lundi 21 mai 2012

سيناريو عمر سليمان عن الأيام المقبلة والانقلاب العسكري

في عموده اليومي بصحيفة "الحياة" الدولية توقع الصحفي الكبير جهاد الخازن سيناريو مظلم للمستقبل السياسي بمصر، متوقعا أن يحقق عمرو موسى أو أحمد شفيق ومحمد مرسي أعلى نسبة من الأصوات في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، ويحسم مرشح الإخوان المسلمين الرئاسة لصالحهم في انتخابات الإعادة، ويصبح بأيديهم مجلسا الشعب والشورى ورئيسا الجمهورية والوزراء، ويزداد الوضع الاقتصادي سوءاً فتخرج تظاهرات مليونية ضد الحكومة، ويقع انقلاب عسكري يطيح بالحكومة المنتخبة، ويعلّق الدستور، ويعطل الحريات.

* عمر سليمان يفتح خزائن أسرار آخر لحظات نظام المخلوع
وفي اليومين التاليين لنشر المقال الذي توقع فيه الخازن حدوث إنقلاب عسكري في مصر، قرر نشر ما سمعه شخصيا من اللواء عمر سليمان نائب الرئيس السابق، وهو ما ذكر تفاصيله في مقالين يومي 20 و21 مايو 2012 في الجريدة اللندنية.
قال في مقال 20 مايو بعنوان (الإخوان مش هبل):

رأى اللواء عمر سليمان، وزير الاستخبارات السابق، ان مصر الثورة تواجه ثلاث مشكلات رئيسية:

1) أهمها صعود التيار الديني وامتلاكه شرعية، فالتيار الديني لم تتح له فرصة من قبل ليزاول السياسة أو يفهم المجتمع، وقادته منغلقون على أنفسهم إذا وضعت مصر تحت حكمهم فستعاني كثيراً وقد تصل الى صدام مجتمعي وعنف وخطر حرب أهلية.

2) الرئيس من التيار الديني هو المشكلة الثانية التي يراها اللواء، لأنه سيرأس دولة دينية لم يعرفها المصريون من قبل، وقد تعود جماعات كانت محسوبة علـيـهم في الـمـاضي مثـل الجهاد والـجماعة الاسلامية والـتـكـفـير والـهـجـرة. والمرشح عبدالمـنـعم ابو الفـتـوح انـشـأ الجــماعة الاسـلامـية وهي موجودة الآن وعندها حرية العـمــل التنظيمي. وبما ان الحدود مفتوحة مع ليبيا والسودان فهناك فـرصـة الحصول على السلاح، وهذا سيكون بأيـدي جـماعة تـهدد بالرجوع الى العنـف اذا لم يسر المجتمع كما يريدون.

3) المشكلة الثالثة هي القضية الفلسطينية وانعكاساتها على علاقات مصر مع الولايات المتحدة. واللواء عمر سليمان يرى ان علاقات مصر الاستراتيجية مع الامريكيين مهمة جداً لاستقرار مصر، كما حدث في السابق، وما هو مقبل. اذا ساءت العلاقة «سنكون ألعن من باكستان وافغانستان، وينظر الينا كبلد يصدر الارهاب، ومن دون قرار سيادي فتخسر دورها ويخسر جيشها الذي تمثل الاسلحة الاميركية 70 في المئة مما لديه، ويضرب الاقتصاد.

* سليمان لا يستبعد وقوع انقلاب عسكري ويؤكد: الإخوان يجهزون لحرس ثوري لمحاربة الجيش

سألت اللواء عمر سليمان هل يقع انقلاب عسكري؟ قال: ممكن، ممكن جداً. انما الاخوان مش هُبُل، لذلك يعدون أنفسهم عسكرياً، وخلال سنتين أو ثلاث سيكون عندهم حرس ثوري لمحاربة الجيش، وتواجه مصر خطر حرب أهلية مثل العراق.
وفي الجزء الثالث من السلسلة التي يتناول فيها الخازن الوضع المصري بتاريخ 21 مايو بعنوان (أسكتُ عن الكلام المباح)، يستكمل ما دار من حديث بينه وبين اللواء عمر سليمان، تمنى فيه سليمان لو أن الشعب المصري يعي حجم التحدي في الانتخابات القادمة، ويبتعد عن اولئك الذين يسعون الى مشروع إسلامي ينتج عنه صراع مجتمعي يزيد عزلة مصر، وقد يدفع الى حرب مع اسرائيل من دون تخطيط.

* سليمان: "العسكري" أخطأ واتظلم

يرى عمر سليمان أن المجلس العسكري ظُلِم لأنه لم يكن سياسياً في يوم من الأيام، وأعضاء المجلس العسكري لا يعرفون مدى دهاء الإخوان المسلمين ومناوراتهم، وكان الخطأ الأول أن المجلس اختار للجنة الدستور رئيساً من الجماعة وعضواً آخر (طارق البشري وصبحي صالح)، غير ان الإخوان ردوا دائماً بتنظيم التظاهرات للضغط على المجلس وتحقيق مخططهم.

* سليمان: لم أتآمر أنا وطنطاوي على مبارك

يروي الخازن في مقاله قصة حكاها له سليمان عن مسئول خليجي في موقع الحكم اتهمه هو والمشير حسين طنطاوي بالتآمر
لإسقاط مبارك وخلافته في الحكم، واعترف اللواء بأنه لم يستطع إقناع المسئول بشيء قائلا:
سألت مبارك: أنت عايز تعمل إيه؟
سألني: الناس عايزين إيه؟
قلت: الناس عايزينك تمشي.
قال: انا معنديش مانع. شوف انت والفريق ومجموعة معكم تعملوها إزاي وقول لي أعمل إيه.
قال مبارك: خلاص، إبعتولي التلفزيون وأنا أعمل خطاب التنحي وأسلم السلطة للمجلس العسكري.
قلت: بدل ما نبعت التلفزيون يروح ويجي، أنا أقول الخطاب عنك.
قال: اكتب النص وابعتهولي وأنا أقول لك تذيعه.

* سليمان يروي قصة محاولة اغتياله

اللواء عمر سليمان حكى لي محاولة اغتياله في 30/1/2011، وخلفيتها أن الرئيس كان يدرس في الأيام الثلاثة 28 و29 و30 مع قيادة القوات المسلحة خطة انتشار الجيش في المدن بعد انهيار أجهزة وزارة الداخلية.

اللواء عمر سليمان كان في المخابرات العامة في 30/1 ليسلم السلطة الى الرئيس الجديد اللواء مراد موافي، وقد تلقى اتصالاً من سكرتير الرئيس يقول له: الرئيس يريدك حالاً.

من تقاليد الرئاسة التبليغ عن اسم الزائر ورقم السيارة، وقال اللواء عمر سليمان إنه سيذهب في سيارة اكس-5 ويترك السيارة المصفحة لرئيس المخابرات الجديد، إلا أنه وجد السيارة المصفحة بانتظاره على الباب فركب فيها للعجلة وسارت السيارة اكس-5 معه.

عند وصول الموكب الى مستشفى كوبري القبة، تعرضت السيارة اكس-5 لنار كثيفة من مسلحين اختبأوا وراء الأشجار، فقتل سائقها ووقع جرحى. وردّ المرافقون على النار بمثلها من السيارة المصفحة وهرب المسلحون.

اللواء عمر سليمان قال ان الحادث كُتِم في البداية، والتحقيق في الحادث انتهى الى لا شيء، وسمعتُ منه اسم مَن يتهم بالوقوف وراء المحاولة، إلا أنني وقد أدركني الصباح أسكتُ عن الكلام المباح.

كانت هذه فضفضة عمر سليمان للصحفي الشهير، عن أسرار وخبايا اللحظات الحرجة في تاريخ مصر، وتوقعاته لما ينتظر مصر حال وصول الإسلاميين للحكم، وذكرياته عن لحظات محاولة اغتياله، وهى الأيام التي شهدت الكثير ويحمل لنا التاريخ منها الكثير المدهش والمذهل ... الذي لا يمكن كشفه الآن.

فما رؤيتك أنت للسيناريو الذي ينتظر مصر؟ وهل تتوقع حدوث انقلاب عسكري قريبا؟

نقلا عن الموجز

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire