القاهرة - الأناضول
برزت قوة خطاب الرئيس المصري محمد مرسي في قمة عدم الانحياز في طهران بنجاحه في تغيير موقف المعارضين لزيارته لإيران وتحويلها من الانتقاد إلى الإشادة كما حدث مع الجيش السوري الحر.
ووصف خبير سياسي الأداء السياسي للرئيس المصري بأنه يؤسس لما أسماه بـ"دبلوماسية الصدمات الكهربائية "، بعد خطابه في طهران أمام قمة دول عدم الانحياز، والذي هاجم فيها النظام السوري وأحرج إيران الداعمة له في عقر دارها.
وكان مرسي قال في كلمته بالجلسة الافتتاحية لقمة دول عدم الانحياز الخميس الماضي: "تضامننا مع نضال أبناء سوريا الحبيبة ضد نظام قمعي فقد شرعيته هو واجب أخلاقي، بمثل ما هو ضرورة سياسية واستراتيجية"، مضيفا أن "نزيف الدم السوري في رقابنا جميعا، وعلينا أن ندرك أن هذا الدم وأوليائه لا يمكن أن يقف أو يتوقف بغير تدخل فاعل منا جميعا لوقف هذا النزيف."
ونحجت الكلمة في تغير موقف المعارضين لمرسي إلى الإشادة به وكذلك نجحت الكلمة في انتزاع إعجاب بعض خصومه السياسيين.
ومن أبرز المعارضين للزيارة الجيش الحر السوري المعارض الذي غير موقفه لاحقا وبادر بتأييد خطاب مرسي.
وقال بسام الدادة المستشار السياسي للجيش الحر في تصريحات خاصة لمراسل وكالة الأناضول للأنباء: "لقد أثلج الرئيس مرسي صدورنا بخطابه، وأحرج إيران في عقر دارها، وقدم من خلاله درسا لكل الرؤساء العرب، وأعاد مصر لدورها الإقليمي والعربي".
ونفى الدادة ما تردد على إحدى المواقع الإلكترونية نقلا عن صفحة بـ"فيس بوك" تحمل اسم قائد الجيش الحر العقيد رياض الأسعد، بأنهم لم يعلنوا تأييدهم لخطاب مرسي، وتساءل متعجبا: " وكيف لا نعلن تأييدنا لهذا الخطاب، الذي أثبت به مرسي أنه يعرف كيف ومتى يتكلم ؟! ".
وتابع: "العقيد الأسعد ليست لديه صفحة على الفيس بوك، وما ينشر على الصفحة التي تحمل اسمه هو من إنتاج النظام السوري لنشر الأكاذيب".
ولم يكن التحول في موقف الجيش الحر هو الوحيد، فالخارجية الأمريكية قبل الزيارة بدت مرتبكة في تقييمها، مرة بوصفها بـ "المرفوضة" على لسان المتحدثة الرسمية باسم الخارجية فيكتوريا نولان، ثم بالعدول مرة أخرى عن هذا الوصف بالقول إنها "شأن داخلي".
غير أنه بعد الخطاب بدت متحمسة، ووصف باتريك فينتريل، المتحدث باسم خارجيتها، حديث مرسي خلال خطابه عن دعم الشعب السوري، بـ "المفيدة جدًا والواضحة جدًا والقوية جدًا".
وقال فينتريل في تصريحات صحفية "إن مصر تضع ثقلها بالكامل "لدعم سوريا حرة ومستقلة، وانتقال إلى نظام ديمقراطي يحترم إرادة الشعب السوري من أجل تحقيق الحرية والمساواة".
وداخليا كان مفاجئا إعلان عدد من الشخصيات والأحزاب السياسية المعروفة بمعارضتها الشديدة لمرسي تأييدها له فيما قاله في طهران، ومنه النائب السابق محمد أبو حامد الذي يقود مظاهرات ترفض ما يصفه بهيمنة جماعة الإخوان المسلمين المحسوب عليها مرسي على الحكم.
كذلك أشاد بكلمته كل من منافسه المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، وأحزاب "المصريين الأحرار"، "الجبهة الديمقراطية"، و"المصري الديمقراطي".
من جانبه، وصف طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، خطاب الرئيس بأنه تأسيس لما يمكن تسميته بـ"دبلوماسية الصدمات الكهربائية "، والتي لن تجعل أمام الرئيس أي حواجز مستقبلا، وتنقل مصر من وظيفة "رد الفعل" إلى الفاعل.
وقال فهمي إن خطاب الرئيس حدد معالم السياسة الخارجية في سياقها العربي والدولي، مركزا على آليات التعامل مع الجهاد الفلسطيني، ودعم القضية السورية، وبناء نظام دولي أكثر عدالة، وتصحيح مسار المجتمع الدولي من خلال مجلس الأمن الدولي.
ورغم أن فهمي كان يتمنى أن يشير الخطاب إلى العلاقات العربية مع الولايات المتحدة، والموقف من الوجود الأمريكي في بعض الدول العربية، والمسألة العراقية، والتهديدات التي تواجه الأمن القومي العربي، إلا أنه قال: "ومع ذلك فإن الخطاب وجه به الرئيس رسالة للمجتمع الدولي أن مصر الجديدة متحررة من الأعباء والقيود الدولية المفروضة عليها".
الأناضول :مرسي يسطع دوليا بدبلوماسية "الصدمات الكهربائية "
قسم الأخبار
Sat, 01 Sep 2012 15:24:00 GMT
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire