القاهرة، مصر (CNN)-- يتسلم الرئيس محمد مرسي مشروع الدستور الجديد السبت، بعدما انتهت الجمعية التأسيسية من الموافقة عليه بـ"الإجماع"، وسط انتقادات متزايدة، تمهيداً لدعوة الشعب للاستفتاء عليه، في الوقت الذي هددت فيه "جبهة الإنقاذ الوطني" بإعلان العصيان المدني، احتجاجاً على الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المصري مؤخراً، فيما تستعد جماعة "الإخوان المسلمين" لتنظيم مليونيتين لتأييد مرسي.
وفي أعقاب موافقة الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور الجديد، في جلستها الأخيرة صباح الجمعة، قال رئيس الجمعية، حسام الغرياني، إنه سيصطحب معه جميع أعضاء اللجنة، سواء من الأساسيين أو الاحتياطيين، إلى القصر الجمهوري السبت، لتقديم مشروع الدستور الجديد إلى الرئيس مرسي.
وبينما يواجه مشروع الدستور الجديد لمصر بكثير من الاعتراضات والانتقادات من جانب العديد من القوى الوطنية، لفت الغرياني إلى أن هناك أخطاء خاصة بـ"الديباجة"، وطلب من أعضاء الجمعية تفويضه بإعادة كتابة مواد مشروع الدستور، مشيراً إلى أنه "تم تقديم أكثر من ديباجة للجمعية"، وفق ما أورد موقع "أخبار مصر"، نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط.
من جانبها، أبدت "الحملة الشعبية للتوعية بالدستور"، في بيان نشرته على صفحته بموقع "فيسبوك، اعتراضها على "الاستعجال" في إصدار مشروع الدستور الجديد، وأكدت أن "كتابة دستور مصر بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني 2011) جاءت في ظل غياب قوى وطنية داخل الجمعية التأسيسية، ومشاركة شعبية في كتابة الدستور."
ووصف المنسق العام للحملة، حسن كمال، جلسات الاستماع التي عقدتها الجمعية التأسيسية مع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، بأنها "شكلية"، كما أكد أن "الغرض من الاستعجال في الموافقة على الدستور بهذه الطريقة، هو الخوف من حل الجمعية التأسيسية، بحكم المحكمة الدستورية العليا."
وبينما تتواصل الاحتجاجات المناهضة للإعلان الدستوري، الذي أصدره الرئيس محمد مرسي في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم، في ميدان التحرير بوسط القاهرة، كشف حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، عن اعتزامه تنظيم مظاهرتين مليونيتين، رداً على مليونيتي الثلاثاء "للثورة شعب يحميها"، والجمعة "حلم الشهيد"، اللتين نظمتهما القوى المعارضة للإعلان الدستوري.
وقال الحزب، الذي كان يترأسه مرسي قبل انتخابه رئيساً للجمهورية، في بيان تلقته CNN بالعربية: "تنظم القوى الإسلامية والوطنية والثورية السبت 1 ديسمبر (كانون الأول) 2012، مليونيتين لإعلان تأييدها ودعمها للشرعية، ولهوية الأمة، ولرئيس الدولة المنتخب بإرادة شعبية."
ولفت البيان إلى أن "المليونية الأولى" تبدأ في تمام الساعة الثانية ظهراً بميدان "النهضة" أمام جامعة القاهرة، ومن المقرر أن تنضم لهذه المليونية مسيرة تنطلق من "مسجد الاستقامة"، بميدان الجيزة عقب صلاة العصر، يتقدمها علماء الأزهر الشريف، ومشايخ ورموز الدعوة الإسلامية، كما تنضم للمليونية مسيرة أخري تنطلق من نقابة المحامين عقب صلاة الظهر، ويلحق بالمليونية عدد من المسيرات عبر الشوارع المؤدية إلي ميدان النهضة.
أما "المليونية الثانية"، فتنظمها جماعة الإخوان المسلمين، والجماعة الإسلامية، والدعوة السلفية، وأنصار السنة المحمدية، وأحزاب الحرية والعدالة، والنور، والبناء والتنمية، مساء السبت، لدعم "الشرعية والشريعة"، بساحة مسجد عمر مكرم بأسيوط، بمشاركة محافظات أسيوط، وسوهاج، وقنا، والأقصر، وأسوان، والبحر الأحمر، والوادي الجديد، بحسب البيان.
إلى ذلك، أكدت "جبهة الإنقاذ الوطني"، في ختام اجتماع قادتها وأعضائها بمقر حزب الوفد مساء الجمعة، التزامها برفض الإعلان الدستوري، والذي وصفته بـ"المشوه" و"الباطل"، كما أكدت على "الحق في استخدام كل خطوات النضال السلمي والمدني، بما فيها الإضراب العام والعصيان المدني الشامل."
كما أعلنت الجبهة، في بيان تلاه المتحدث باسمها، حسين عبد الغني، أنها "تدرس بكل جدية وتصميم، الاستجابة لمطالب المعتصمين منذ الجمعة الماضية (23 من الشهر الماضي)، والثلاثاء الذي تلاها، وجمعة اليوم، بالزحف نحو قصر الاتحادية، والاعتصام حوله"، وحملت الرئيس مرسي "المسؤولية الكاملة عن الأزمة الخطيرة التي تمر بها البلاد، منذ 22 نوفمبر الماضي، والتي تصاعدت مع انتهاء الجمعية التأسيسية من وضع الدستور، في مشهد عبثي."
وأكدت الجبهة، أن "استمرار سياسة العناد، والتهوين من حجم الرفض الشعبي، واعتزام رئيس الجمهورية طرح مشروع الدستور الباطل للاستفتاء الشعبي، يعرض البلاد لحالة من الشلل التام، ويضرب شرعية الرئيس في مقتل"، وفق ما نقل موقع التلفزيون الرسمي.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire