mercredi 30 mai 2012

محمد الجارحى يكتب : انتخبوا شفيق وانسوا




    إدخل فى الموضوع..إنت مع مرسى ولا شفيق؟؟ الموضوع نفسه غلط، السؤال غلط، والخيار صعب، القضية الآن لم تعد مرسى ولا شفيق، القضية صراع بين نظام لم يرحل ونظام يولد من جديد، صراع بقاء!

    نرجع للموضوع، إنت خايف من الإخوان؟؟ أنا كمان خايف من الإخوان، وسأكون أول شخص فى خندق المعارضة ضدهم من أول يوم فى حال نجاح محمد مرسى، خوفى من الإخوان مثل كل الثوار، لن أنسي لهم ما فعلوه فى محمد محمود ومجلس الوزراء، لن أنسي لهم أخطاءهم، لن أنسى تحالفهم مع المجلس العسكرى ولا دعمهم للجنزورى، لن أنسى بياناتهم الصحفية، ولا لهجتهم المتعالية، ولا ما فعلوه فى اللجنة التأسيسية، لن أنسى تناقضاتهم، لن أنسى عنادهم مع أبو الفتوح، ولا تصفيقهم لبكرى فى البرلمان، لن أنسى للإخوان الخطيئة الكبرى فى استفتاء مارس الذى "قطم" ظهر الوطن!

    نعم الإخوان أخطأوا، وأعرف أن أخطاءهم لن تتوقف، وعجرفتهم سوف تزداد، الإخوان ليسوا ملائكة، والثوار ليسوا ملائكة، فنحن أخطأنا ونتحمل جزءاً من المسئولية، كلنا يكيل الإتهامات للآخر، وكله بيخون كله، ويشكك فى كله، فينا من تربح، وفينا من يزايد، فينا من ترك الميدان، وانشغل بالكاميرات والظهور فى الفضائيات، فينا من اكتفى بالاحتجاج على تويتر، وترك الشارع، ثم نأتى لنبكي فى وقت لا ينفع فيه الندم!

    كل هذا وغيره، لن يكون مبرراً أبداً لأن يكون البديل هو شفيق، خوفى من الإخوان ليس معناه إن رُكبي تخبط فى بعضها، خوفى من الإخوان حله أن أختلف معهم ومع تصرفاتهم وأعترض علي قرارتهم وعلى خوضهم الانتخابات من أساسه، خوفى من الإخوان معناه إنى أكتب ضدهم،وأتظاهر وأمارس كل أدوات الرقابة على تصرفاتهم، خوفى من الإخوان حله أن ننزل الشارع وننافسهم فى العمل مع الناس، على الأرض فى الواقع، لا أن نكتفى بالهجوم عليهم وإنهم "كوخه" وبيأثروا على الناس بالزيت والسكر!

    ندخل فى الموضوع بجد، الثورة فى خطر، شفيق خطر على الثورة، لن يُحاكم الفاسدون، ولن تعود أموالنا، سيبقى القتلة أحراراً كما عاشوا أحراراً في عهد المخلوع، يبدو أننا نسينا عبارة السلام، والدويقة، يبدو أن إخواننا الأقباط، نسوا القديسين والكشح ونجع حمادى، ألم يكن أحمد شفيق وزيراً وقتها، لو كان يعتبر دماء هؤلاء لها قيمة لكان نطق، وصرخ واستقال، دماؤنا عند مبارك تستوى عند شفيق!

    شفيق خطر لأنه لن يأتى رئيساً بطوله، سيأتى برجاله وحاشيته، لا تنظروا تحت أقدامكم، ارفعوها وانظروا حولكم، من يدعمون "شفيق" ؟؟ يدعمه الفلول..كل رجال الحزب الوطني.. كل أركان النظام القديم، رجال أعمال دفعوا بالملايين، ووزراء سابقين، وقيادات عليا في الحزب الوطنى، كل هؤلاء لم يدعموا شفيق لسواد عيونه، هذه هى فرصتهم الأخيرة، من يروجون لسهولة التخلص من شفيق والقيام بثورة ضده واهمون، لأن مفيش ثورة تانية، فمخطط تشويه الثورة والثوار نجح نجاحاً ساحقاً، وعلينا أن نعى خطورة الأمر..شفيق لن يأتى وحده، سيأتى ومعه كل أركان الدولة القديمة، سيكون مدعوماً من الفلول والجيش والداخلية ورجال الأعمال.

    يمكننا أن نصارع ونعارض الإخوان إذا ما حادوا وسادوا وتغابوا، فى النهاية مصر ليست كلها إخوان مسلمين، عددهم الفعلي لا يتجاوز مليون عضو، لكن إذا نجح شفيق، فالمعارضة سيتم إخصاؤها، تذكروا أن هناك 12 ألف مدنى يُحاكمون عسكرياً لم نفعل لهم شيئاً، شفيق كان واضحاً عندما اعترف بأن لنا فى العباسية عظة وعبرة، لكن من يتعظ !

    شفيق خطر لأن رجال الحزب الوطنى لا يزالوا فى مناصبهم التنفيذية فى الدولة بكافة هياكلها، لن يقو أحد على زحزحتهم من أماكنهم، و إذا كانوا قد بدأوا يجاهرون بكرههم للثورة والثوار قبل نجاح شفيق فما بالكم ماذا سيفعلون إذا ما نجح ! الانتقام الأكبر من الثوار سيكون من الداخلية التى لن تنسي ما حدث فيها ولها، شفيق الذى تعهد لكم بالأمن يعلم جيداً ما يقول..مفهوم الأمن عنده هو أمن النظام الذى تربي وعاش فيه عشرات السنين!

    النقطة الأخيرة، هى رسالة واضحة لمن يروجون لحل المقاطعة، مقاطعتكم معناها دعم شفيق بشكل غير مباشر، من دعموا شفيق فى الجولة الأولي لن يقاطعوا، بل يعملون ليل نهار الآن، من دفع منهم مليماً يدفع الآن ألوفاً وملايين، يجتمعون ويخططون، قواعدهم الحزبية لم تفكك رغم تفكيك الحزب، ومقارهم التى أخذتها الدولة استبدلوها بمقار حملة شفيق.

    انتظروا رجال الحزب الوطنى فى ثوب حزب جديد، هؤلاء من خططوا لموقعة الجمل، من فسدوا وأفسدوا، من تجبروا ودمروا، من عذبوا وسجنوا،انتظروا هؤلاء يخوضون انتخابات المحليات، وبعدها البرلمان، والجدع فيكم يبقى يمنعهم، معاهم الريس، وزي ما قال الريس ، الحزب الوطني كويس.

    انتخبوا شفيق وانسوا دم الشهداء، انسوا الذل الذى عشناه، انسوا حلم العيش والحرية والعدالة الاجتماعية,انسوا حلم مصر القوية، انسوا يكون فيه واحد مننا، انسوا حلم القضاء على الرشوة والمحسوبية،انسوا وضع حد أدنى وحد أقصى للأجور، انسوا محاربة الفساد، انسوا معنى كلمة كرامة، انسوا كل حاجة، وكل ثورة وأنتم بخير!
محمد الجارحى يكتب : انتخبوا شفيق وانسوا

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire