القاهرة ـ 'القدس العربي': في مذكراتها المتوقع نشرها قريبا، كشفت سوزان ثابت زوجة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك أن الولايات المتحدة الأمريكية منحت أسرتها حق اللجوء السياسي أول شباط (فبراير) 2011، وفي ذات التوقيت منحت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين والكويت، حق اللجوء السياسي لهم، موضحة أن جميع المستندات التي تسمح بلجوئهم لتلك الدول سحبت منهم يوم 11 شباط (فبراير)، 'يوم إعلان التنحي' في شرم الشيخ.
وتحكي في المذاكرت ايضا أنها انهارت غير مصدقة صدور قرار بحبسها وحاولت الانتحار بتناول عدد كبير من الحبوب المنومة لكنه تم إنقاذها، وهو الأمر الذي أغضب مبارك واتصل بعدد من الدول وتوسل لكبار المسؤولين، حتى لا يتم القبض عليها، لذلك تم تركها بالمستشفى بجانبه تحت التحفظ.
كما ذكرت سوزان في مذكراتها قيام المحامي فريد الديب بتسوية وضعها القانوني وتنازلت عن كل مالها من ممتلكات وأرصدة فأفرج عنها بعد 4 أيام في صباح الثلاثاء 14 ايار(مايو) 2011، وهو اليوم الذي قرر فيه المستشار عاصم الجوهري، مساعد وزير العدل للكسب غير المشروع حبسها 15 يوما على ذمة التحقيقات بتهمة استغلال وظيفة زوجها في تحقيق كسب غير مشروع.
وقالت إنها كانت أسود أيام حياتها في مصر.
وحكت سوزان ثابت ذكرياتها بدءا من مولدها وكيف عشقت قصص 'أغاثا كريستي' وقصص 'ألفريد هيتشكوك' البوليسية، وقامت بتأليف القصص المرعبة لدرجة أخافت منها زميلاتها في المدرسة، وأحبت فن الباليه وكان حلم حياتها أن تعمل مضيفة جوية بمصر للطيران، وذكرت في المذكرات انجذابها لمبارك لأنه كان يعمل طيارا.
وأوضحت أنها تحب لقب 'هيرماجستي' أو 'جلالة الملكة' الذي اعتادت صديقاتها المقربات مناداتها به، والمثير كما جاء في المذكرات أنها عانت من أحلام مفزعة وهي ترى نفسها بملابس الملكة نازلي وأنه يتم إعدامها، وهو الحلم الذي ظل يراودها لفترة طويلة دفعها لتلقي العلاج على يد طبيب شهير اعتاد زيارة القصر الرئاسي بانتظام خلال العشرة أعوام الأخيرة، وقد خضع لهذا العلاج مبارك.
وقالت في مذكراتها إن صحافية إسرائيلية هي من كشفت اللقب بعد نهاية حكم مبارك، وأنها شعرت أنها ملكة مصر، حيث كانت أطول فترة لسيدة تبقى بجوار زوجها على عرش مصر منذ العصر الفرعوني وحتى الآن.
وأوضحت سوزان في مذكراتها أنها تعشق المجوهرات والآثار منذ طفولتها، وأنها فقدت في القصر الرئاسي كل ممتلكاتها من المجوهرات، وهي المجوهرات التي تمت مصادرتها دون تمييز بين الخاص والمملوك للدولة، وأنها أول مصرية تشاهد العديد من المقابر الفرعونية قبل الإعلان عن فتحها، وأنها في بعض الأحيان طلبت لمس القطع المهمة من هذه الآثار، وبررت هذه الملامسة بأنها تشعر بسحر خاص من ذلك. المفاجأة أن سوزان كشفت في المذكرات أن مبارك لم يكن يعتقد أن المسؤولين من حوله سيتركونه يرحل، وتوقع أن يتم اغتياله يوم تنحيه لذلك طلب من الحرس الجمهوري ألا يتركونه وحيدا نهائيا، حتى انه كان يصطحب الحراسة إلى الحمام.
ووفقا لما نشرته 'روز اليوسف' المصرية امس الثلاثاء فإن التحقيقات الإنكليزية التي تجري الآن حول اتهام سوزان ثابت بالفساد المالي، كشفت استلامها مبلغ 10 ملايين جنيه إسترليني تم إيداعها بشيك خاص بتاريخ 12 ايلول (سبتمبر) 2011 بحساب لم يكن معروفا في فرع بنك 'أوف إنغلاند' بلندن، مقابل بيعها لحقوق النشر والتوزيع الخاصة بمذكراتها، لدار 'كانو نغيت للنشر'، وهي من كبريات دور النشر البريطانية في العالم.
ويبرز في هذا السياق أن النسخة الأصلية لمذكرات سوزان ثابت لم تكتمل وهي بخط يدها وموجودة في مقر دار النشر باسم 'سيدة مصر الأولى.. 30 عاما على عرش مصر'، وترجمها مترجم لبناني محترف يعيش في لندن ويعمل بقسم الترجمة بجهاز 'اسكوتلنديارد'.
كما تكشف سوزان في المذكرات أن علاء مبارك وليس جمال كما أشيع كان يساعد والده في اتخاذ القرارات الصعبة، وأن جمال كان يغار من أخيه في أحيان كثيرة ويعارض أفكاره ويتهمه بأنه لا يفهم في السياسة مثله وهو أمر كان دائمًا بينهما منذ الطفولة.
وتكشف سوزان لأول مرة أن جمال كان بينه وبين زوجته خديجة الجمال مشاكل دائمة نشبت في اليوم التالي لزواجهما وكانت تقول لهما إنهما ولدا فوق رؤوس بعضهما البعض وانها عاتبت جمال كثيرا لأنه كان يتحدث ويتصرف مع خديجة مثل الأطفال لأنه كان يحبها ولأنه يعاني من عادة حب التملك منذ صغره، وذكرت أنها كانت تخشى عليه ولذلك كانت تبقيه بجانبها طيلة الوقت وهو شعور عادي لدى الأمهات.
القدس العربى
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire