mardi 1 mai 2012

رويترز: فرص أبو الفتوح تتعزز فى الانتخابات

رويترز: فرص أبو الفتوح تتعزز فى الانتخابات

رويترز

تعرض عبد المنعم أبو الفتوح للسجن في عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك لكنه أصبح الآن من المرشحين الأوفر حظا في انتخابات الرئاسة بعد أن تعززت فرصه بتأييد القطاع الوسطي في المشهد السياسي للديمقراطية الناشئة في مصر لبرنامجه الإسلامي المعتدل.

كان أبو الفتوح (60 عاما) شخصية بارزة في جماعة الإخوان المسلمين حتى فصل من الجماعة العام الماضي وينتمي إلى جيل من النشطاء الإسلاميين في مصر أفرز أيضا أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة.
وسجن أبو الفتوح والظواهري في زنزانتين متجاورتين في عام 1981 لكن في الأعم لا يتعدى التشابه بين الرجلين كونهما طبيبين.
ويقدم أبو الفتوح نفسه على أنه نموذج للإسلام الوسطي لكنه تمكن من كسب تأييد سلفيين لأسباب من بينها كما يقول كثيرون تمتعه بعقل سياسي يبعده عن نهج الإخوان بل أن بعض الليبراليين المتأثرين بحماس أبو الفتوح للإصلاح يقولون إنهم قد يصوتون له.
ويفتح أبو الفتوح بترشحه للرئاسة الطريق أمام روافد جديدة للتيار الإسلامي الرئيسي في مصر تصل إلى عشرات الملايين من المصريين الذين لم يكن لهم دور في السياسة طوال عهد مبارك لكن يتوقع توافدهم على مراكز الاقتراع يومي انتخابات الرئاسة في 23 و24 مايو.
وقال أبو الفتوح في مقابلة تليفزيونية مع تليفزيون الحياة أجريت معه يوم 23 أبريل: "أنا بقول المواطن العادي هو الذي يشكل التيار الرئيسي لمصر والتيار الرئيسي المصري الذي أراهن عليه وبشتغل عليه منذ بدأت حملتي والذي يشكل أكثر من 90 في المائة من المصريين مسلمين أو مسيحيين اللي بيفهموا الشريعة الإسلامية صح".
وأضاف: "حينما نبحث عن مصالح الناس ونؤديها احنا بنقيم شرع الله" .
وإذا كانت استطلاعات الرأي المتاحة والتي لا تحتوي على تفاصيل كثيرة يمكن أن تؤخذ كمؤشر حقيقي يعبر عن ميول الناخبين المصريين، فإن أبو الفتوح يبلي بلاء حسنا بالفعل.
وكان استطلاع للرأي قد نشر أمس الاثنين وأجراه مركز رسمي لاستطلاعات الرأي أظهر أن أبو الفتوح يحل في المركز الثاني بعد عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية.
وأفاد الاستطلاع بأن أبو الفتوح يتقدم بفارق كبير على محمد مرسي مرشح الإخوان.
وفصل أبو الفتوح من الجماعة العام الماضي بسبب قراره الترشح لرئاسة الجمهورية متحديا قرار الإخوان آنذاك بعدم الدفع بمرشح لخوض الانتخابات الرئاسية.
وبدا خروج أبو الفتوح من الجماعة خطوة حتمية لسياسي يؤمن بالإصلاح تعارض رأيه مع محافظين مازالوا يديرون الأمور داخل جماعة الإخوان.
وقال محمد حبيب النائب السابق للمرشد العام للإخوان والذي ترك الجماعة العام الماضي ويعتزم التصويت لأبو الفتوح في الانتخابات القادمة: "إنه (أبو الفتوح) لا يخاف من أحد" في إشارة إلى مناسبتين اختلف فيهما أبو الفتوح عام 2009 مع مهدي عاكف المرشد العام للجماعة في ذلك الوقت. ووصف حبيب أبو الفتوح بأنه جريء وحاسم.
وكان أبو الفتوح زعيما طلابيا في السبعينات ويتذكر كثيرون وقوفه في وجه الرئيس المصري الراحل أنور السادات خلال مناقشة علنية نقلها التليفزيون قال فيها للسادات إنه محاط بمنافقين.
وفي عام 1981 اعتقلت حكومة السادات أبو الفتوح في إطار حملة على المعارضة، كما تعرض أبو الفتوح للسجن مرتين في عهد مبارك وقضى في السجن أكثر من ست سنوات في المجمل.
وأكد أبو الفتوح الذي ينظم حملته تحت شعار "مصر القوية" على الحاجة لاستكمال ثورة 25 يناير في مصر بالتخلص من فلول نظام مبارك في أركان الدولة.

وتعهد أبو الفتوح بزيادة الإنفاق على التعليم والصحة وجعل جيش مصر هو الأقوى في المنطقة وجعل الاقتصاد المصري واحدا من أقوى 20 اقتصادا في العالم ويذكر برنامج أبو الفتوح أنه سيلتزم بالشريعة الإسلامية.
ويتفق أبو الفتوح مع مرشحين مصريين آخرين للرئاسة في الدعوة لإعادة النظر في معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل التي وقعت عام 1979 ويرى أبو الفتوح أن المعاهدة "فُرضت" على مصر.
وعلى عكس جماعة الإخوان التي واجهت انتقادات واسعة النطاق بإقصاء أطراف أخرى منذ الإطاحة بمبارك العام الماضي فإن الفضل ينسب لأبو الفتوح في التواصل مع مختلف ألوان الطيف السياسي في مصر.
ويبدو أن جهود أبو الفتوح تؤتي ثمارها، فعلى الرغم من محاولة جماعة الإخوان دعم مرشحها بالقول إنه المرشح الإسلامي الوحيد في السباق الانتخابي، فإن أبو الفتوح تمكن من إقناع جماعات سلفية بارزة بتأييده هو وليس مرسي مرشح الإخوان.
وأعلن حزب النوي السلفي الذي فاز بخمس المقاعد في البرلمان المصري تأييده لأبو الفتوح في الانتخابات. وأعلنت الجماعة الإسلامية التي حملت السلاح ضد الدولة في الماضي لكنها نبذت العنف في عام 1997 دعمها لأبو الفتوح.

وأعلن حزب الوسط الذي يتزعمه أعضاء سابقون في الإخوان تركوا الجماعة في التسعينات تأييده لأبو الفتوح أيضا.
وكان أبو الفتوح عضوا في مكتب الإرشاد بالجماعة من عام 1987 إلى عام 2009 ومازال يحظى بالاحترام في صفوف الجماعة وأعلن الشيخ يوسف القرضاوي الذي يبجله أنصار الإخوان كثيرا تأييده لأبو الفتوح في انتخابات الرئاسة.
وقال حلمي الجزار وهو نائب عن الإخوان في البرلمان لرويترز: "رجل ذو توجه إسلامي كونه دكتور مرسي أو دكتور أبو الفتوح ما عندي مانع كفكرة متفرقش عندي كتير ولكن كتنظيم هيفرق عندي مرسي عن عبد المنعم كتنظيم".
وصرح حبيب بأن جزءا كبيرا من رؤية أبو الفتوح الإسلامية يتماشى مع رؤية الإخوان لكنه أكثر تحررا من أعضاء الجماعة في بعض القضايا مثل حق الأقباط والنساء في الترشح للرئاسة.
ويقول أبو الفتوح في كتاب له نشر حديثا إنه كان في وقت من الأوقات معاديا للصوفية لكنه خفف من آرائه بعدما التقى مع صوفيين في الجامعة.
ويرى بعض منتقدي أبو الفتوح أنه يحاول أن يلبي رغبات الجميع لكن أبو الفتوح يقول إن آراءه لم تتغير منذ أن ترك الإخوان.
وقال أبو الفتوح في مقابلة مع قناة الحياة التلفزيونية يوم 23 أبريل "أنا لم أغير لا مبادئي ولا أفكاري ولا مواقفي بغض النظر عن ارتباطي الإداري، سواء كنت في الإخوان أو الآن وأنا خارج إدارة الإخوان ولا أظن أن هناك ليبراليا منصفا ولا سلفيا منصفا ولا يساريا منصفا يقول إن د. عبد المنعم يقول شيء وهو يخفي شيئا آخر".

المصدر : الوفد

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire