تناولت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية خطاب الرئيس محمد مرسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قائلة إن مرسي «رفض حقوق التعبير» بطريقة الغرب، وطالب الأمم المتحدة بالنظر في اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد وسائل التعبير التي تشوه الأديان.
وقالت إن الرئيس مرسي، المنتخب حديثًا، رفض رؤية الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن الحق في حرية الرأي والتعبير، وأن مرسي أعرب بوضوح عن رغبته في أن يكون لمصر تأثير أكبر إقليميًا، كما قال في خطابه الأول أمام الأمم المتحدة إن مصر تنوي قيادة الطريق إلى حل مشكلة الحرب الأهلية في سوريا، والضغط من أجل القضية الفلسطينية ونزع فتيل السباق النووي في الشرق الأوسط.
واعتبرت الصحيفة أن تعليقات مرسي عكست الخلاف بين القادة المسلمين والغرب خلال الشهر الماضي، منذ ظهور الفيديو المعادي للإسلام، الذي صنع في الولايات المتحدة وأشعل التظاهرات، وأسفر عن هجمات دامية في دول عدة، فقد طالب القادة العرب بوضع قيود على حرية التعبير، فيما أصر الغرب على أن حرية التعبير والرأي يجب أن تكون مكفولة بلا حدود وللجميع.
وقالت إن قادة العالم يدرسون مرسي، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، عن كثب منذ أن وصل إلى الرئاسة في يونيو، كما أن إدارة أوباما قلقة من أن يأخذ مرسي موقفًا أكثر حزمًا مع إسرائيل مقارنة بسابقه، حسني مبارك، الذي أطيح به العام الماضي.
وأضافت أن مرسي قال إن قضيته الأولى دفع القضية الفلسطينية، «في وقت، وصلت فيه مفاوضات السلام مع الدولة الفلسطينية إلى طريق مسدود»، موضحة أنه بدا وكأنه «يوبخ» كلا من إيران وإسرائيل بشأن البرنامج النووي، ويدين الدول التي لا تنضم لمعاهدة حظر الانتشار النووي ولا تلتزم بقوانينها.
أما صحيفة «واشنطن بوست» فأبرزت ما قاله مرسي بشأن عدم قبول أي إهانات للنبي محمد، واعتباره أن أي إهانة هي جزء من الاعتداء «المنظم» على الدين الإسلامي وقيمه الثقافية وأنه لا يمكن تجاهلها.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن الرئيس المنتخب الأول في مصر قدم وجهة نظر إسلامية «غير معتذرة» عن أحداث العالم ودور مصر فيها، مشيرة إلى أنه رغم قوله إن الغضب بشأن الإهانات لا يبرر العنف، فإنه لم يقل شيئًا بشكل مباشر عن الهجوم الذي شهدته السفارة الأمريكية في القاهرة الأسابيع الماضية.
واعتبرت أن تأكيده على أن فيديو «يوتيوب» كان جزءًا من الاعتداء المنظم يقلل من أهمية محاولات الولايات المتحدة الأمريكية التنصل منه، موضحة أن مرسي لم يشرح من الذي يقف وراء هذه الحملة في رأيه.
وأضافت أن تصريحات مرسي عكست التحديات التي تواجه إدارة أوباما في محاولتها إصلاح علاقة الولايات المتحدة ليس فقط بمصر، وإنما ببقية دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي شهدت ربيعًا عربيًا، خاصة مع اقتراب انتخابات الرئاسة ومحاولة المرشح الجمهوري المنافس، ميت رومني، قلب أحداث الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمهاجمة ضعف أوباما.
وكشفت أن إدارة أوباما غضبت في البداية من رد الفعل البطيء لمرسي على هجوم 11 سبتمبر على السفارة بالقاهرة، لكن المسؤولين الأمريكيين أوضحوا بعدها أن مرسي تحرك بسرعة عقب تلقيه مكالمة غير عادية من أوباما.
وأشارت «واشنطن بوست» إلى أن مرسي لم يشر مرة واحدة إلى الولايات المتحدة، التي وصفتها الصحيفة بأنها أكبر المانحين الأجانب لمصر، مضيفة أن معظم الرسائل في خطابه كانت موجهة لوضع حدود لعلاقة مصر الجديدة بالغرب.
وقالت إن الإدارة الأمريكية تعمل على مساعدة مصر على الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي، وهو القرض الذي تحتاجه مصر بشدة، مضيفة أن مرسي «يخطو بحذر لتجنب عزل دائرته الإسلامية في مصر، بينما يطلب ضمانات من الولايات المتحدة والمستثمرين الدوليين المحتملين».
ولفتت إلي أن زيارة مرسي الطويلة لم تتضمن لقاء مع أوباما، على الرغم من أن مكتب مرسي كان قد قال إن الزيارة مخطط لها في البيت الأبيض.
صحف أمريكية: مرسي وبّخ إيران وإسرائيل.. ورفض حق التعبير على طريقة الغرب
ملكة بدر
Thu, 27 Sep 2012 12:43:00 GMT
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire