mardi 29 mai 2012

الجنرال شفيق عندما يتبردع - بقلم : وائل قنديل

 

الآن فقط يتمسح الجنرال شفيق بالدكتور محمد البرادعي ، و يشيد بتصورات "صاحب جائزة نوبل للوطن " و يزيد " ما قاله الدكتور البرادعي يمثل نافذة ضوء و منهج تفكير و يمكن أن نبني عليه جميعا".
ليس هذا فقط بل إن شفيق يعتبر فى بيان له أمس أن «ما قاله البرادعى عميق المغزى» و«انه متفق معه».
يا مثبت العقل يا الله.. شفيق يقول شعرا فى البرادعى فى 28 مايو 2012، فما الذى جرى؟.
ما أعلمه ان البرادعى هو البرادعى، لا يتغير ولا يتلون ولا يتحور، ما يقوله هو هو، وعليه فالذى تغير وتبدل وتلون هو الجنرال الذى كان يرى فى البرادعى خلال الثمانية عشرة يوما المجيدة «مطلوبا للعدالة».
إن الجنرال الذى يرى أن «الثورة نجحت للأسف» وأن مبارك مثله الأعلى، يمارس فى هذه اللحظة نوعا من الدجل السياسى، متصورا أن الأيام بلا ذاكرة، ولترجع إلى 26 فبراير الماضى وتسمع وتشاهد ما قاله شفيق مع لميس الحديدى على الهواء مباشرة عن البرادعى، تعليقا على اعتبار الأخير أن ترشح شفيق «موقعة الجمل» للرئاسة يعنى أنه لم تقم فى مصر ثورة.
شفيق تساءل باستنكار: «هل يعقل ان واحد فى السن ده والخبرة دى مش عارف ان الحياء عيب» وأعلن أنه يملك معلومات عن ملفات ضد البرادعى لدى النائب العام.
واتهمه تلميحا بالعمل ضد مصر عندما كان مديرا لوكالة الطاقة الذرية «عارف الكارير بتاع البرادعى فى الهيئة اللى كان ماسكها وصلنا لإيه فيها فى الآخر والدول العربية جنت ايه ودولته جنت ايه».
ثم توعده بالويل والثبور وعظائم الأمور قائلا «يقف عند حده لأن حسابى عسير جدا جدا وانا اعرف ازاى اوقفه عند حده.. ايه اهميتك عشان تتراقب المراقبة الفظيعة دى انا ماكنتش اعرفك ولا اعرف اسمك».
وزاده من الشعر بقوله «ارجوه يبص فى المراية تانى ويشوف عمل ايه فى الدول العربية ايام ما كان فى الوكالة يسأل ابو شادى نمرة اتنين بتاعه.. بحذره للمرة الاخيرة كل واحد فى مكنونه قدرات كتيرة.. انت كنت قاعد خواجة بره ده ما بيعرفش يتكلم عربى».
ماذا حدث يا جنرال لكى يصبح البرادعى بين عشية وضحاها «صاحب تصورات رائعة للوطن ونافذة ضوء» وهو الذى كان قبل شهور معدودات «مطلوب للعدالة وخواجة قاعد بره ما بيعرفش يتكلم عربى وايه أهميته ده عشان يتراقب»؟.
أليست هذه هى الانتهازية السياسية والتماحيك الانتخابية فى أجلى صورها؟
أليس هذا نموذجا للذين يبدلون أقوالهم وينسفون مواقفهم ويلحسون قناعاتهم حسب اتجاه الريح؟
ماذا حدث لكى يتحول البرادعى من خواجة وعميل ومخرب إلى قيمة وطنية ونافذة ضوء فى عين جنرال الثورة المضادة؟
وأحسب أن البرادعى ليس فى حاجة لكى أنبهه «احترس من الكلام، هذا الكلام فيه سم قاتل».
ملحوظة: التاريخ يقول بالوثائق إن جماعة الإخوان المسلمين ــ مع كل انتقاداتنا وتحفظاتنا على مواقفها بعد رحيل المخلوع ــ جمعت نحو ستمائة ألف توكيل لمشروع البرادعى للتغيير الذى تطور إلى ثورة أسقطت رأس النظام

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire