mardi 22 mai 2012

شفيق مرشح يطارده شبح الماضي وخلفيته العسكرية

شفيق مرشح يطارده شبح الماضي وخلفيته العسكرية

لم يعد هناك من يشعر بالحنق والغضب بين مرشحي الرئاسة في مصر إزاء منتقديه سوى الفريق أحمد شفيق، الذي ترقى في الجيش حتى وصل لمنصب قائد القوات الجوية، وهو منصب رفيع في السلاح النخبوي الأبرز بالقوات القتالية والذي كان يشغله الرئيس السابق حسني مبارك، عندما تم اختياره نائبا للرئيس الراحل أنور السادات، كما يؤهل صاحبه إلى رئاسة الأركان العامة وتولي وزارة الدفاع.
لكن شفيق أحيل للأعمال المدنية ليتولى منصب وزير الطيران ورئاسة وزراء الحكومة التي شكلها مبارك عقب الانتفاضة التي اندلعت ضده في 25 يناير 2011.
سريع الاستفزاز
ويقول محللون نفسيون وإعلاميون إن الفريق شفيق هو أسهل من يستفزه الإعلام من بين مرشحي الرئاسة، إذ إن سؤالا واحدا عن علاقته بمبارك، أو مسؤوليته عن قتل المتظاهرين في أثناء الثورة، كاف ليخرج المقاتل السابق في سلاح الجو عن شعوره.
ويرد شفيق، صاحب الأصول الأرستقراطية والذي ولد ‏بمنطقة‏ ‏الكوربة‏ ‏في ضاحية مصر‏ ‏الجديدة (شرق القاهرة) في عام 1941، على منتقديه دائما بسرد منجزاته في وزارة الطيران المدني.
حياة هادئة
وشفيق يعبر عن طبقة اجتماعية رفيعة داخل الكادر الحكومي، فتعود أصوله إلى محافظة الشرقية (جنوب شرق القاهرة)، تخرج في مدرسة مصر الجديدة الثانوية والتحق بالكلية الجوية التي تخرج منها في العام 1961 وأولى المهام التي تولاها كانت في اليمن عام 1963، حيث شارك بعمليات التمشيط والطلعات جوية على طول ساحل تهامة وفي مدن نجران وجازان السعوديتين، بحثا عن المتشددين المعارضين لعبد الناصر والنظام الثوري الموالي له في اليمن.
كما شارك الفريق شفيق في معارك حرب أكتوبر كطيار مقاتل وقائدا لسرب ميج 21، واشترك في معركة المنصورة الجوية ضد القوات الجوية الإسرائيلية.
وبدأ شفيق في الترقي بالقوات الجوية والجيش منذ عام 1984 حيث عين ملحقا عسكريا في السفارة المصرية بروما وحتى عام 1996 عندما أصبح قائدا للقوات الجوية المصرية، ويعد أطول من تولى هذا المنصب الرفيع في الجيش المصري.
وفي الطريق إلى وزارة الطيران المصرية عام 2002، حصل شفيق على عدد من الأوسمة العسكرية والمدنية، ومن دولتي الكويت والسعودية.
باب المتاعب
وإلى ذلك، كانت حياة الفريق هادئة تماما وتخلو من أي متاعب، إذ كان يحسب على الموظفين البارزين التكنوقراط، رغم تقارير الصحافة الأميركية على قربه من مبارك وتأهيله لخلافته، لكن تكليف الرئيس السابق له بتشكيل أول حكومة بعد اندلاع الانتفاضة، وإبقاء المجلس العسكري عليه لفترة قصيرة انتهت مع اندلاع احتجاجات واسعة على وجوده حتى أجبر على الاستقالة في مارس 2011، هي من فتحت عليه باب المتاعب.
ورغم توليه لفترة قصيرة رئاسة الوزراء، تعد الأقصر منذ اندلاع ثورة 23 يوليو، أصبح شفيق مسار سخرية بين شباب الثورة على خلفية ارتدائه للبلوفر، حيث إنه أول رئيس وزراء مصري لا يرتدي البدلة للإيحاء بشبابية قراراته، كما اشتهر بتصريحاته عن تقديم الحلوى للمتظاهرين وإنكاره تماما لكون ما حدث يوصف بأنه ثورة.
ولا ينكر شفيق قربه الشديد لمبارك ومحبته له كقائده ومعلمه وأستاذه، ومن ثم أصبح يواجه القوى السياسية المعادية لنظام مبارك بعد الثورة، والثوار معا، لكنه يعتبر ذلك ميزة كونه يطلق كلاما صريحا ولا ينافق أحدا، كما يراهن على الأغلبية الصامتة التي ربما تريد الاستقرار.
وينظر لشفيق دائما على أنه رئيس الوزراء التي حدثت في عهده المجزرة الأهم للمتظاهرين والتي توصف إعلاميا بـ «موقعة الجمل» في 2 فبراير من العام 2011.
المعركة مع الإسلاميين
واشتعلت المعركة من جانب الإسلاميين المسيطرين على البرلمان، بعد أن حاول نائب الرئيس السابق عمر سليمان الترشح، وردوا بإقرار قانون العزل السياسي وهو قانون يمنع من تولى مناصب قيادية في عهد مبارك خلال الـ10 سنوات الماضية من الترشح.
ولشك لجنة الانتخابات الرئاسية في دستورية القانون، أبقت على شفيق مرشحا للرئاسة بعد عزله بساعات، والقانون منظور حاليا أمام المحاكم المصرية.

العرب القطرية

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire