samedi 25 février 2012

والدة ماري كولفن تتحدث عن عزيمة ابنتها

 

كشفت والدة الصحافية الأميركية ماري كولفن، التي قتلت في سورية مؤخرًا، عن تميّز ابنتها منذ صغرها، بالتصميم والعزم، من دون الخوف من الذهاب إلى قلب مناطق الصراعات من أجل الخوض في عمق العمل الصحافي وليس الاكتفاء فقط بالتقاط الصورة.
وأوضحت روزماري كولفن، أن ابنتها كانت قد عادت في كانون الثاني/يناير من العام 1974 من البرازيل، حيث كانت ضمن بعثة لتبادل البعثات الطلابية، اختيرت لها كونها كانت من المتفوقين في مدرستها أويستر باي. ولكن عودتها المتأخرة في نهاية  ذلك العام ،  1974، جعلت الخيارات تضيق أمام لاختيار جامعة تواصل فيها دراستها. وتضيف الوالدة الحزينة على فقدان ابنتها من منزلها في نوريتش، نيويورك، أن جميع زملائها كان قد تم قبولهم في الجامعات، وبقيت هي، فما كان منها إلا أن أخذت سيارة العائلة وتوجهت إلى جامعة ييل في ولاية كونيتيكت، و"قالت لهم: عليكم أن تدعوني أنضم إليكم".وإعجابًا بالفتاة، التي كانت قد وصلت إلى التصفيات النهائية للاستحقاق الوطني، وتعلمت البرتغالية في البرازيل، قبلت جامعة ييل بدء ماري بالدارسة فيها. وتخصصت في الأنثروبولوجيا ولكن بعد أن أخذت دورة مع الكاتب الحائز على جائزة بوليتزر، جون هيرسي. وبدأت أيضًا في الكتابة لصحيفة "ييل ديلي نيوز"، ثم قررت أن تصبح صحافية.
كانت ماري كولفين، 56 عامًا، تعمل مراسلة لصحيفة "صنداي تايمز" في لندن عندما قتلت أثناء قصف للقوات السورية علي مدينة حمص. حيث كانت ماري تعمل في مركز إعلامي بدائي، دمر نتيجة الهجوم الذي أدى أيضًا إلى مقتل المصور الفرنسي ريمي أوتشليك. وقالت والدتها أن الهاتف قد بدأ في الرنين في إحدى غرف منزل العائلة فيلونغ ايلاند في الساعة الخامسة صباحًا "كان الوقت مبكرًا جدًا فعرفت أن شيئًا فظيعًا قد حدث". وقالت السيدة كولفن يوم الأربعاء "كان من المفترض أن تغادر سورية.. لقد أخبرني رئيس التحرير أنه اتصل بها، الثلاثاء، وقال لها أن الوضع أصبح خطيرًا جدًا وأنهم يريدون إخراجها من هناك. إلا أنها قالت له أنها تعمل على قصة مهمة وتريد الانتهاء منها، وسوف تسافر بعد ذلك". وأشارت السيدة كولفن إلي أنها قد حاولت الوصول إلى ابنتها الأسبوع الماضي قائلة "عادة كان يمكنني الوصول لها عبر هاتف الأقمار الصناعية، ولكن لسبب ما، لم ترد على رسائلي". وآخر مرة سمعت فيها الأم صوت ابنتها كان ذلك عبرشاشة التلفزيون، عندما تم إجراء مقابلة معها علي قناة "سي أن أن"، الثلاثاء الماضي، أي قبل ساعات من وفاتها. وتحدثت السيدة كولفن عن القادة الذين أجرت ابنتها معهم لقاءات صحافية، خلال عملها، وكان من بينهم الزعيم الليبي الراحل العقيد معمر القذافي.
كما استعادت عندما خسرت ابنتها عينها اليسرى في العام 2001 عندما انفجرت قنبلة يدوية في سريلانكا في العام 2001، عندما كانت تحاول مغادرة الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون التاميل، وهو ما أفقدها البصر تمامًا في تلك العين، كما فقدت حاسة السمع موقتًا. وقالت الأم "استعادت سمعها بعد ذلك، ولكن شظايا من الحادث بقيت في دماغها ولم تستطع إزالتها".
وقالت السيدة كولفن ان محاولة إثناء ابنتها عن الذهاب إلي مناطق الصراع كانت بلا معنى، وأضافت "اذا كنت تعرف ابنتي فإن هذه المحاولة يمكن أن تكون مضيعة للكلمات. إن محاولة مثل هذه لم تكن مطروحة علي الإطلاق. لقد كانت عاقدة العزم على الدوام، شغوفة بما تقدم عليه، لقد كانت هذه حياتها. ولم يكن من الممكن أن يقول لها أحد لا تفعلي ذلك. وكان واضحًا إنما تؤمن به هو تغطية القصة، ليس مجرد التقاط صورة لها، لكن إحياء القصة بأعمق طريقة ممكنة".
وقالت السيدة كولفن"في الستينات والسبعينيات كنا منخرطين في الأنشطة المناهضة للحرب والاحتجاجات النسائية.. لقد نشأت على هذا النحو. لقد كانت دائمًا ما تشارك في قضايا اللحظة، لذلك لم يكن مفاجئًا عندما عملت في الصحافة".وقالت السيدة كولفن أن ابنتها عملت بعد تخرجها من ييل في نقابة العمال في مانهاتن لفترة وجيزة، قبل أن يتم التعاقد معها من قبل "يونايتد برس إنترناشونال" في ولاية نيو جيرسي. وأرسلتها المؤسسة في وقت لاحق إلى واشنطن وباريس قبل أن يتم التعاقد معها من قبل صحيفة "صنداي تايمز" اللندنية.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire