jeudi 27 septembre 2012

عندما يموت طفل في العائلة

an

بالرغم من اعتقادي الكامل والتام بالقدر، واستمرارية الحياة حتى بعد وفاة شخص قريب وعزيز، إلا أن فكرة الموت لا تزال تؤرقني خصوصا عندما يكون هذا الشخص طفلا لم يرى أو يختبر الكثير في حياته. وقبل أن اسأل أو تسأل لماذا يختار الموت أشخاص ضعفاء مثل الأطفال, تبقى قناعتي أن الموت أكثر حكمة مني ومنك.

تقول إليزابيث ب ، دكتوراه وأستاذة طب الأمراض العقلية، وطب الأطفال في جامعة بنسلفانيا، مستشفى فيلادلفيا للأطفال، "إن خسارة الأطفال تعتبر من الذكريات المؤلمة التي قد لا يتخطاها الوالدان والأقارب بسهولة، ولكن مع القليل من الدعم، والعبارات المناسبة يمكنك أن تخفف عنهم وتجعل مصابهم أقل وزنا."

 

ما هي مراحل الحزن التي يمر بها الوالد؟
المرحلةَ الأولى،  الصدمة وعدم التصديق والنكران. وتدوم هذه الحالة لعدة أيام أو أسابيع.
المرحلة الثانية، فترة حداد حادة يشعر فيها بالضيق الجسدي بالإضافة إلى الضيق العاطفي. أثناء هذا الوقت، ينسحب تدريجيا من المجتمع. ويمكن أن يستمر هذا لعدة أسابيع أو شهور.
المرحلة الثالثة، التصديق ويمكن أن تحدث بعد عدة شهور أو سنوات من وفاة الطفل. عندها يقر الآباء بوفاة الطفل، ويتقبلون فكرة أنه لن يعود، وعندها يعودون تدريجيا إلى حياتهم. والسبب هو أن الآباء حتى الصغار في السن، لا يتوقعون أن يعيشوا أطول من عمر أولادهم، أو أن يعيشوا ليدفنوا أبنائهم. لهذا يحتاجون لفترات أطول من العزاء مقارنة مع تأثير وفاة أحد الوالدين على الأبناء.

 

هل هناك طريقة صحيحة أو خاطئة للحزن؟
الحزن أمر مخصص. لكل شخص طريقته، لكل ثقافة أسلوبها. وبينما يحزن الناس بطريقة مختلفة إلا أن مشاعر الأسى والخسارة تبقى واحدة للجميع. لذا فلكل شخص طريقته في العزاء والحداد.

 

هل يحزن الرجال والنساء بشكل مختلف؟
في أغلب الأحيان يظهر حزن النساء بشكل أوضح من الرجال، فهن يلجأن للبكاء، والصراخ، والتحدث عن الفقيد، بينما يصمت الرجال. ففي العديد من الثقافات يتعلم الرجال أن لا يظهرون مشاعر الحزن، خصوصا البكاء، إلا أن العديد منهم في موقف الموت يبكي، لأن المشاعر الإنسانية تطغى في النهاية على أي ثقافة.

 

كيف تخبر أشقاء الطفل عن وفاته؟
يجب أن يقوم بإعلام الأطفال أحد الوالدين أو كلاهما، مع مراعاة المرحلة العمرية للطفل، ومدى استيعابه. وغالبا لا يعني الموت شيئا للأطفال دون سن 6 سنوات. ولكن بالنسبة للأطفال الأكبر سنا، يمكن تبسيط الموضوع إلى أدنى درجة بحيث لا يتعرض الطفل لصدمة نفسية.

 

ماذا تقول للطفل الأصغر من 6 سنوات؟
في أغلب الأحيان، لا يدرك الطفل الصغير معنى الموت، ولكن يمكن للأم أو الأب أن تبسط له الأمر، فتقول له هل تذكر عندما ماتت قطتك؟ ودفنها في الحديقة، لقد ذهبت إلى مكان بعيد تمرح فيه القطط وتلعب وتأكل، وهذا ما حدث مع شقيقك لقد ذهب إلى مكان بعيد يلهو فيه الأطفال ويلعبون، ولكنه لن يعود فقد اختاره الله ليكون معه. ولكن يمكنك أن تكتب له، وترسم له، فهو سيسمعك، ويفرح عندما تتحدث معه. أما إذا سأل الطفل لماذا ماما تبكي، فعندها يمكنك القول بأنها تشتاق لشقيقك، وبأنه لا مشكلة إذا كان يريد البكاء أيضا، عندما يشتاق لأخيه.
لا تجبر الطفل على الذهاب إلى الجنازة. إن ذهابه قد يساعده على إدراك واقعة الموت، والتصديق بها، ولكن الأطفال الأصغر من سن 6 سنوات، يجب أن لا يذهبوا إلى المدافن. يمكنك ترك الطفل مع أحد الأقارب الأكبر سنا، أو ضمن مجموعة أطفال لحين الانتهاء من المراسم. ويمكن اصطحاب الأطفال الأكبر سنا، بشرط تعليمهم عن أصول وآداب دخول المدافن.

 

الآداب العامة:
1. تجنب قول أن الطفل الميت نائم، أو ذهب في رحلة مع شخص ما. لأن الطفل قد لا يستوعب ذلك ويمكن أن يصاب بالخوف من النوم.
2. تجنب قول أن الله استدعى الفقيد لأنه كان طفلا مهذبا, فقد يخاف الطفل من الموت، ويتصرف بسوء حتى لا يموت هو الأخر.
3. كلما شعرت أن الطفل يستوعب ويفهم أكثر، أخبره المزيد عن الموت، وبأنه جزء طبيعي من دورة الحياة، مثل الشجر، والحيوانات.

 

كيف تتعامل مع أسئلة الأقارب والأصدقاء؟
إذا لم تكن مستعدا للحديث لا تتحدث. وانتظر حتى تصبح جاهزا للتحدث حول الوفاة. ولكن لا تتقوقع على نفسك.

 

كيف نساعد الشخص الذي فقد أحد أطفاله؟
• اعترف بخسارتهم وحزنهم. لا تخبرهم "بأنك تفهم شعورهم" لأنك لن تستطيع فهم مشاعرهم أبدا.
• شجعهم على مشاركة الأحزان، واستمع لهم، ودعهم يبكون.
• مد يد المساعدة لهم، لا تجلس قربهم فقط، ساعدهم في شؤون المنزل، ترتيب العزاء، تنظيف المنزل، شراء الاحتياجات الضرورية، الترتيبات الخاصة.
• شجعهم على القوة والصبر من اجل الأطفال الآخرين.
• لا تتركهم يخفون أحزانهم، إذا وجدوا صعوبة في أظهار مشاعرهم أمام الناس خذهم بعيدا عن الضوضاء.
• لا تخبرهم أن الزمن سيعالج الجروح، فالزمن سيخفف الألم، ولكن الذكرى لن تموت أبدا.
• إذا شعرت أن أحد الوالدين فقد توازنه، وانجرف بشكل مؤثر في حالة الحزن، قم باستشارة الطبيب النفساني، وأطلب مساعدته للخروج من أزمته.

منقول

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire