dimanche 20 mai 2012

هيكل لـ"الأهرام": بيانات العسكرى جافة لا تقول شيئًا

.. ومازلت مترددًا في المشاركة بالانتخابات
 
 
محمد حسنين هيكل
فى الحلقة الثانية من حواره مع "الأهرام" يواصل الأستاذ محمد حسنين هيكل الحديث عن أعماق المشهد على الساحة المصرية، يتحدث عن الدستور وأزمته، ويتناول بالتحليل القضية المثارة حول مستقبل الدولة المصرية، وهل يمكن أن تكون دولة دينية، ثم قدم رؤيته حول العلاقة بين شباب الثورة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وكشف الأستاذ هيكل، في الحوار الذى اختص به محمد عبد الهادى، رئيس تحرير الأهرام، وشارك فيه عدد من أسرة تحرير الصحيفة، عن أنه مازال مترددًا في المشاركة بعملية التصويت، وأنه مازال حائرًا فى اختيار المرشح، الذي سيعطيه صوته.
وإلى أهم ما جاء فى حوار هيكل مع "الأهرام"، الذي تنشر الصحيفة الحلقة الثانية منه فى عددها الصادر غدًا الإثنين:
كالعادة، فإن الإبحار مع الأستاذ بقدر ما هو مرهق، حيث التحليل العميق والراصد، بقدر ما هو ممتع ومشوق.. أخذ الأستاذ هيكل بأيدينا إلى أعماق المشهد، فكان الحديث عن الدستور وأزمته، وما يصح وما لا يصح عندما نبدأ فى كتابته، ثم انتقل إلى الملفات الشائكة التى تنتظر الرئيس المقبل لمصر وينتظرها هو.
وأبحر بنا إلى القضية المثارة حاليًا علي كل لسان: هل ستكون في مصر دولة دينية؟.. وهل يقبل العالم ذلك؟.. ألا يمثل قيام دولة دينية علي شاطئ المتوسط خطرًا كبيرًا وعظيمًا؟، وبعد ذلك، سنجد تحليلًا مستفيضًا للعلاقة بين شباب الثورة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة.. وهل كان من الضروري ترديد هتافات من قبيل يسقط حكم العسكر؟.. هل هذا يليق؟.. وهل أبناء قواتنا المسلحة عسكر أم أن هذا مصطلح "قبيح" لا ينطبق علينا هنا في مصر؟.
وأكد هيكل ضرورة وجود الربان.. لذلك كان سؤالنا: هل تتحقق المعجزة ويظهر من بين المرشحين من يملك خارطة طريق.. ويستحق صوتك؟، فكان رده: سوف أقول شيئًا قد لا يصح أن يُقال علنا، قد أقول أنني حتى هذه اللحظة مازلت مترددًا في المشاركة في عملية التصويت، لا أعرف لمن أعطي صوتي.. أريد أن أشارك بدعوى ممارسة الحق والواجب، وفي نفس الوقت لا أراني مستريحًا إلى المشاركة، ففي الممارسة الديمقراطية لا يصح لفرد أن يعاند، لكنه أيضا وبحق الضمير لا يصح لفرد أن ينساق، خصوصًا في قضايا مصير.
وعن قضية صياغة الدستور يقول الاستاذ: عندما نتكلم عن الدستور فلابد أن يكون واضحًا أننا نتحدث عن إرادة عامة طوعية لشعب متعدد القوى، اجتماعية، وطبقية، وعرقية، وهذه القوى تريد أن تعيش على أرض وطن واحد، لا أحد يستطيع أن يقول إن الدساتير مجرد نصوص، يمكن أن تُكتب في أسبوعين أو ثلاثة، أو في شهر أو شهرين، فذلك كلام لا يجوز.
كما تناول يعض القضايا العربية قائلا: إن الحملة على "سوريا" مُضافًا إليها الحملة على "إيران" توشك أن تحول الصراع الرئيسي في الشرق الأوسط من صراع عربي إسرائيلي، إلى صراع سني- شيعي، فتنة أخرى في دار الإسلام نفسه وفي قلبه– وتلك خطيئة كبرى.
ويفسر الخلاف بين جموع الشباب وبين قيادة القوات المسلحة، بأنه أحد عناصر سوء الفهم، وأنه خلاف كارثي بين طرفين، أحدهما محرك الثورة، والثاني حامي حركتها، وضاعف من الخلاف أن طرفًا من أطرافه -وهو الشباب- تكلم وعبر عن غضبه كل يوم، كل ساعة، كل ومضة إليكترونية، وفي المقابل فإن المجلس الأعلى للقوات المسلحة لم يكن له على الإطلاق خطاب، وإنما بيانات جافة لا تقول شيئًا، وتنسى أن السياسة في هذا العصر في سياقها خطاب، فماذا إذا انفلت عيار الخطاب عند طرف، واستحكم قفل الخطاب عند الطرف الآخر، المحصلة حتى وإن لم يقصد أحد – صراع، وإذا جرى الصراع على أوضاع اجتماعية قلقة، إذن فإن هذا الصراع محفوف بالخطر.
ويتساءل الأستاذ في نهاية الرحلة -والحوار- هل سيكون علينا أن نصلى طلبًا للمعجزة كما يصلون للمطر صلاة استسقاء عند حدوث الجفاف؟
بوابة الأهرام

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire