mardi 29 mai 2012

محمد مرسي و ثورة 25 يناير... ثائر قبل الثورة

ثورة 25 يناير
في الساعات الأولى من فجر يوم 28 من يناير 2011 كان د. محمد مرسي معتقلا في سجن وادي النطرون بعد أن أحكم النظام البائد قبضته على نصف أعضاء مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، ظنا منه أن (25 يناير) مجرد هوجة وليست ثورة شعب ستطيح به.
ومن قبل ذلك كان مرسي عضوا بالبرلمان المصري منافحا عن مصالح الشعب ومقدما الاستجوابات والأسئلة البرلمانية والمقترحات التي كانت كفيلة بإخراج مصر من كبوتها في كثير من المجالات...
ومع تجليات الثورة المصرية وتفاعلاتها وتجاذباتها اليومية لم تجد الجماعة ود.مرسي بدا من الدفع به كمرشح لرئاسة مصر حاملا معه مشروعا للنهضة صاغه أكثر من 1000 خبير ومتخصص..
لم تكن هذه بداية محمد مرسي بل كان حلقة من مسلسل ثوري نضالي طويل عاشه مرسي منذ أن بدأ حياته العملية بعد أن تخرج من كلية الهندسة جامعة القاهرة 1975م وماجستير في هندسة الفلزات جامعة القاهرة 1978م ودكتوراة في الهندسة من جامعة جنوب كاليفورنيا 1982م .
وبعد أن عمل مرسي مدرسًا مساعدًا في جامعة نورث ردج في الولايات المتحدة في كاليفورنيا لعدة سنوات، ترك أمريكا والمنصب العلمي ليعود عام 1986 إلى بلده ليعمل أستاذا ورئيسا لقسم هندسة المواد بكلية الهندسة بجامعة الزقازيق حتى العام 2010، وانتخب عضوًا بنادي هيئة التدريس بجامعة الزقازيق.
وقد اختير د. مرسي عضوًا بلجنة مقاومة الصهيونية بمحافظة الشرقية، كما اختير عضوًا بالمؤتمر الدولي للأحزاب والقوى السياسية والنقابات المهنية، وهو عضو مؤسس باللجنة المصرية لمقاومة المشروع الصهيوني .
وانتخب عام 2000 عضوا بمجلس الشعب المصري عن جماعة الإخوان وشغل موقع المتحدث الرسمي باسم الكتلة البرلمانية للإخوان.
وكان من أنشط أعضاء مجلس الشعب وصاحب أشهر استجواب في مجلس الشعب عن حادثة قطار الصعيد وأدان الحكومة وخرجت الصحف الحكومية في اليوم التالي تشيد باستجوابه، وقد تم اختياره عالميا كأفضل برلماني 2000-2005 من خلال أدائه البرلماني.
وحصل فى آخر انتخابات لمجلس الشعب 2005 على أعلى الأصوات وبفارق كبير عن أقرب منافسيه، ولكن نظام مبارك استبعده في جولة الإعادة.
نصير القضاة
واعتقل مرسي 7 أشهر في 18 مايو 2006 من أمام محكمة شمال القاهرة ومجمع محاكم الجلاء بوسط القاهرة، أثناء مشاركته في مظاهرات شعبية تندِّد بتحويل اثنين من القضاة إلى لجنة الصلاحية وهم المستشارَين محمود مكي وهشام البسطاويسي بسبب موقفهما من تزوير انتخابات مجلس الشعب 2005، واعتقل معه 500 من الإخوان المسلمين ، وقد أفرج عنه يوم 10 ديسمبر 2006 ، كما اعتقل صباح يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011 أثناء ثورة 25 يناير ضمن عدد كبير من قيادات الإخوان على مستوى المحافظات لمنعهم من المشاركة في جمعة الغضب  .
وفي 30 أبريل2011 انتخبه مجلس شورى الإخوان رئيسا لحزب "الحرية والعدالة" الذي أنشأته الجماعة بجانب انتخاب عصام العريان نائبا له ومحمد سعد الكتاتني أمينًا عامًّا للحزب.
محاولات نزع لباس الثورة مكشوفة
وفي 28 من مايو 2012 أعلن فاروق سلطان رئيس اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة النتيجة النهائية لانتخابات الرئاسة تصدر الدكتور محمد مرسي نتيجة انتخابات الرئاسة يليه الفريق أحمد شفيق بفارق 220 ألف صوت، على أن تكون جولة الإعادة يومي 16 و17 يونيو القادم.
وفي زخم الانتخابات الرئاسية لم ينس مرسي شهداء الثورة، معلناً أنه سيعيد محاكمة قتلة الثوار بأدلة حقيقية وواضحة، مؤكداً أن هذه المحاكمات تشمل أكبر مجرم وهو مبارك.
وقال مرسى في لقاء تلفزيوني: "أنا أب لهؤلاء الشهداء، وما قالته هو حزن على ابنها، مستشهدا بأن ثلاثة من المقربين إليه جدا تعرضوا للقتل فى الثورة".
وأضاف: إنه "شخصيا اعتقل ليلة جمعة الغضب"، مؤكدا: أن "حق الشهداء يلاحقنى حال فوزى بالرئاسة وحق ابنك والشهداء فى رقبتى ولن يضيع هدرا، متعهدا بإعادة فتح ملف الشهداء أمام القضاء".
وفي مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء 29 مايو 2012 أكد أنه ضد العنف وحرق المنشآت العامة والخاصة، مشددا على سلمية الثورة.
وتعهد مرسي بألا يلجأ إلى قانون الطوارئ أبداً، معلناً أنه لا طوارئ بعد اليوم، لافتاً إلى أنه بصفته رئيس السلطة التنفيذية لن يطلب هو ولا الحكومة من البرلمان إقرار الطوارئ وهذا عهد.
وشدد على أنه لن يقصف قلم ولن تغلق قناة فضائية ولن تغلق جريدة طوال رئاسته للجمهورية، لافتاً إلى أن التجريح لن يفيد وإنما النقد البناء.
وشدد على أننا قمنا للثورة ضد الفساد وأمن النظام، مشدداً إلى أننا نطلب أمن حقيقي يحفظ كرامة المواطن واستقرار حقيقي وتنمية، مؤكد اً أنه طوال 30 عاما الماضيين لم يكن هناك أمن أو استقرار حقيقي.
كما أكد مرسي أن أقباط مصر سيتمتعون بكامل حريتهم وممارسة حقوقهم الديمقراطية دون أي تمييز، مشيراً إلى أن ذلك سيحدث لجميع المواطنين المصريين دون التمييز بين لون أو جنس أو ديانة.
وقال مرسي: إنه سيدعم كافة مجالات الدولة ويتيح للسياحة تقدماً كبيراً، مشيراً إلى أنه يستفيد من ذلك القطاع أكثر من 14 مليون مواطن استفادة غير مباشرة في حين يستفيد 4 مليون بطريقة مباشرة عن طريق وظائف مستقرة......
ورغم ما يمكن إثباته من استعراض مواقف د.مرسي من قبل وبعد الثورة، إلا أن طنطنة بعض القوى والقيادات الفكرية والسياسية على شاشات الفضائيات التابعة لرجال أعمال مبارك بأن الثورة المصرية قد خسرت في الانتخابات الرئاسية بالجولة الأولى إثر صعود مرسي وشفيق للإعادة ، وحديث البعض عن أن انتخاب أكبر الفلول (شفيق) يساوي اختيار مرسي لأنهما ليسا من مرشحي الثورة... وباتت الثورة حكرا على بعض الفئات رغم مشاركة مرسي وجماعة الإخوان في الثورة من قبل بدايتها أصلا، لأن اختزال الثورة في 25 يناير فقط مغالطة تاريخية إذ أن جماعة الإخوان وبعض القوى السياسية جاهدت كثيرا ظلم واستبداد نظام مبارك وخرجت بالآلاف إلى الشوارع وأصدرت البيانات ورفضت التوريث وحركت الحملات المصرية الرافضة للتوريث والمطالبة بالإصلاح السياسي، بل قاد الإخوان في جميع المحافظات حملات دعم القضاة والحقوق السياسية والوقوف ضد التعديلات الدستورية المفضوحة.... فيما كان البعض يهلل لقرارات مبارك عبر الفضائيات ثم تحولوا بقدرة عجيبة إلى ثوار..
بل إن إصرار مرسي والإخوان على خوض الانتخابات البرلمانية في 2010 والتي كانت شرارة أساسية لإطلاق ثورة يناير رغم جميع التقديرات السياسية والعلمية على تزويرها، وكان الحاكم الأساسي للإخوان في ذلك هو فضح النظام وكشف ظلمه وزيفه وحفر قبره، وذلك ما حدث بالفعل رغم أن التكلفة كانت باهظة من اعتقالات ومطاردات وحملات تشوية في تاريخ وحاضر الإخوان....
ويكشف هذا الملف ثورية مرسي والإخوان التي يحاول البعض نزعها عنهم.... في محاولة لابتزاز مرشح الثورة والنهضة، ويبقى الضمير المصري الحكم والرهان الحقيقي للانحياز لمصالح الوطن، اتقاء لعودة حكم رجال الأعمال والعسكر ...
كلمتى

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire