jeudi 29 novembre 2012

الديكتاتور الذى زعمه المعارضون - هانى صلاح الدين

 

خلال الأيام الماضية تعالت أصوات المعارضة، بأنهم يواجهون قرارات ديكتاتورية، من رئيس زعموا أنه أيضاً ديكتاتور، ولذلك نزلوا للشارع بكل قوتهم مطالبين بما يريدون، معبرين عن أنفسهم بكل حرية، فى ظل حكم الذى زعموا أنه ديكتاتور، ولكن هذه ليس منة من أحد لكن التزاما من الرجل بمبادئ الثورة، وتصميمه على استكمال مسيرة الحرية والديمقراطية.
إن الديكتاتور الذى زعموه مد يده بالحوار لكل الفصائل السياسية، من أجل استكمال مسيرة الثورة، وإيمانا منه أنه رئيس لكل المصريين، لكن المعارضة الديمقراطية «خالص» رفضت أى نوع من الحوار قبل أن تكسر الرئيس، وتفرض رؤية القلة المستبدة على جموع المصريين، دون أن تنتظر لحجم المؤيدين للإعلان الدستورى والرئيس الشرعى، بل وجدنا المعارضة الديمقراطية «خالص» لم تستطع أن تتصدى لأبنائها الذين اعتدوا على مقرات حزب الحرية والعدالة، ولم يتدخلوا لإيقاف نزيف الدم، ووقفوا عند حد الاستنكار العقيم الذى لا يحرك ساكنا على الأرض، بل وجدنا رموزهم يلوحون باستمرار مثل هذه الأعمال، فقد سمعت د.مصطفى النجار فى برنامج «آخر النهار»، يؤكد أن فصائل المعارضة لن تستطيع أن تسيطر على من يقومون بإحراق المقار وأحداث العنف، فى إشارة الى استمرار مثل هذه الأعمال العنفوية، ومن الغريب أنه أشار إلى أن الإخوان يستطيعون السيطرة الكاملة على أتباعهم، دون أن يطالب المعارضة بأن تكون لديها نفس القدرة، حتى لا ننجرف الى أحداث عنف جديدة.
لقد سقطت ورقة التوت عن الكثير من رموز المعارضة، وأصبح جلى للشعب من هو الديكتاتور، ومن هو الحريص على مد جسور الحوار ودعم أجواء الديمقراطية، وعلم الشعب من يسعى بكل قوته للمحافظة على سلامة المجتمع المصرى، ولعل خير مثل على ذلك تأجيل مليونية الإسلاميين لأجل غير مسمى، بل ظهر بوضوح من يرفض أى تدخل خارجى فى الشأن المصرى، وبين من يطالب الغرب بالتدخل الناعم من خلال الاستنكارات، التى بالطبع تتبعها خطوات يحلمون بها.
إن التاريخ لن يرحم من مد يده للفلول، وجعلهم ينتهكون حرمة ميدان التحرير، الذى ظل عاتيا عليهم منذ الثورة حتى الجمعة الماضى، وكنت آخر ما أتصوره أن يكون لأنصار الطاغية مبارك خيمة يرفع عليها «آسفين ياريس»، ولكن مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وأتحالف مع الشيطان من أجل إسقاط عدوى، معانى معروفة جيدا فى أدبيات الكثير ممن يتشدقون بالحرية والديمقراطية، أمام الكاميرات الفضائية.
ورغم كل ذلك فإننى أحلم بأن تفيق المعارضة، وتعود لمائدة الحوار من أجل مصلحة الوطن، ولا تسير بمبدأ ما عندى صواب لا يحتمل الخطأ، ورأى غيرى خطأ لا يحتمل الصواب، لابد أن تعلو مصر فوق المصالح الحزبية الضيقة، وأن يعود من يريدون إشعال الموقف السياسى لأجواء الديمقراطية، فلدينا رئيس يحرص كل الحرص على كل أبناء الوطن، ولديه استعداد للتواصل مع كل أبناء هذا الشعب العظيم، ولا أملك الآن إلا أن أردد قول الله عز وجل: «فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض».

الديكتاتور الذى زعمه المعارضون - هانى صلاح الدين
قسم الأخبار
Thu, 29 Nov 2012 15:30:00 GMT

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire