vendredi 24 février 2012

إغلاق سفارة واشنطن في كابول و 24 شخصًا ضحايا

إغلاق سفارة واشنطن في كابول ودعوات إلى ضبط النفس

وصول ضحايا احتجاجات الأفغان على حرق أميركيين المصحف إلى 24 شخصًا

112

كابول ـ أعظم خان
قُتل تسعة أشخاص على الأقل في أفغانستان، ثمانية مدنيين وشرطي، الجمعة، أثناء تظاهرات مناهضة للأميركيين احتجاجًا على إحراق مصاحف في قاعدة عسكرية أميركية الثلاثاء، فيما دعت حكومة كابول وقيادة قوات الحلف الأطلسي إلى الهدوء وضبط النفس في البلد الذي يشهد حربًا ضد المسلحين الإسلاميين منذ عشر سنوات، وواكب ذلك إغلاق السفارة الأميركية في كابول منذ أيام، وانتشار قوات أمن إضافية لحماية البعثات الأجنبية وغيرها من المواقع الاستراتيجية بعضها مسلح بالقذائف الصاروخية والبنادق الرشاشة.
وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية صديق صديقي، أنه مع سقوط هؤلاء القتلى التسعة ترتفع حصيلة الأيام الأربعة الأولى من التظاهرات إلى 24 قتيلاً، بينهم جنديان أميركيان بحسب تعداد لوكالة فرانس برس، وأُصيب كذلك حوالي 100 شخص بجروح غالبيتهم بالرصاص، ولا يزال حادث احراق المصاحف قيد التحقيق، إلا أن مسؤولين أميركيين زعموا أن "الجيش أخذ المصاحف من المعتقلين في باغرام للاشتباه باستخدامها في تمرير الرسائل".
من جانبه، أعلن المتحدث باسم ولاية هراة غرب أفغانستان، محي الدين نوري، أن غالبية ضحايا الجمعة من الولاية التي كانت تمتاز بأنها احدى أكثر الولايات هدوءًا في البلاد، حيث قتل سبعة أشخاص بينهم شرطي وامرأة معظمهم "في تبادل لاطلاق النار"، كما قضى ثلاثة منهم وبينهم الشرطي عندما حاول محتجون التوجه إلى القنصلية الأميركية في هراة، مضيفًا "أُصيب 50 آخرون معظمهم بطلقات نارية في ولاية هراة".
وصرح مسؤول أمني لوكالة فرانس برس، أن متظاهرين حاولوا اقتحام السفارة وحاول بعضهم الاستيلاء على سلاح الشرطة، وقتل متظاهر آخر وجرح اثنان عندما حاول المتظاهرون السيطرة على مكتب الفريق العسكري المدني لإعادة إعمار المدينة بقيادة تشيكية في ولاية باغلان الشمالية الشرقية.
وجاء حادث احراق المصاحف ليزيد من المشاعر المُعادية للغرب، التي تسود البلاد بسبب انتهاكات ترتكبها قوات الأطلسي ومن بينها ما ظهر في شريط فيديو من تبول عناصر من المارينز الأميركي على جثث أفغان، فيما دعت حكومة كابول وقائد قوات الحلف الأطلسي الجنرال الأميركي جون الن، إلى الهدوء وضبط النفس في البلد الذي يشهد حربًا ضد المسلحين الإسلاميين منذ عشر سنوات.
وقال الجنرال جون إن "العمل مع القيادة الأفغانية هو السبيل الوحيد لكي نتمكن من اصلاح هذا الخطأ الكبير، وضمان عدم تكراره"، فيما أكد متحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية، أن ثلاثة أشخاص على الأقل أُصيبوا بجروح في المظاهرات في كابول، والتي جرت في العديد من المواقع المختلفة، كما جرت تظاهرات كذلك في ولاية قندز الشمالية وفي ولايات باميان وغزني وننغرهار الشرقية.
وبدأت التظاهرات بعد صلاة الجمعة التي حث فيها الأئمة في كابول، المصلين على الخروج إلى الشوارع والاحتجاج على حرق المصحف، حيث قال الملا محمد اياز نيازي في مسجد وزير أكبر خان، "يجب الكشف عن هوية من ارتكبوا هذه الجريمة وإعدامهم علنًا"، مضيفًا "أنتم لم تخونوا هذا البلد فحسب، بل إنكم تلاعبتم بعقيدة ومشاعر 1,7 مليار مسلم في العالم، ودنستم كتابهم المقدس".
وسعت حركة طالبان، التي تقود تمردًا منذ 10 أعوام ضد حكومة حامد كرزاي، الخميس إلى استغلال المشاعر المعادية إلى الولايات المتحدة، وأكدت في بيان لها "يجب أن تحاصروا قواعد القوات الغازية العسكرية، بهجومكم الشجاع، اقتلوا قوافل جيشهم، أقبضوا عليهم وانهالوا عليهم ضربًا، حتى لا يجرؤون على إهانة القرآن الكريم مجددًا".
وقُتل جنديان أميركيان في التظاهرات التي تشهدها البلاد منذ الثلاثاء، مما دفع بالرئيس الأميركي باراك أوباما إلى تقديم اعتذار للشعب الأفغاني وإغلاق السفارة الأميركية في كابول، وتعرضت القواعد العسكرية الفرنسية والنروجية والأميركية الى هجوم بعد أن حرضت حركة طالبان الأفغان على قتل الجنود الاجانب انتقامًا لحرق المصاحف.
وقد اعتذر مسؤولون أميركيون، مرارًا عن حرق المصاحف، التي تم إشعال النيران فيها في حفرة في قاعدة باغرام الجوية، وقال المتحدث باسم الناتو الجنرال جاكوبسون كارستن:" إن الحادث ربما يكون وقع نتيجة فعل ناتج عن جهل، ولكنه خطأ له عواقب وخيمة "، فيما زعم مسؤولون أميركيون إن "المصاحف كان تم نقلها من سجن في قاعدة باغرام، بسبب الاشتباه في أن السجناء ربما يستخدمون الكتب الدينية لتمرير رسائل لبعضهم البعض".
وقال ناطق باسم الجيش الألماني الجمعة، إن الجيش انسحب من موقعه في تالوقان شمال البلاد، في مواجهة الاحتجاجات التي تشهدها أفغانستان بعد احراق مصاحف، موضحًا "إن الجنود الخمسين المتمركزين في تالوقان انسحبوا الخميس من هذا الموقع، الذي كان يفترض أن يغادروه في نهاية آذار/مارس للعودة إلى قاعدة قندز، التي تبعد سبعين كيلومترًا إلى الغرب، وحملوا معهم معداتهم وآلياتهم واسلحتهم وذخائرهم".
وانتشرت قوات أمن إضافية لحماية البعثات الأجنبية وغيرها من المواقع الاستراتيجية بعضها مسلح بالقذائف الصاروخية والبنادق الرشاشة، فيما نصح مسؤولون حكوميون أفغانيون الشعب بـ"تجنب الخروج في احتجاجات وتظاهرات يمكن أن ينتهزها العدو".
وقد قَتل جندي أفغاني، الخميس، اثنين من قوات حلف شمال الأطلسي بالرصاص، مع تصاعد الاحتجاجات المناهضة إلى الولايات المتحدة لليوم الثالث على التوالي، والتي اشتعلت بعد حرق المصحف، وقال المحافظ حسن محمد حاجي، إن "قوات حلف شمال الأطلسي والقوات الأفغانية أطلقت النار في الهواء لتفريق مئات المتظاهرين، الذين تجمعوا أمام قاعدة في منطقة خوجياني في شرق محافظة ننغهار"، مشيرًا إلى أن "رجلاً كان يرتدي زي الجيش الأفغاني، قام خلال الاحتجاجات بإطلاق النار على قوات الحلف، مما أدى إلى إصابة اثنين منهم بجروح جدية".
من جانبها، قالت قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف)، التابعة لحلف شمال الأطلسي، التي تقودها الولايات المتحدة، إن "اثنين ممن يخدمون بها قُتلوا في شرق أفغانستان على يد شخص يرتدي زي الجيش الأفغاني الوطني، بعد أن حول سلاحه تجاه القوات". ولم تحدد "إيساف" جنسيات الضحايا، ولم تعط مزيدًا من التفاصيل.
وعندما سُئلَ متحدث باسم قوة "إيساف"، عما إذا كان إطلاق النار له علاقة بالاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة، قال "كانت هناك مظاهرة في المقاطعة فقط"، فيما نقلت  وكالة الأنباء الإسلامية الافغانية عن أحد المتظاهرين القول، "كانت هناك قوات أفغانية تدافع عن قاعدة أجنبية في شرق مقاطعة نانجارهار، إلا أنها انضمت إلى المتظاهرين، وأطلقت النار على القوات الأجنبية".
وفي مهترلام، عاصمة إقليم لغمان شرق كابول، قام الآلاف بمحاصرة القاعدة العسكرية المدنية لفريق إعادة إعمار المحافظات، الذي تقوده الولايات المتحدة، وأوضح مسؤول الشرطة خليل الرحمن نيازي، أن "المتظاهرين قاموا بإلقاء الحجارة على القاعدة، وتسلقوا جدرانها الخارجية، وأن الناس جاؤوا من كل أنحاء لغمان، وهاجموا فريق إعادة الإعمار، وأضرموا النار في شيء ما هناك، أعتقد أنه وعاء"، مضيفًا أنه "يعتقد أن شخصين أُصيبا بجروح من جراء إطلاق نار من القاعدة، في الوقت الذي كانت الجموع تقوم فيه باقتحام الجدران، ورشقها بالحجارة تحت سحابة من دخان أسود كثيف"، فيما حاول نحو ألفي متظاهر، الزحف على قاعدة فرنسية في كابيسا شرق كابول، ولكن تم دفعهم إلى التراجع بواسطة قوات الأمن الأفغانية، وأُصيب اثنان من المحتجين بجروح طفيفة، بعد أن فتحت قوات الأمن النار عليهم.
وفي شمال مقاطعة فارياب، كانت هناك محاولة للزحف على قاعدة نرويجية عسكرية، وقال قائد الشرطة عبد الخالق أكساوي إن  "نحو 100 مراهق، ساروا في اتجاه قاعدة القوات النرويجية في ضواحي المدينة، وألقوا بالحجارة عليها وأشعلوا النار في السيارات، لكنهم تفرقوا بعد أن تدخلت الشرطة".
في السياق نفسه، أدانت الحكومة الباكستانية بشدة إحراق المصاحف، قائلة إنه "من المهم للغاية عدم تكرار حدوث مثل هذه الأعمال غير المسؤولة وغير المبررة"، فيما تظاهر أكثر من 500 شخص في المناطق الجنوبية الغربية المضطربة من باكستان الخميس احتجاجًا على احراق المصاحف.
وتُعد أفغانستان بلدًا شديد التدين، حيث يُثير ازدراء الإسلام احتجاجات عنيفة في كثير من الأحيان، وغضب كثير من الأفغان عند اكتشاف نُسخ متفحمة من القرآن الكريم في قاعدة باغرام الجوية، التي تديرها الولايات المتحدة وتقع شمال كابول.
جدير بالذكر أنه ينتشر في أفغانستان نحو 130 ألف جندي في اطار قوات الأطلسي التي تقودها الولايات المتحدة لقتال مسلحي حركة طالبان التي أُطيح بها من الحكم في أواخر عام 2011، وتعتزم قوات التحالف سحب قواتها القتالية بحلول العام 2014، إلا أن العديد من الدول يتعرض لضغوط داخلية لانهاء الحملة العسكرية في البلد المضطرب في وقت أسرع.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire