابى ثورى مقنع.
■ فى حالة سيطرة الإسلاميين على الحكم ما هو المأوى الثانى لنوال السعداوى؟

ــ أترك مصر.. لن أتركها بل هم عليهم الرحيل.
■ هناك مجموعة تستعد لعمل يوم وطنى للمثليين تدعو فيه إلى حقوقهم والاعتراف بهم، هل تدعمين هذه الأفكار؟

ــ اعتقد أنهم حركة مفتعلة فحياتى الجنسية هى حياة خاصة، فأنا ضد العرى وكذلك التغطية الكاملة، لكن فى النهاية أنا لا أمانع لأن هذا حقهم لكن ليس الآن، فالمجتمع غير مستعد لقبول هذه الفكرة أو التعامل معهم، إضافة إلى أن هناك أسبابًا طبية لظهور المثليين يطول الحديث عنها.
■ إعلانك دوما أنك إنسانة عالمية ألا يتعارض مع مبدأ الهوية؟

ــ أنا لا أؤمن بالهويات الضيقة مثل أننى امرأة مسلمة مصرية طبيبة، فهويتى إنسانية فى الأساس.
■ كيف استطعت أن تعيشى بأفكارك المتحررة داخل مجتمع مقيد؟

ــ فرضت نفسى وأفكارى ولا يهمنى أحد مادام على حق ومقتنعة بما أفعله وأقوله.
■ ماهو مشروعك الفكرى المقبل؟

ــ حاليًا أحاول أن أنجز روايتى التى لن أفصح عن فكرتها الآن.

روز اليوسف

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire