mercredi 28 novembre 2012

وثائق جديدة من «الأرشيف» الإسرائيلى عن كواليس زيارة السادات

«بيجن»: السادات كان يخشى الإخوان المسلمين.. ولم يكن واثقاً فى الحكومة.. ولم أزر القاهرة لخوفى من عدم سيطرة رئيس مصر على الشعب

كتب : عبدالعزيز الشرفى منذ 22 دقيقةخطاب السادات في الكنيست (صورة أرشيفية) خطاب السادات في الكنيست (صورة أرشيفية)

بعد مرور 35 عاما على زيارة الرئيس الراحل أنور السادات التاريخية إلى إسرائيل، كشف الأرشيف الحكومى الإسرائيلى عن وثائق -صُنفت على أنها سرية- تتناول مراحل صناعة اتفاق السلام بين البلدين، مرورا بمخاوف السادات من الإخوان المسلمين، وحتى اقتراح شارون بفتح الطريق إلى العريش، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.

فبعد يومين من إعلان الرئيس الراحل أنور السادات استعداده لزيارة إسرائيل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى آنذاك مناحم بيجن «لا مزيد من الحروب.. لا مزيد من سفك الدماء»، كمحاولة للرد والإيماء للرئيس المصرى بأنهم على استعداد لقبول دعوة السادات للسلام وزيارة إسرائيل، للاتفاق على شروط اتفاقية السلام بين البلدين.

وجاء فى إعلان نشره مكتب بيجن فى الصحف الإسرائيلية، إنه إذا قرر الرئيس السادات زيارة إسرائيل، فسيتم استقباله بالاحترام المناسب لشخصه ومنصبه. وبعد 5 أيام فقط من هذا الإعلان، أرسل بيجن برقية رسمية للسادات، يدعوه فيها لزيارة إسرائيل، ووصل الخطاب فى اليوم نفسه للرئيس السادات، من خلال السفير الأمريكى بالقاهرة. وجاء فى نص الدعوة «باسم حكومة إسرائيل، أتشرف بدعوتك لزيارة القدس وأراضينا». وقبل أيام من الحصول على رد السادات رسميا، وصل إلى عناصر إسرائيلية برنامج زيارة الرئيس السادات من خلال سفير الولايات المتحدة بإسرائيل.

«السادات أيضاً كان يرغب فى رؤيتك».. بهذه العبارة أجاب وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك، سايروس فانس، على اقتراح رئيس الوزراء الإسرائيلى حينها مناحم بيجن، الذى اقترح لقاء الرئيس المصرى بعد أسبوع واحد فقط من انتصاره فى انتخابات الكنيست الإسرائيلى عام 1977.

ولفتت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن مضمون الحديث، والاقتراح الذى قدمه للوزير الأمريكى، كشفه بيجن لوزرائه بعد 4 أيام فقط من الزيارة التاريخية، أو «الدرامية» بحسب وصف الصحيفة الإسرائيلية، للسادات إلى إسرائيل. وقالت الصحيفة إن عشرات الوثائق التى كشف عنها الأرشيف الإسرائيلى، تلقى الضوء على ما كان يجرى وراء الستار وفى كواليس التوصل إلى اتفاق السلام بين البلدين، خاصة كواليس الزيارة التاريخية التى تسببت فى التوصل إلى اتفاق السلام بشكل سريع.

فى أغسطس 1977، زار رئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجن مدينة بوخارست عاصمة رومانيا، حيث التقى هناك نيكولاى تشاوشيسكو، الذى وصفته «يديعوت» بـ«الديكتاتور»، وبعد مناقشات طويلة فى موضوع تهجير يهود رومانيا إلى إسرائيل، فاجأ الرئيس الرومانى آنذاك بيجن، حين قال له إن النظام المصرى مستعد للمحادثات عن السلام.

«شارون» اقترح فتح حدود إسرائيل أمام مصر لإجبار السادات على نفس الخطوة.. وليظن المصريون أنه عاد منتصراً إذا فتحت الحدود مع العريش

وقال بيجن حينها: «الرئيس تشاوشيسكو قال لى إن السادات مستعد لإجراء لقاء بين ممثلى إسرائيل ومصر، فسألته ما إذا كان الهدف هو اللقاء بين الرئيس المصرى وبينى، فأجابنى أننا نتحدث فى هذه المرحلة عن لقاء ممثلى البلدين ببعضهما فقط».

وجرت بعدها مباحثات غير مباشرة بين الطرفين، فى مقابل مبادرة أمريكية للتحضير لمؤتمر جنيف، الذى كان يعتبر مشروع السلام الأكبر على الإطلاق الذى يقترحه الرئيس الأمريكى جيمى كارتر، إلا أن المبادرة، التى طالبت بتضمين المشكلة الفلسطينية فى المحادثات، تسببت فى جمود عميق من قبل الجميع.

وتتابع الصحيفة الإسرائيلية: «بسبب إصرار جزء من الدول المشاركة فى المبادرة على حضور السلطة الفلسطينية للمحادثات، تحولت الأزمة الفلسطينية إلى ما هو أكثر تعقيدا. وظل السادات ينتقد اللجنة الأمريكية آنذاك لفترة طويلة، وقال حين وصل إلى إسرائيل إن الأمريكان قلقون بشأن أنفسهم فقط».

وتشير «يديعوت» إلى أن الرسالة التى تلقاها بيجن من الرئيس الرومانى آنذاك، بشأن استعداد المصريين للبدء فى محادثات بين الطرفين، تسببت فى مبادرة أخرى فى 4 سبتمبر من العام نفسه، حيث ذهب وزير الخارجية حينها موشيه ديان ضمن وفد سرى إلى المغرب، والتقى بالملك الحسن الثانى، فى محاولة لإيجاد طريق للتغلب على الصعاب التى أحاطت بالمفاوضات وعرقلتها، فحصل على وعد مسبق من الملك بحل الأمر، وهو ما حدث بالفعل، حيث إنه بعد خمسة أيام فقط تلقى رسالة درامية، مفادها أن المصريين مستعدون للقاء الفورى.

وفى يوم 18 من الشهر نفسه، عاد ديان إلى الرباط للقاء نائب رئيس الوزراء المصرى حسن تهامى، ووفقا لتقرير المخابرات الإسرائيلية «الموساد»، فقد قال تهامى إن السادات يثق فى حكومة إسرائيل ويطالبها بالانسحاب من كل المناطق المحتلة كشرط مسبق للمفاوضات مع حكومة مناحم بيجن. وقال تقرير «الموساد»: «تهامى قال إن الرئيس السادات يطلب السلام دون خضوع، ويتوقع من بيجن أن يعطى وعدا بأن تعود أرض السادات كاملة له».

وقدم ديان بعد انتهاء اللقاء سلاحا كنعانيا قديما من المجموعة الشخصية الخاصة به إلى تهامى، بحسب ما جاء فى تقرير «الموساد». وإلى جانب ذلك، جاء فى التقرير أن الاثنين ناقشا حرب الأيام الستة «حرب 1967»، فى نهاية اللقاء، حيث أعرب تهامى حينها عن موقف مفاجئ بالنسبة لديان، حيث سأله بجدية تامة ما إذا كان الرئيس المصرى آنذاك، جمال عبدالناصر، تعاون مع إسرائيل.

رئيس الكنيست إسحاق شامير مع السادات

وذكرت «يديعوت» أن الجانبين اتفقا آنذاك على الحفاظ على سرية الاتصالات الجارية بشكل مطلق، حتى من الأمريكان أنفسهم. وجاء فى التقرير «بعد أن يمهد الطريق على يد «تهامى وديان»، يُمهد الطريق للقاء القادة وهم السادات وبيجن»، ولم يمر كثير حتى اكتشف الأمريكان ما يجرى بشأن المحادثات بين الطرفين. وفى لقاء السفير الإسرائيلى بواشنطن مع وزير خارجية الولايات المتحدة حينها هنرى كيسنجر، نقل الأخير تلميحات كافية للحكومة الإسرائيلية، حذرها فيها من محادثات من هذا النوع فى رومانيا، حيث إن الروس سيتنصتون على تلك المحادثات ويعلمون بكافة تفاصيلها.

ودعا السفير الإسرائيلى لدى واشنطن آنذاك، للقاء عاجل مع وزير خارجية بلاده، قائلا إن السادات سيصل إسرائيل فى 19 نوفمبر من العام نفسه، وسيصل وفد من 65 شخصا قبل الزيارة بيوم واحد، لتنظيم فعالياتها وترتيبات التأمين الخاصة بالرئيس المصرى. وتابع السفير الإسرائيلى فى تقريره «سيصل الوفد المصرى مع الأعلام ونص النشيد الوطنى المصرى». وأوصى مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلى لشئون العرب، موشيه شارون، بتحديد عدد المصلين بالمسجد الأقصى بـ1000 مصلٍ فقط، لمنع المساس بالرئيس المصرى، حتى ولو كان بسبب تدافع المصلين.

صورة من وثائق الأرشيف الإسرائيلي

وكشفت الوثائق أن بيجن قال أمام لجنة الخارجية والأمن بالكنيست الإسرائيلى، إن الأمريكان كانوا يشعرون بشىء من عدم الراحة، بسبب عدم مشاركتهم فى المحادثات بين الطرفين، إلا أن بيجن استخدم عبارات «قوية» للثناء على الرئيس الأمريكى، ما دفع كارتر للتدخل، وقال بيجن «أعتقد أنه فى هذه المرحلة، لم تكن زيارة السادات ستتم لولا تدخل كارتر».

وعن المخاطر التى أحاطت بالزيارة التى حذر منها الجيش الإسرائيلى، وكانت تتحدث عن «مؤامرة»، قال بيجن «ديان وأنا والمتحدثون باسم الحكومة لا نحاول أن نُدخل الشعب فى نشوة الفرح. لا يجب المبالغة، فهناك من يحذروننا من المخاطر والتهديدات، وأنا لا أستطيع أن أنكر هذا. إن كانت هناك حاجة لإعادة تقدير الوضع من جديد سأفعل ذلك دون أى تردد. وحتى الآن أنا لا أرى أى تهديدات كبيرة».

وقال بيجن إن «حقيقة الزيارة فى حد ذاتها، وأن حاكم دولة تحاربنا يأتى إلينا أمر جيد. هذا الأمر نادر، ويجب أن نُقلب فى الصفحات القديمة لنبحث عن الأمر، سيحصل على كل الاحترام والتقدير، هو يستحق الاحترام، سنفعل كل ما فى وسعنا ليخرج السادات «مبسوط» من إسرائيل».

وأشار بيجن، بحسب الوثائق، إلى أنه أرسل رسالة مشابهة للرئيس السورى حافظ الأسد، للحضور إلى إسرائيل ولقائه، إلا أنه رفض، وهو ما دفعه للرد قائلا: «أنا على استعداد للقاء الأسد فى مكان محايد.. لا يجب أن أيأس».

«تهامى» فاجأ «ديان» بسؤاله ما إذا كان عبدالناصر تعاون مع إسرائيل فى حرب 67 أم لا.. ثم اتفق معه على تمهيد الطريق للقاء «السادات وبيجن»

وسأل رئيس الأركان الإسرائيلى الأسبق حاييم برليف، رئيس الوزراء مناحم بيجن، ما إذا كانت هناك علاقة بين الغياب الغامض لوزير الخارجية ديان لمدة 24 ساعة وبين زيارة السادات، فرد بيجن قائلا: «لو عرفت أنه لن تكون هناك تسريبات لكنت أجبت عن سؤالك، ولكن أنا متحفظ جدا. كانت لدينا اتصالات، واتصالات هامة، ولكنى حريص فى هذا الأمر».

وفى جلسة الحكومة الإسرائيلية، التى أُجريت قبل ساعات معدودة فقط من خطاب السادات فى الكنيست الإسرائيلى، اقترح الوزير آرييل شارون الرد على مصر بطريقة درامية فورية، حيث قال: «للسطوع على المسرح كمبادرين، أنا أقترح أن نقدم إيماءة للمصريين لفتح الطريق إلى السلام، حيث نفتح الطريق بين العريش ومصر، حيث إن العريش هى المدينة الأكثر شهرة لدى كل المصريين، وسيكون فتح المدينة بمثابة دليل لا شك فيه على نية إسرائيل، حيث إن العريش هى المدينة الأكثر قربا لحدود 1967. وبهذا الشكل سنكون قد سمحنا للسادات أن يعود بانتصار نوعا ما».

واقترح شارون أيضاً، بحسب الوثائق الإسرائيلية، أن يتم الإعلان عن فتح الحدود الإسرائيلية أمام المصريين، حيث تكون الحدود مفتوحة للسفن والطائرات والسيارات المصرية وما شابه ذلك، مؤكدا على أنه لا يقترح هنا هذا الأمر من جانب واحد، فهو محاولة لإجبار المصريين على اتخاذ نفس الخطوة.

وفى نهاية الجلسة، سُئل بيجن ما إذا كان قد أحضر هدية للرئيس المصرى السادات، فأجاب: «لدى هديتان، الأولى من فترة الآباء فى إسرائيل، وقد كتبت عليها «إلى الرئيس المصرى.. ضيفنا العظيم، من فترة الآباء.. آبائنا المشتركين»، أما الهدية الثانية فهى من عصر آبائنا المكابيين، وبالطبع الإشارة واضحة».

وقال بيجن لوزرائه إن السادات دعاه لزيارة الإسماعيلية وليس القاهرة، وقال السادات حينها لـ«بيجن»، إنه لديه الأسباب المقنعة لعدم إجراء الزيارة فى القاهرة. وأشار بيجن إلى أنه «يمكن أن يكون السادات غير متأكد من أنه سيستطيع السيطرة على القاهرة، فقد كانت هناك حالات فى القاهرة خرج فيها الشعب ضد السادات، وبصعوبة سيطرت الحكومة والجيش على هذا الوضع. السادات خائف من الإخوان المسلمين وغير متأكد ما إذا كان يمكنه الاعتماد على الحكومة فى هذه الحالة».

وقال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلى إيجال يادين، إنه التقى برئيس الوزراء المصرى حينها مصطفى خليل، خلال زيارة السادات لإسرائيل. حيث قال خليل، بحسب الوثائق، لنائب رئيس الوزراء الإسرائيلى «إن كان لديك الوقت، فلتحضر معك وزير الدفاع، واصعد معه إلى غرفتى لنحتسى الويسكى»، وقد استمرت المحادثة لمدة ثلاث ساعات ونصف.

السادات قبل دخول الكنيست بدقائق معدودة (صورة أرشيفية)

ونقل وزير الدفاع عيزرا وايزمان، وقائع زيارته للرئيس المصرى فى غرفته التى نزل بها خلال الزيارة، حيث قال وايزمان إنه «استغرقنى بعض الوقت لأفهم ما يجرى فعلا، قلت لرئيس الوزراء عن دعوة الرئيس المصرى لى وصعدت لغرفته. قلت له، إن الاتفاقيات التى ستوقع لن تكون بين القادة، ولكن بين الأمم والدول، فغدا لن تكون أنت موجودا وحسين كذلك سيكون قد مات. ودائما ما تكون هناك فجوة بين ما تقوله وبين ما نفكر فيه نحن. يجب أن نجد الحل لهذه المعضلة».

وحين طلب وايزمان من السادات السماح له بالثناء عليه للمفاجأة التى نفذها فى حرب أكتوبر، قال السادات: «تعال ننسى هذا الأمر، هذا أصبح من الماضى. أنا رجل صاحب كلمة، صدقنى، الآن يمكنك أن تثق بى».

«كانت مسيرة عصيبة ولكنها رائعة، كانت بلا شك من ذروة ما وقع فى فترة رئاستى للبلاد».. لم يكن لدى الرئيس الإسرائيلى آنذاك أفرايم كاتسير، عبارات أخرى للتعبير عن إعجابه بالفترة التى قضاها فى رئاسة إسرائيل، بسبب التوصل إلى السلام وزيارة الرئيس المصرى أنور السادات إلى إسرائيل فى ذلك الحين.

«كيسنجر» حذر السفير الإسرائيلى من محادثات سرية فى رومانيا.. و«السادات» قال لوزير الدفاع الإسرائيلى بعد ثنائه على مفاجأة «أكتوبر»: «انس الماضى.. الآن يمكنك أن تثق بى»

وأشار كاتسير إلى أنه كمستضيف رسمى للرئيس المصرى، فإن عليه مسئولية كبيرة فى هذا الحدث، حيث شارك بشكل فعال فى استقبال الرئيس المصرى فور نزوله من الطائرة الرئاسية المصرية، وصاحبه إلى فندق «الملك داوود»، الذى أقام به السادات والوفد المصرى خلال زيارته لإسرائيل.

ويشير الأرشيف الإسرائيلى إلى أنه بعد عودة السادات إلى مصر، أرسل برقية إلى كاتسير يشكره فيها على حسن ضيافته، وطلب منه نقل تحياته إلى الشعب الإسرائيلى ورئيس الوزراء مناحم بيجن لدعوته للحديث الجاد عن السلام بين الدولتين.

وبعد انتهاء فترة ولاية كاتسير كرئيس رابع لإسرائيل، طلب من الخارجية الإسرائيلية نقل برقية إلى الرئيس السادات، يهنئه فيها على حصوله على جائزة نوبل للسلام، ويؤكد فيها أنه يذكر جيدا زيارته لإسرائيل ولقاءهما سويا قبل خطاب السادات فى الكنيست الإسرائيلى.

صورة من وثائق الأرشيف الإسرائيلي

ويشير الأرشيف الحكومى الإسرائيلى إلى أنه فى فرص أخرى، ظهر مدى قوة العلاقات التى تكونت بين السادات وكاتسير خلال زيارته لإسرائيل، حيث إنه فى جلسة مغلقة، بحضور رئيس الوزراء بيجن ووزير الخارجية ديان والسفير الأمريكى بإسرائيل، قال بيجن للسفير الأمريكى إن السادات كان له وضعه الخاص لدى كاتسير، وقد أحبه جدا، وإنه يقدر المعلومات والمعرفة التى يتميز بها السادات.

وفى مقابلة صحفية لإحدى الصحف الإسرائيلية عام 1999، قال كاتسير إنه نشأت بينه وبين الرئيس السادات علاقة مودة وصداقة عزيزة فى فترة زيارته لإسرائيل وبعدها، مشيراً إلى أنه أصر على استضافة السادات فى منزله خلال الزيارة، وتقديم وليمة خاصة للسادات والوفد المصرى، احتفالا بهم. وفى مقاله المنشور عام 1979، تحت عنوان «العالم كرئيس للدولة»، كشف كاتسير أنه أُعجب جدا بشخصية السادات خلال زيارته، وأعرب أمامه عن أمله فى توقيع اتفاقية السلام بين الدولتين، مشيراً إلى أن السادات دعاه لزيارة مصر، إلا أنه قال إنه قد يزورها كعالم، وليس كرئيس لإسرائيل.

وطلب كاتسير حينها من السادات أن يسمح له بإجراء حديث مع العلماء المصريين، إلا أن السادات رفض معللا ذلك، بأنه «يجب أن يتم تحسين العلاقات أولا، وبعد ذلك يأتى وقت حديث العلماء والعلم».

ومن أحد المقالات العلمية لـ«كاتسير»، يتضح أنه كان يأمل فى أن يكون السلام دائما بين الدولتين، حيث أعرب فى مقاله عن احتمال إنشاء مصانع ومشروعات صناعية مشتركة بين البلدين بعد إنهاء وتوقيع اتفاق السلام، كما كان يأمل فى إقامة علاقات تجارية وتعاون علمى وتكنولوجى محتمل بين البلدين.

وقال كاتسير إنه كان يأمل أن يكون التعاون الكامل بين البلدين هو نقطة تحول فى منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا على أنه يجب استخدام كافة العلم والمعلومات التى حصلت عليها إسرائيل، للتعاون مع جيرانها فى المنطقة لصالح إسرائيل ولصالح الجميع.

الوطن

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire